«عضيات الدماغ» أو الدماغ الصغيرة
طوّر باحثون في جامعة كمبردج البريطانية دماغاً صغيراً بحجم حبة البازلاء لدراسة التصلب الجانبي الضموري، وهي خطوة كبيرة حقاً، يمكن أن تقود إلى اختبار أساليب علاجية جديدة.
والتصلب الجانبي الضموري، هو مرض تنكسي عصبي غير قابل للعلاج حالياً، ويؤدي إلى التدهور المعرفي السريع والشلل، ويعد أشهر من أصيب به عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ الذي توفي عن عمر ناهز 76 عاماً. ونظراً لأن أعراضه العصبية لا تظهر إلا في وقت لاحق من الحياة، لا يعرف العلماء سوى القليل جداً عن كيفية ظهورها.
وخلال الدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «نيتشر نيروساينس»، عزل الباحثون نوعاً من الخلايا الجذعية تعرف باسم «الخلايا الجذعية متعددة القدرات»، من مرضى التصلب الجانبي الضموري، ونجحوا في جعلها تتكاثر إلى الملايين وتنمو إلى ما يعرف بـ«عضيات الدماغ»، والتي تشبه بنية دماغ الجنين بعد نحو 12 أسبوعاً من النمو، ولا تملك هذه النقط الصغيرة إمكانات الدماغ مثل التفكير أو الوعي، لكن يمكنها أن تعلّم الباحثين الكثير عن بنية الخلايا وتنوعها وتفاعلاتها في أجزاء معينة من الدماغ النامي.
وفي حين يكون استخدام الأدمغة الحية مستحيلاً، أو على الأقل غير متاح من الناحية الأخلاقية، لاختبار استجابات الأدوية، فإن استخدام هذه «العقول الصغيرة» بحجم البازلاء يمكن أن يكون مفيداً للأغراض البحثية.
وللوصول إلى هذا المستوى البسيط من التطور، يستغرق العلماء وقتاً أطول بكثير من الطبيعة نفسها لجعل الخلايا الجذعية للإنسان تتكاثر إلى الملايين وتنمو إلى شيء يشبه «الدماغ الصغير»، وسبق أن نجحوا في تنمية عضيات الدماغ المشتقة من الخلايا الجذعية للمصابين بمرض باركنسون خلال مدة 30 يوماً تقريباً، وزاد الوقت في مرض ألزهايمر إلى 84 يوماً، وأخيراً نمت تلك الخاصة بمرض التصلب الجانبي الضموري خلال عام.
ويأمل الباحثون أن تساعد تقنيتهم المتمثلة في زراعة نماذج عضوية للأمراض العصبية في تحديد أهداف دوائية محتملة في المستقبل.
ويقول طبيب الأعصاب أندراس لاكاتوس من جامعة كمبردج «ليس لدينا حالياً خيارات فعّالة لعلاج التصلب الجانبي الضموري، وبينما هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به بعد اكتشافنا، فإن عملنا يقدم على الأقل الأمل لمنع أو إبطاء المرض».
مرضى السكري من النوع الثاني… احذروا تناول عصائر الفاكهة
كشفت دراسة علمية جديدة عن خطورة تناول مرضى السكري من النوع الثاني لعصائر الفاكهة، مشيرة إلى أنها قد تبدو صحية، إلا أنها تفاقم المرض بشكل ملحوظ.
وبحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية، فقد أكدت الدراسة أنه في حين أن البرتقال أو التفاح قد يساعدان في درء مرض السكري من النوع الثاني، فإن العصائر المصنوعة من الفاكهة يمكن أن يكون لها تأثير معاكس تماماً.
ونظرت الدراسة، التي أجراها باحثون في كلية هارفارد للصحة العامة، في استهلاك الفاكهة بين أكثر من 187 ألف رجل وامرأة في الولايات المتحدة على مدى 25 عاماً تقريباً.
ووجد الباحثون أن نحو 6.5 في المائة من المشاركين طوروا مرض السكري من النوع الثاني خلال فترة الدراسة.
وأظهرت النتائج أيضاً أن أولئك الذين تناولوا حصة واحدة أو أكثر من عصير الفاكهة كل يوم زاد لديهم خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 21 في المائة.
لكن الأشخاص الذين تناولوا حصتين على الأقل كل أسبوع من الفاكهة الكاملة – خصوصاً التوت الأزرق والعنب والتفاح – انخفض لديهم خطر الإصابة بهذا المرض بنسبة تصل إلى 23 في المائة، مقارنة بأولئك الذين تناولوا أقل من حصة واحدة في الشهر.
وأكد الباحثون أن استبدال ثلاث حصص من الفواكه الكاملة بالعصير أسبوعياً سيؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 7 في المائة.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة إيساو موراكي: «إن بياناتنا تدعم التوصيات الحالية بشأن ضرورة الاهتمام بتناول الفاكهة الكاملة بدلاً من عصير الفاكهة».
