عند هذا الحدّ .. انتهى أُسبوعٌ من الإغلاقِ السياسيِّ القضائيِّ العامّ .. تجمّدتِ الحكومةُ في أرضِها ..قُيّدَ القضاءُ رهنَ الدفوعِ الشكلية .. تُوِّهت ِالانتخاباتُ النيابيةُ في مضارِبِ المجهول .. ترنّحت البطاقةُ التمويلية .. ولا تحرّكَ يُلمحُ سوى مشاركة ِلبنانَ رسمياً في قِمةِ المُناخ ففيي مطلِعِ الشهرِ المقبل ستشهدُ مدينةُ غلاسكو الاسكتلنديةُ اجتماعَ زعماءِ العالمِ في محاولةٍ أخيرةٍ لإبقاءِ الاحترار العالميِّ عندَ درجةٍ مئويةٍ ونِصفِ الدرجةِ خلالَ القرنِ الحالي لكنّ مشاركةَ الرئيس نجيب ميقاتي وطاقَمٍ وزاريٍّ في هذهِ القِمة سترفعُ درجةَ الاحتباسِ الحراريّ إذا ما قرّر لبنانُ أن يستعرضَ رسمياً لازماتِه المتراكمةَ التي ” تخطف الانفاس ” ولن يكونَ في مقدورِ زعماءِ العالمِ سِوى الطلبِ إلى هذا البلد المُعدمِ أن يُخفّفَ مِن ” انبعاثاتِه” ومِن روائحِ فسادِه الكريهةِ التي انتَشرت من هنا الى أميركا وصارت على لوائحِ الاوفاك وعلى الممثّلِ الرسميِّ اللبنانيِّ في المؤتمرِ إبلاغُ قِمةِ المُناخِ أنه غيرُ قادرٍ على تحريكِ طبَقَةِ الاوزونِ السياسيةِ الجاثمةِ فوقَ الرؤوس .. وأنّ أقصى قرارٍ خطِرٍ قد تتّخذُه الحكومةُ هو تحريكُ عَجَلاتِ الساعةِ واللعِبُ بالزمنِ عبرَ مذكِّرةٍ رسميةٍ قِوامُها ستونَ دقيقةً اعتبارًا من ليلِ غد. وسوى ذلك فإنّ مجلسَ الوزراءِ ينتظرُ على مَفرِقين: عدلية وطيونة ومن الأوراقِ الواردةِ والسجِلاتِ الحافلة التي قد تُفيدُ قِمةَ غلاسكيو أن يصحطبَ ميقاتي معه فوائدَ المشاريعِ الصديقةِ للبيئة التي ” فلشها ” كلُّ من المتعهدَين داني خوري وجهاد العرب في سد بسري وبقعاتة كنعان وبينَ صخورِ نهر الكلب وفي كلِّ حاويةِ نُفاياتٍ ومَكباتِ قُمامةٍ التَصَقت باسمِ شرِكةِ العرب للمقاولات. ولما احتفظَ خوري والعرب بصمتِ الردِّ على العقوباتِ الاميركية فقد عَقد النائبُ جميل السيد مؤتمراً صِحافيًا تحدّى فيه الاميركيين أن يُبيّنوا أيَّ تحويلٍ من الأموالِ التي يفترضُ أن تكونَ خرَجَت عبرَ مَصرِفِ لبنان وربطَ السيد بين توقيتِ العقوباتِ والدّعوى التي يَنوي أن يَرفعَها في الأممِ المتحدةِ على السفيرِ الأميركيِّ الأسبقِ جيفري فيلتمان حولَ موضوعِ المحكمةِ الدَّوليةِ والدورِ الذي أدّاهُ فيلتمان في التشديدِ على اعتقالِه كما تحدّى السيد الولاياتِ المتحدةَ الأميركيةَ بإعطائِه تأشيرةَ دخولٍ إلى أراضِيها للتحقّقِ مِن الموضوعِ واقامةِ دعوىْ قضائية، وإن وَجدنا مئةً وعِشرينَ مِليونَ دولارٍ في أيِّ مكانٍ بالعالم فأنا لا أريدُهم، بل سأقدّمُ ستينَ مِليونَ دولارٍ للبِطاقةِ التمويلية وستينَ مِليونَ دولارٍ لأهالي بَعْلَبك الهرمل والبلديات. لكنّ النائبَ السيد بدا أنه يقايضُ الدعوى بدعوى.. فلتمان مقابل عقوبات اوفاك وفي ما يُتبع السيد اسلوب ” كما تراني يا جميل اراك ” ويتشدد في رفع الدعاوى من باريس الى لاهاي فالامم المتحدة فإن طريقه الى ملاحقة اميركا قضائيا اليوم باتت رهن مصير مطاردة جيفري فلتمان ..وليس الادارة الاميركية ووزارة الخزانة او ما يعادلها . وفي الملاحقاتِ السياسيةِ القضائية فإن زيارةً لافتة سُجّلت اليومَ من السفيرِ السُّعودي وليد البخاري لمعراب وذلك في موازاةِ احتكامِ النائبةِ ستريدا جعجع الى بكركي وإعلانِ أنّ مَن يدافعُ عن منزلِه لن يكونَ مَكسِرَ عصا وهذه التحركات بين معراب وبكركي تأتي بعد مساعي التطويق التي قام بها البطريرك الراعي .. وعلى توقيت تشهد فيها البلاد معارك َ مع كل الاطراف قاطبةً .. حيث ان المكونات السياسية في مواقع معادية ومترصدة وكلٌ ينصب الكيمن للاخر