فلا هي التوتر، ولا هي الغضب، ولا الإحساس بالعار، ولا الاشمئزاز، ولا الخوف، إنه الحزن. فالحزن وحده بإمكانه دفع الإنسان إلى حافة الإدمان.
فقد توصلت مجموعة من الباحثين في جامعة هارفارد إلى هذا الاستنتاج من خلال أربع دراسات متداخلة للمدخنين، ووجدوا أنّ الحزن يزيد من الرغبة في الإدمان، وبعد ذلك يأتي التدخين الذي قد يتبعه انتكاسات تحدث حتى بعد عقود.
يموت ما يقرب من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة بسبب الأمراض المرتبطة بالتدخين، حيث كشفت الإحصائيات أنّ ستة في المائة من الأميركيين مدمنون على الكحول و17 في المائة يدخنون السجائر. حسب ما ذكر موقع مجلة «فاست كومباني» الأميركي.
وقال الطبيب والباحث الرئيسي تشارلز دوريسون: «كانت الحكمة التقليدية في هذا المجال، أنّ أي نوع من المشاعر السلبية، سواء كان الغضب أو الاشمئزاز أو الإجهاد أو الحزن أو الخوف أو الخجل، كلها بإمكانها أن تجعل الإنسان أكثر عرضة لتعاطي المخدرات التي تسبب الإدمان».
وأضاف، وهو المرشح لنيل درجة الدكتوراه من كلية هارفارد كيندي الحكومية، في تصريح: «إن عملنا وما شاهدناه على أرض الواقع يشير إلى مسببات دقيــــقــــــة هي الحزن والإفراط في التدخين».
نجم فلكي بمواصفات «مصاص دماء»
والمركبة الفضائية «كيبلر» مصمَّمة في الأساس للبحث الكواكب الخارجية من خلال تتبع النجوم التي تكون قاتمة عندما يعبر كوكب وجهها، ومن حسن الحظ أن تصميم المركبة يسمح لها باكتشاف الكائنات العابرة الفلكية الأخرى، سواء كائنات ساطعة أو خافتة.
وكشف البحث الجديد الذي تناوله تقرير نشره أول من أمس، الموقع الإلكتروني لوكالة الفضاء الأوروبية، عن نظام غير مسجل من قبل لنجم «قزم أبيض» يدور حوله نجم «قزم بني»، ويدور البني حول الأبيض كل 83 دقيقة على مسافة 250 ألف ميل فقط (400 ألف كيلومتر)، وهي مسافة مثل التي تفصل بين الأرض والقمر، وقريبة جداً إلى حد أن الجاذبية القوية للأبيض تجرّد البني من مواده، وتمتص جوهرها بعيداً وهو سبب تسميته بـ«مصاص الدماء»، حيث تشكل المادة التي تم تجريدها من البني قرصاً يتم تدويره داخل القزم الأبيض.
وفي إحدى فورات الالتهام من هذا النظام النجمي الغريب، حدث سطوع بأكثر من المعتاد 1000 مرة، وكانت «كيبلر» هي الأداة الوحيدة التي تمكنت من تسجيل ذلك، لأن هذا النظام كان قريباً جداً من الشمس من ناحية الأرض في ذلك الوقت، وكان إيقاع كيبلر السريع عاملاً حاسماً في التقاط كل تفاصيل هذه الغضبة.
وظل هذا الحدث مخفياً في أرشيف المركبة الفضائية، إلى أن تم تحديده بواسطة فريق يقوده د.رايدن هاربر من معهد علوم تلسكوب الفضاء (STScI) في الجامعة الوطنية الأسترالية.
ويقول هاربر، في التقرير المنشور، أول من أمس، على الموقع الإلكتروني لـ«وكالة الفضاء الأوروبية»: «اكتشفنا هذا النظام عن طريق الصدفة… لم نكن نتطلع بالتحديد إلى الوصول إلى هذه الغضبة الفضائية… كنا نبحث عن أي نوع من عبور الكواكب، لكننا وجدنا هذا الاكتشاف».
و«يجدد الاكتشاف الجديد الآمال نحو اكتشاف المزيد من الأحداث النادرة المخبأة في بيانات كيبلر»، وفق ما يرى د.أرمين ريست من «معهد علوم تلسكوب الفضاء»، وأحد المشاركين في الدراسة.
ويخطط الفريق لمواصلة التنقيب في بيانات المركبة الفضائية، وكذلك بيانات «التلسكوب الفضائي لبرنامج ناسا الاستكشافي» أو ما يطلق عليه صياد الكواكب (TESS) بحثاً عن أنظمة نجمية شبيهة.
