لبنان: انتظروا محاولة جديدة لإقصاء قاضي التحقيق طارق البيطار

أثلج الرئيس نجيب ميقاتي قلوب اللبنانيين بأن حكومته ليس لديها عزم على الاستقالة أو الاعتكاف.. وأن كل هذا كلام هراء يراد منه البلبلة والتعمية على جهود الحكومة ورئيسها عند هذا الحد انشرحت الأسارير وانفتحت الأبواب في وجه المواطنين الذين يدخلون إلى أسبوع خال من الكهرباء.. ومضطرب بحركة التنقل مع انتفاضة السائقين ومن فوق الأزمات المحكمة وتحتها ترتفع عضلات الزعماء والقادة والنواب لتخوض أعنف المعارك الوهمية والمحاور المصطنعة التي تهدد قانون الانتخاب ومواعيده والاستحقاق النيابي في ربيع العام المقبل ولا يبدو أن الأوراق الانتخابية سوف تزهر في اذار إذا ما استمرت طواحين الهواء في إدارة سجال دخل من المرفأ وخرج من الطيونة واستقر رصاصه عند مستديرة بعبدا – عين التينة – تقاطع ساحة النجمة ظاهريا وعلى مستوى جمهور الطرفين وفي إعلام الجبهتين، انفجر بركان سياسي بين أمل والتيار وتطايرت منه حمم مغلفة باتهامات من نوع الغرف السوداء والميليشات وتوابعها.. وبلغت الجمرات السياسية حدا كاد فيه سليم جريصاتي أن يقول خذوني ومعركة العلمين للتيار وأمل لا تفسد لود التعيينات قضية.. لاسيما إذا اكتشف المواطن البريء أن اخر حزمة من هذه التعيينات جاءت بتوقيع وزير المال يوسف الخليل المحسوب على حركة أمل، وإمضاء الرئيس نجيب ميقاتي إضافة إلى ختم رئيس الجمهورية نحن المواطنين أدناه.. علينا أن نستقبل شتائم الجبهتين ونستمع إلى بيانات القدح والذم والتنكيل السياسي، فيما الطرفان المتنازعان يتبادلان أطراف الود والتعيين رئيس المجلس نبيه بري وعبر التوقيع الثالث لوزارة المال يمرر لجبران باسيل ترفيع سيدة الجمارك الأولى زوجة بدري ضاهر.. وباسيل يرد الجميل بأسماء للنسب الأخضر الخليل يوقع.. وميقاتي يعطي خاتمة الأحزان وهذه الأسلوب من الأداء السياسي الإداري اختبرته جلسة مجلس الوزراء الأخيرة قبل انفراط عقدها.. فعندها هرعت سيارات الإطفاء السياسية إلى قصر بعبدا لإخماد النيران المندلعة من الجلسة عقب تهديد الوزير مرتضى.. سحب الجميع نفسا عميقا وتذكروا أن عليهم إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار ولو لدقائق، كي يتسنى لهم تمرير تعيينات جاءت على صورة الصفقة العادلة الموزعة على كل المكونات وبعد القسمة وإتمام النصيب.. عاد الوزراء إلى استئناف القتال.. وتم تجميد أعمال الجلسات حتى إشعار سياسي اخر فسر ذلك على أنه استسلام.. أو صفقات أو محاصصة.. أو اتفاق مسبق لكن تبين فيما بعد أن كل هذه العناصر مجتمعة كانت صحيحة، وجاءت تحت شعار “كلن يعني كلن” واليوم يجري تفعيل الخلاف ويتصدر قانون الانتخاب وملفا المرفأ والطيونة الأولوية لكن الضحية الأبرز ستكون الانتخابات النيابية المرشحة للذوبان في ثلوج جبال لبنان وإلى حينه سوف يستمر مفعول شد العصب من كل المحاور.. من فوق السطوح وببرد ورعد حزبي.. كان عنوانه اليوم النائب محمد رعد الذي خطب بكامل تضاريسه وبالفم الملان وقال لسمير جعجع: أنت كاذب وكلامك هراء وفيما طبول الحرب الكلامية تقرع من الضاحية الى معراب.. فإن الأسبوع المقبل ينذر بمحاولة جديدة لإقصاء قاضي التحقيق طارق البيطار عبر قبول طلب نقل الدعوى للارتياب المشروع، والناظرة فيها القاضية رندة كفوري. ولم يعد لدى المرتابون من البيطار سوى تحريك عصا ازاحته .. ليردوه خارج اركان قضية المرفأ وفق المعاملة بالمثل مع القاضي فادي صوان