من دون حذف إجابتين كان جورج قرداحي يتصدر من لبنان إلى الخليج وبحذف الاستجابة القضائية احتل سمير جعجع المشهد الآخر من الصورة السياسية فبتدبير “كلي الطوبى” سحب فتيل الطيونة عين الرمانة تحصن رئيس حزب القوات اللبنانية في قلعة معراب وخارج أسوارها أدى الجمهور القواتي مناسك التضامن وعلى درب الآلام ختمت استخبارات الجيش تحقيقاتها بعدم مثول الحكيم للإدلاء بإفادته ووضعتها في عهدة مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية بالإنابة فادي عقيقي لاجراء المقتضى وسلسلة معراب البشرية اليوم لم تكن سوى نسخة منقحة عن مشاهد اصطفت أمام قلاع يتحصن فيها كل الزعماء ويزيحونها بخطوط حمر حيث لكل قلعة حاشيتها من هتيفة فداء الزعيم بالروح والدم ولا يختلف مشهد اليوم عن تحركات الثنائي الشيعي داخل قصر العدل وخارجه لكف يد المحقق العدلي طارق البيطار بعدما تجرأ ومس الذات السياسية. عند مستديرة الطيونة تقاطع ملف تفجير المرفأ مع ملف أحداث الخميس الأسود ومن نقطة الالتقاء هذه التقط أهالي ضحايا المرفأ الإشارة فرضوا التسويات على طاولة المفاوضات والصفقات والمساومات وعلى هذه القضية فإن من كان يرأس حكومة الدولة حتى الامس القريب.. خاصم الدولة إذ تقدم وكلاء رئيس الحكومة السابق حسان دياب بدعوى المخاصمة لكف يد البيطار عشية الجلسة التي كانت مقررة لاستجوابه غدا الخميس ولا يسري مفعول هذا الامر على دعويي الارتياب لكل من نهاد المشنوق وغازي زعيتر ولم يجر بتهما على بعد يومين من جلسة استجوابهما وإذا ما سلكت التسوية بتحويل النواب والوزراء إلى المجلس الأعلى مع الإبقاء على البيطار محققا في الملف فإن لأهالي الضحايا وآلاف الجرحى والمتضررين الأحقية في المخاصمة والارتياب المشروع في كل من كان في موقع المسؤولية المشهد السريالي هذا اكتمل مع شريط الى الوراء سجلت وقائعه في الخامس من آب الماضي للاعلامي جورج قرداحي تم بث الحلقة المتفجرة يوم امس لكنها وجدت أن صاحب برنامج “المسامح كريم” أصبح وزيرا في حكومة “معا للإنقاذ” التي تحيا على أجهزة تنفس صناعية استنفرت البعثات الدبلوماسية فعقدت اللقاءات الثنائية وجرى تسطير استدعاءات السفراء والقائمين بالأعمال واحتج مجلس التعاون على كلام قرداحي عن حرب اليمين العبثية ما حتم تحركا مضادا بمؤتمر صحافي عقده وزير الإعلام لرد الضيم وفي المؤتمر شرح قرداحي أن ما قاله عن اليمن إنما جاء كصديق ورجل ضنين على عودة السلم بين بلدين عربيين وأنه ضد الحروب العربية العربية.. كرر قرداحي إجابته وقال: هذه الحرب عبثية فبعد سبع سنوات حان الوقت أن تتوقف” لم يعتذر وزير الاعلام ولم يقدم على الاستقالة ووضع أي قرار يتخذ في هذه القضية في ملعب الحكومة مجتمعة بعد إعلان التزامه البيان الوزاري. قدم لبنان الرسمي كامل التوضحيات.. فهرع ميقاتي إلى عون صباحا وسطر بلاغ النأي بالنفس أما الحاضنة السياسية لقرداحي فقد منحته حرية التعبير، لأننا بلد التنوع، وذلك عبر موقف لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية فهل تنتهي الأزمة الدبلوماسية هنا، أم تأخذ حالة الوزير شربل وهبي؟ حتى الساعة فإن حركة التنقل الدبلوماسية تتفاعل بين الدول الخليجية.. فيما تحرك السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري بين سفارتي اليمن والكويت واستدعت سفارة السعودية السفير اللبناني في الرياض للاحتجاج.
أكد وزير الاعلام جورج قرداحي خلال مشاركته في اجتماع المجلس الوطني للاعلام انه “لا يجوز أن يكون هناك من يملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة أو عدمه”. وقال: “عندما يطالبني أحد الوزراء بالاستقالة أقول انني جزء من حكومة متكاملة ولا يمكنني اتخاذ قرار وحدي على الرغم من انني لست طامحا وراء المناصب واضع مصلحة لبنان فوق كل المصالح”.
وقال: “مستغرب أن المدافعين عن حرية التعبير والإعلام هم أول من بدأوا بالهجوم علي، ومنذ تعييني وزيرا حاولوا تصويري وكأني جئت لقمع الإعلام”.
وأعلن ان “الحلقة التي أثارت الجدل أخيرا تم تصويرها في الخامس من آب أي قبل تعييني وزيرا بأسابيع”، مشيرا الى ان “مواقفي في تلك الحلقة تجاه سوريا وفلسطين والخليج العربي هي آراء شخصية ولا تلزم الحكومة، وبما أنني وزير في الحكومة أنا ألتزم سياستها”.
وقال: “أنا ضد الحروب العربية – العربية وما قلته عن اليمن هو بمثابة صداقة مع هذه الدول، واتهامي بمعاداة السعودية أمر مرفوض، اختلفت سابقا بالرأي معهم وخسرت عملي في MBC، لكنني لست ناكرا للجميل”.
من جهته، اعلن رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، ان “ما تعرض له الوزير قرداحي من نقد هو كلام في غير مكانه”، مشيرا الى ان “قرداحي شارك في صياغة البيان الوزاري الذي تطرق إلى بناء علاقات جيدة مع الدول العربية وهو ملتزمه، والمقابلة التي أجريت معه سبقت توليه لمنصبه، ولبنان يحترم الحرية”.