يبدو أنّ الأحزابَ وبعدَ أن تخرّجت في الجامعات اُخرجت منها وبات تقديمُ طلبِ الدخولِ إلى انتخاباتٍ نِقابيةٍ طالبية يستلزمُ فحوصاً جديدة وعلاماتِ تقدير لم تعدْ حاصلةً عليها الطبقةُ السياسية واليسوعيةُ اليوم تقدّمُ صورةً مستحدثةً عن طلابٍ مستقلين باتوا يرفعون شاراتِ النصر ويقيمونَ الحصونَ في الصناديق ويلقّنونَ الأحزابَ محاضراتٍ في فنِّ الاقتراع ولم تكُن هذه المرةَ الاولى التي يتصدّرُ فيها المستقلون والمدنيون انتخاباتِ الجامعات والنِقابات وترفعُ مِن علاماتِها برئاسةِ الكُليات فمنذ ثورةِ السابعَ عشَرَ مِن تِشرين أصبح التغييرُ داخل الصناديقِ الطلابية يراكم حضورَه حتى إنّ المرشحين من الاحزاب أصبحوا: إما خارجَ المعركة وإما أنهم يدخلونها خُلسةً وعلى طريقةٍ انغماسية والحالتان عبارةٌ عن هزيمة ويشكّلُ الفوزُ الطلابيُّ المستقلّ حوافزَ لمجمتعٍ مدَنيّ ومكوِّناتٍ خارجةٍ عن العفَنِ السياسيّ وذلك لخوضِ الانتخاباتِ النيابية إن لم يكُن على قاعدةِ الوَحدة فعن طريقِ التوافق وكسرِ الحواجز ولعلَّ أهمَّ صورةٍ عن اليسوعيةِ اليوم وقبلها جامعات ونِقابات أنّ النتائجَ شَكّلت طعنًا في الطبَقةِ السياسيةِ الحاكمة التي تَبحثُ اليومَ عن طعنٍ في قانونِ الانتخابِ يَقيها شرَّ المعركة وأولُ السيوفِ الطاعنةِ سيأتي من التيارِ الوطنيِّ الحرّ وتبَعاً للنائب آلان عون فإنّ الطعنَ سيُقدَّمُ ضِمنَ المُهَلِ أي قبلَ العشرين مِن تشرينَ الثاني معتبًرا أنّ إجراءاتِه لا تُعرِّضُ العمليةَ الانتخابيةَ للخطر لكنّ المُهلَ واستنفادَها وتعطيلَ مجلسِ الوزراءِ والزمنَ الذي سوف تستغرقُه دراسةُ الطعن وتوقيعُ رئيسِ الجُمهوريةِ على مرسومِ دعوةِ الهيئاتِ الناخبة عواملُ ستكونُ عائقاً أمامَ التقيّدِ بالانتخاباتِ في مواعيدِها ما يدفعُ نحوَ حتميةِ التمديدِ لمجلسِ النواب وبمَن حضر فإنّ كلَّ الطرُقِ السياسية تؤدّي الى الإغلاقِ النيابيّ وانسدادِ شرايينِ الانتخابات إن لم يكُن بالطعنِ غداً فبإثارةِ قضايا تحقيقاتِ المرفأ ومِلفِّ الطيونة بعدَ غدٍ أو بإنشاءِ حوادثَ بما يعادلُ التعطيلِ الدائم وعلى بواباتِ الأزْمةِ المتعدّدةِ الجبهة وبينَها تلك الناشئةُ معَ السّعودية فإنّ جامعةَ الدولِ العربيةِ تتحرّكُ على خطِّ لبنانَ وتوفِدُ الاثنينِ طاقَماً يرأسُه نائبُ الامين العام حسام زكي ويأتي هذا التدخلُ غيرُ السريع بعد استنفادِ الوساطات الاوروبية والاميركيةِ والعربية ضِمنًا لكنّ حلولَ الجامعةِ غالبًا ما تسطّرُ على صورةِ بياناتٍ باعثةٍ على القلق وتدعو الى ضبطِ النفس الذي يكتُمُ مجدّدًا على الانفاس أما المخارجُ الداخلية فهي أكثرُ تعقيدًا وقد توقّفت المياهُ في مجاريها وانسدّت المجاري على قنواتِها ولمّا انتظرَ الموقفُ موقفاً مِن حزبِ الله قبلَ كلامِ أمينِه العام يومَ الخميسِ المقبل فقد اختَصره النائب حسن فضل الله اليوم بـ”الي بدّو يزعل يزعل” هذا البلدُ لا يخرب أو يتجمد، ويجبُ ألا يهتزّ، وعلى الحكومةِ أن تقومَ بدورِها وأعمالِها، وألا يوقفوا البلدَ لأنّ هناك مَن أخذَ قراراً في الخارجِ بتوقيفِه على أنّ هذا الكلامَ ايضاً لا يفعّلُ حكوماتٍ ما لم يعلنِ الثنائيُّ الشيعيُّ العودةَ الى طاولةِ مجلسِ الوزراء بعد التخلّي عن مطلبِ تطيير القاضي طارق البيطار وعليه يصبحُ الكلُّ في شراكةِ التعطيل فإما أن يتفاوضَ الفرقاءُ المحليون “أهلية بمحلية” وإما أن ينتظروا تفاوضاً نووياً في فيينا سيطولُ امدُه معطوفًا على محادثاتٍ سُعوديةٍ إيرانيةٍ في جولتها الخامسة وقد تمتدُّ الى رقمٍ أطول يواكبُ ارقامَ الربحِ والخَسارةِ في مأرِب.