طوّر الباحثون من جامعة ماريلاند الأميركية، طريقة يحتمل أن تكون أكثر استدامة لصنع السكاكين الحادة، باستخدام الخشب الصلب. هذه الطريقة التي تم تقديمها، أول من أمس، في دورية «ماتر»، تجعل الخشب أكثر صلابة 23 مرة، والسكين المصنوع منه أقوى بثلاث مرات من سكين مائدة العشاء المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.
ويقول تنج لي، كبير مؤلفي الدراسة وعالم المواد في جامعة ماريلاند، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «تقطع السكين شريحة لحم متوسطة النضج بسهولة، بأداء مشابه لسكين مائدة العشاء، وبعد ذلك، يمكن غسل سكين الخشب المتصلب وإعادة استخدامه، ما يجعله بديلاً واعداً للسكاكين المصنوعة من الفولاذ والسيراميك والبلاستيك القابل للتصرف».
وأظهر لي وفريقه أيضاً أنه يمكن استخدام موادهم لإنتاج مسامير خشبية حادة مثل المسامير الفولاذية التقليدية، وعلى عكس المسامير الفولاذية، فإن المسامير الخشبية التي طورها الفريق مقاومة للصدأ.
وأظهر الباحثون أنه يمكن استخدام هذه المسامير الخشبية في دق ثلاثة ألواح معاً دون أي ضرر للمسمار، وبالإضافة إلى السكاكين والمسامير، يأمل «لي» في إمكانية استخدام هذه المادة في المستقبل لصنع أرضيات من الخشب الصلب أكثر مقاومة للخدش والتآكل.
ويشرح لي طريق التصنيع قائلاً: «السليلوز، المكون الرئيسي للخشب، لديه نسبة قوة وكثافة أعلى من معظم المواد الهندسية، مثل السيراميك والمعادن والبوليمرات، لكن استخدامنا الحالي للخشب بالكاد يلامس إمكاناته الكاملة، فرغم أنه غالباً ما يستخدم في البناء، فإن قوة الخشب أقل من قوة السليلوز الموجود به، وذلك لأن الخشب يتكون فقط من 40 في المائة إلى 50 في المائة من السليلوز، والباقي يتكون من الهيميسليلوز واللجنين، اللذين يعملان كعوامل رابطة».
وسعى لي وفريقه إلى معالجة الخشب بطريقة لإزالة المكونات الأضعف مع عدم تدمير الهيكل الرئيسي للسيليلوز.
الأثرياء أكثر تلويثاً للبيئة من الفقراء في العالم
قبل أيام قليلة من المؤتمر العالمي حول المناخ الذي يُعقد في غلاسكو، كشفت دراسة أن الأثرياء أكثر تلويثاً للبيئة من الفقراء في العالم، وطالبت بأن يخضعوا لتدابير ضريبية محددة.
وبينما تزيد مستويات انبعاثات الكربون هذا العام، فإن نسبة الـ1% الأكثر ثراءً ساهموا في انبعاث ما معدله 110 أطنان من ثاني أكسيد الكربون في عام 2019 عن كل واحد، وفقاً لهذه الدراسة التي أجراها الخبير الاقتصادي لوكاس تشانسيل، أحد مديري «وورلد انيكواليتي لاب» في كلية باريس للاقتصاد.
وبشكل تراكمي مثّل 17% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية في نفس العام. كل هذه الانبعاثات تأتي من سلوك الاستهلاك والاستثمار لهذه الفئة من السكان، وفقاً لـ«وورلد انيكواليتي لاب». الأشخاص الأغنى في العالم ويمثلون 10% مسؤولون عن نصف الانبعاثات في العالم. في المقلب الآخر، أسهم نصف الفئة الأفقر من سكان العالم في إصدار 1.6 طن فقط من الكربون عن كل فرد، أو 12% من الانبعاثات العالمية.
وصرح لوكاس تشانسيل لوكالة الصحافة الفرنسية بأن «هناك تفاوتاً كبيراً في المساهمات في مشكلة المناخ»، معتبرا أن «التدرج في الدخل والإرث يجعل من الممكن تفسير جزء كبير من التفاوت» في الانبعاثات. بالإضافة إلى الأشخاص الأكثر ثراءً، فإن البلدان المتقدمة لديها بصمة كربونية أعلى بكثير بعد الأخذ في الاعتبار المنتجات المصنّعة في الخارج والمستوردة على أراضيها. بالنسبة لأوروبا، التي وجهت الدراسة أصابع الاتهام إليها تحديداً فإن إدراج انبعاثات الكربون من هذه المنتجات يضخمّ الفاتورة النهائية بنحو 25%.
من بين الحلول المقترحة، يوصي التقرير بمراعاة الانبعاثات الفردية بشكل أكبر في السياسات العامة، من أجل تحديد السلوك الملوث بشكل أفضل. «يمكن القيام بذلك من خلال الأدوات التي تستهدف الاستثمار في الأنشطة الملوثة والوقود الأحفوري» مع فرض ضرائب تصاعدية على حيازة حقوق الملكية المرتبطة بالأنشطة غير الخضراء مثلاً.
يجب أيضاً مراجعة الضرائب المفروضة على أكبر الملوثين كما يقول لوكاس تشانسيل في إشارة إلى فرض «ضرائب بيئية تصاعدية على الثروة». وأضاف: «يمكن أن تكون مثل هذه الأداة أكثر قابلية للاستمرار من فرض ضرائب على استهلاك الكربون التي تضر بالفئات ذات الدخل المنخفض وتفشل في خفض الانبعاثات الصادرة عن الأثرياء».