وفسر موراكي ذلك بقوله إنه عندما يتم ضرب الفاكهة في الخلاط الكهربائي لصنع العصير، فإنها تطلق سكريات تعرف باسم «السكريات الحرة».
و«السكريات الحرة» هي تلك التي تضاف إلى الأطعمة مثل الكعك والبسكويت والشوكولاته، لكنها قد تنتج بشكل طبيعي أيضاً عند صنع عصائر الفاكهة، كما أنها موجودة في عسل النحل أيضاً.
ويمكن أن يؤدي الإكثار من هذه السكريات إلى زيادة الوزن، التي تعد عاملاً رئيسياً في الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
ومن ناحية أخرى، فإن الفاكهة الكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية والألياف من دون سكريات مضافة.
وهذه الألياف هي جزء أساسي من النظام الغذائي المرتبط بالحماية من مرض السكري من النوع الثاني وسرطان الأمعاء والسكتة الدماغية وأمراض القلب.
علاوة على ذلك، تتفاعل الألياف الموجودة في لب الفاكهة وقشرها مع السكر الطبيعي الموجود بها أثناء انتقالها عبر الجهاز الهضمي، ما يصعب ويبطئ من امتصاص الجسم للسكر.
دراسة تكشف الهرمون المسؤول عن زيادة دهون البطن
أفادت دراسة جديدة لمجموعة من الباحثين درسوا خلالها حالات ما يقرب من 300 مشارك متطوع يعانون من السمنة بأن هرمونا يدعى “غريلين” (هرمون الشهية) هو الذي يتحكم بمستوى دهون البطن، مؤكدين أن انخفاضه يرتبط بارتفاع ضغط الدم ومخاطر الإصابة بالسكري إضافة لظهور الكرش.
وكشف الباحثون ان الحالات التي درسوها أكدت أن أصحابها كانت لديهم مستويات هرمون غريلين منخفضة أثناء الصيام مقارنة بتلك الموجودة في أجسام الأشخاص أصحاب الوزن الطبيعي، وذلك حسبما نشر موقع “Eat This Not That” الطبي المتخصص.
وحسب الموقع، فقد أكدت الدراسة أن هذا “أمر شائع بين أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن”، وأن انخفاض هذا الهرمون يرتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة الدهون في البطن فضلاً عن ارتفاع نسبة الدهون في الجسم بشكل عام ومخاطر الإصابة بداء السكري.
وفي توضيح لهذا الأمر، قالت الدكتورة إيريس شاي الأستاذ المساعد المتخصصة في التغذية بجامعة هارفارد الباحثة الرئيسية في الدراسة، إن “هذه النتائج تشير إلى أن فقدان الوزن في حد ذاته يمكن أن يغير مستويات هرمون الغريلين بطريقة إيجابية ويقلل من الإصابة بمرض السكري أو أمراض التمثيل الغذائي الأخرى”. مضيفة أنهم لاحظوا فوائد من حيث صحة الأمعاء وتقليل الدهون في الكبد، مؤكدة أنها تعد ضرورية أيضا لتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.
وفي هذا الاطار، أشارت الدراسة الى أنه يمكن التأكد من أن مستويات الغريلين في الجسم مناسبة وعلى الطريق الصحيح دون الخضوع لاختبار الهرمون، وذلك من خلال رصد انتظام الشعور بالجوع والامتلاء بشكل جيد، وأن “هرمون الغريلين، الذي يطلق عليه أيضا هرمون الجوع يخبر بموعد تناول الطعام؛ ويتم إنتاجه بواسطة الخلايا الموجودة في المعدة والتي ترسله من خلاله إشارة إلى الدماغ، وعلى مدار اليوم يرتفع الهرمون وينخفض أحيانًا بشكل كبير، وعادة ما يكون في أدنى مستوى له بعد تناول الطعام. أما هرمون اللبتين فهو الذي ينتج عنه الشعور بالشبع ويرسل إشارات للتوقف عن الأكل والبدء بحرق السعرات الحرارية، وعندما يكون الشخص مصابًا بالسمنة فربما وبشكل غير متوقع يميل هرمون اللبتين للارتفاع ويكون هرمون الغريلين منخفضا، وهو ما يبدو أنه ترتيب مفيد إلا أنه يضعف تنظيم الشهية.
وخلصت الدكتورة شاي الى أنه “عندما يكون كل من هرموني الغريلين والليبتين بمستويات مناسبة وعلى المسار الصحيح بعد فقدان الوزن، فإن الجسم يميل إلى التحكم بشكل أفضل في الشعور بالشبع والجوع، مما يحسن التمثيل الغذائي بشكل عام ويتحكم بدهون البطن”.