يهز دولفين رمادي مهدد بالانقراض زعانفه بوهن وهو ممدد في شاحنة مسرعة باتجاه ملاذ آمن في باكستان، بينما يرش المنقذون الماء عليه للحفاظ على رطوبة جلده وإنقاذه من براثن الموت.
ضل دولفين نهر السند الأعمى الطريق من مأواه في المياه العذبة إلى ممر مائي مزدحم، ما اضطر طاقم الإنقاذ إلى رفعه في إقليم السند الواقع جنوب شرقي البلاد بعدما حاصروه بشباك.
والآن يجب عليهم أن يبقوه على قيد الحياة بينما يسرعون إلى الملاذ الآمن على بعد 82 كيلومتراً حيث يمكنهم إطلاق سراحه.
وقال مير أختر حسين تالبور، مسؤول إدارة الحياة البرية بالإقليم، والتي أنقذت عشرة دلافين هذا العام ثمانية منها الشهر الماضي فقط: «علينا أن نحاول ونطلق سراحه في النهر في أسرع وقت ممكن».
وقال: «عندما نأخذ دولفيناً أنقذناه إلى النهر، فعلينا توخي الحذر الشديد».
وأضاف في لقاء مع وكالة رويترز أن الحفاظ على جلد الدولفين رطباً وتعزيز انطباعه بأنه لا يزال في الماء، مع ضمان عدم دخول أي سائل إلى فتحة التنفس، مهمة حساسة.
تضطر الدلافين لهجر مواطنها بعدما حصرها النشاط البشري، من بناء السدود من أجل مشاريع الري إلى التلوث، في 1200 كيلومتر من نهر السند أو نصف الحيز الذي كان يعيش فيه في الأساس.
ولأن هذه الثدييات عاشت لملايين السنين في المياه العكرة، وهي واحدة فقط من أربعة أنواع من كائنات المياه العذبة الباقية على قيد الحياة، وأصبحت في النهاية عمياء وتستخدم الصدى في تحديد الموقع، أو شكلاً من أشكال السونار، من أجل الحركة.
ويمكن أن تنمو حتى يصل طولها إلى أكثر من مترين ويتجاوز وزنها 100 كيلوغرام، وتحتاج إلى مياه بعمق متر على الأقل للبقاء على قيد الحياة.
دراسة توثق خدمة علاجية يقدمها القرش للأسماك
اعتقاد سائد بأنه بمجرد رؤية سمكة قرش عملاقة، يكون دافعا للأسماك الأصغر حجما كي تتوارى خوفاً من الافتراس؛ لكن فريقا بحثيا أميركيا وثق انتشار سلوك غريب، تقدم خلاله الأسماك الصغيرة على الاحتكاك بهذا المفترس الضخم، وهي علاقة بدت غريبة وتم تفسيرها بأن هذا الاحتكاك «يعالج الأسماك الصغيرة من بعض الفطريات ومهيجات الجلد الأخرى».
وبينما يبدو هذا الاحتكاك مغامرة محفوفة بالمخاطر، وجد فريق البحث بقيادة برنامج أبحاث وحفظ أسماك القرش التابع لجامعة ميامي الأميركية، أن «هذا السلوك متكرر وواسع الانتشار ويمكن أن يلعب دوراً بيئياً مهماً لم يتم تقديره سابقاً». وتلاحظ في وقت سابق حالات احتكاك نادرة للأسماك بسمكة القرش؛ إلا أن هذه الدراسة المنشورة أول من أمس في دورية «إيكولوجي» وجدت أن «هذا السلوك أكثر انتشاراً عبر الأنواع مما كان يفهم سابقاً».
وفحص فريق البحث الصور تحت الماء، ومقاطع الفيديو، ولقطات الطائرات بدون طيار، وتقارير الشهود للعثور على 47 حالة لأسماك تحك نفسها بجلد سمكة قرش، وتباينت أحداث الاحتكاك، التي تم توثيقها في 13 موقعاً حول العالم، من ثماني ثوان إلى أكثر من خمس دقائق. وسجل الباحثون احتكاك 12 من أسماك الزعانف بثمانية أنواع مختلفة من أسماك القرش، بما في ذلك النوع الأبيض الكبير، وتم على سبيل المثال توثيق 25 حالة من حالات احتكاك سمكة «ليرفيس» بسمكة قرش بيضاء عملاقة، وتراوح عدد الأسماك التي تحتك بأسماك القرش بين سمكة واحدة وأكثر من 100 في المرة الواحدة.
وتقول لاسي ويليامز، من مدرسة روزنستيل لعلوم البحار والغلاف الجوي بجامعة ميامي، والتي شاركت في قيادة الدراسة مع زميلتها ألكسندرا أنستيت في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، «بينما تم توثيق حالات الاحتكاك جيداً بين الأسماك والأشياء غير الحية، مثل الرمال أو الركيزة الصخرية، يبدو أن ظاهرة الاحتكاك بأسماك القرش هذه هي السيناريو الوحيد في الطبيعة الذي تسعى فيه الفريسة بنشاط إلى الاحتكاك بحيوان مفترس». ويضيف نيل هامرشلاغ زميل أبحاث في مدرسة روزنستيل، «رغم أننا لا نعرف بالضبط سبب حدوث ذلك، فلدينا بعض النظريات، منها أن جلد سمك القرش مغطى بمقاييس صغيرة تشبه الأسنان تسمى الأسنان الجلدية، والتي توفر سطحاً خشناً من ورق الصنفرة للأسماك، ونشك في أن الاحتكاك بجلد سمك القرش قد يلعب دوراً حيوياً في إزالة الطفيليات أو مهيجات الجلد الأخرى، وبالتالي تحسين صحة الأسماك ولياقتها».