ابتكارات علمية لبلاستيك أكثر أماناً في المجالات الطبية
ورغم أهمية المواد البلاستيكية، ودخولها في كثير من المنتجات، ووصولها لأجزاء في المركبات الفضائية، متفوقة على مواد تقليدية، مثل الخشب والحجر وعظام وجلود الحيوان والمعادن والزجاج والسيراميك، فإنه بقيت هناك معوقات تحول دون استخدامها في المجال الطبي، مثل أجهزة القسطرة. وتكمن المشكلة الكبيرة في تراكم الكائنات الحية الدقيقة على أسطح المنتجات البلاستيكية لتكون في النهاية غشاء حيوياً يشكل مخاطر صحية للمرضى.
ولذلك ركزت دراسات حديثة على إكساب خاصية مقاومة البكتريا لمركبات «البولي فينيل كلورايد»، وهي إحدى المواد البلاستيكية، وتأتي في المركز الثالث من حيث المواد الأوسع انتشاراً بين مجموعة البوليمرات الصناعية. وامتداداً لهذا الجهد الدولي، قام الدكتور سمير جاب الله، من قسم الكيمياء الضوئية بالمركز القومي للبحوث بمصر، بإجراء كثير من الأبحاث التي نشرت خلال عامي 2018 و2019 في دوريتي «الفينيل والتكنولوجيا المضافة» و«المجلة الدولية للجزيئات البيولوجية»، وكلها تهدف لتحسين الخواص المضادة للبكتيريا لهذه المادة البلاستيكية.
ويقول جاب الله لـ«الشرق الأوسط»: «ركزت بعض الأبحاث على دمج البولي فينيل كلورايد كيميائياً مع مركبات عضوية مضادة للبكتيريا، مثل (الثيازولات)، وركزت أبحاث أخرى على دمجها مع مادة (الشيتوزان) التي يمكن استخلاصها من قشور الأسماك والجمبري، ووجدنا أن المادة الأخيرة هي الأكثر فاعلية، كونها آمنة من الناحية الصحية، وذات سمية منخفضة، وتوافق حيوي جيد، وقابلية للتحلل الحيوي، ولديها خصائص كيميائية مستقرة. كما أنها تستخدم بالفعل في مجموعة واسعة من التطبيقات في مجالات الطب والغذاء والكيمائيات، وغيرها من المجالات، وتستخدم على نطاق واسع في الطب كمضادات للجروح».
وإضافة لهذه المزايا، يشير جاب الله إلى أن «الشيتوزان» يحتوي من الناحية الكيميائية على كمية كبيرة من مجموعات «الهيدروكسيل» و«الأمين»، مما يساعد في سهولة عملية تحويره بمواد أخرى عن طريق تكوين روابط كيميائية تساهمية. كما أن المجموعات الأمينية الكثيرة تميل إلى تكوين الكاتيونات (الأيونات موجبة الشحنة) بسهولة في ظل الظروف الحمضية، وبالتالي تثبط نمو البكتيريا.
وإلى جانب الشيتوزان، ودوره في دعم نشاط مادة البولي فينيل كلورايد كمضاد للبكتيريا، أوضح جاب الله أن هذه المادة، وبعد أن أصبحت مضادة للبكتريا، يتم تدعيم هذه الخاصية لديها عن طريق دمجها مع جزيئات نانومترية من الفضة والنحاس، لما تتميز به المواد النانومترية من احتوائها على طيف واسع من القدرة المضادة للبكتيريا بسبب السمية الخلوية القوية لخلايا البكتيريا.
ويقول الدكتور سيد التومي، رئيس الشعبة الكيميائية بالمركز القومي للبحوث، لـ«الشرق الأوسط» إن الاختبارات التي أجريت على المادة الجديدة باستخدام الميكروسكوب الإلكتروني النافذ، أظهرت نجاحها في القضاء على البكتيريا، عن طريق تسببها في تلف غشاء الخلية البكتيرية، الذي يؤدي لمنع تخليق البروتين. وفي النهاية، يتسبب ذلك في قتل البكتيريا.
ويضيف: «النتائج تجعلنا نؤكد أن مثل هذه الأنواع من مركبات بولي فينيل كلوريد المضادة للبكتيريا يمكن أن يكون لها إمكانات كبيرة في مجموعة واسعة من التطبيقات البلاستيكية الأكثر أماناً».