تحركت تركيا في منطقة الفراغ العربي .. فمن صفر مشكلات إلى صفر حضور خليجي تسللت منه أنقره سياسيا واستثماريا فحضرت الى لبنان بوزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو الذي أنهى زيارة لبيروت بحقائب دبلوماسية واقتصادية .
استطلع أوغلو الأجواء اللبنانية على توقيت الانسلال السعودي من المشهد المحلي وإعادة تموضع المملكة عند نقاط المقاطعة وهي أعادت تجديد موقفها عبر وزير خارجيتها فيصل بن فرحان الذي رأى أن الازمة تسبب بها حزب الله” وأن الفساد السياسي والاقتصادي المتفشي هو الذي يدفعنا الى الاعتقاد بغياب الجدوى من وجود سفير لنا لدى لبنان هذه الأسباب لم تمنع تركيا من التوغل في نقاط المراقبة اللبنانية ولم تثن أميركا نفسها عن مواصلة استجرار الطاقة حيث بددت السفيرة الأميركية دورثي شيا المخاوف المصرية من قانون قيصر وقالت بعد لقائها الوزير
وليد فياض إننا أحرزنا تقدما آخر تجاه حصول لبنان على الغاز من مصر وحصول لبنان على الكهرباء من فائض الكهرباء على الشبكة الأردنية وهي طمأنت وزير الطاقة الى أن العقود التي سيمولها البنك الدولي لن تكون عرضة لعواقب قيصر أعطت أميركا
ما لقيصر لقيصر .. وما لله لم تعطه لحزب الله لكنها في المقابل لم تمكن إسرائيل من اللعب في المنطقة والنادي النووي الايراني الذي سينطلق من فيينا بعد اسبوعين. وعاد التباين ليظهر جليا بين المعسكرين الأميركي والإسرائيلي من هنا… إلى مضارب التيغراي
وأعلن في تل أبيب أن رئيس مجلس الوزراء نفتالي بنيت قرر مقاطعة المبعوث الأميركي لكونه رأس حرب في مهادنة إيران وارتفع الصوت الإسرائيلي عميقا في قول وزير الحرب بيني غانتسإننا سنواصل العمل ضد إيرانعلى جميع الجبهات، خصوصا في سوريا ولبنان لترد عليه أميركا بمساعد وزير الدفاع دانا سترول الذي أعلن أننا “نفضل الدبلوماسية في التعاطي مع طهران، التي تمول الجماعات الموالية لها وتزعزع استقرار المنطقةهي حرب ما عادت صامتة دبلوماسيا بين أميركا وربيبتها المدللة التي لم تلتقطها السعودية على فرعها اللبناني وتمسكت بخط سيرها المغلق على بلد تتسرب إليه دول وكيانات لا تمت الى العروبة بصلة .
لكن الرياض تمسكت أيضا بأسباب الأزمة المحصورة بحزب الله وليس ربطا باستقالة وزير الاعلام جورج قرداحي إذ إن تصريحات بن فرحان اليوم جاءت مطابقة لمواصفات كلام قرداحي فهو قال إن “علينا المضي قدما لوقف إطلاق النار في اليمن وإجراء حوار سياسي وإن هناك اقتراحا حقيقيا على الطاولة لإنهاء الصراع .. والفرق الوحيد أنه لم يصف حرب اليمن بالعبثية لنبقى في لبنان ” ملوك العبثية ” وعلى كل الجبهات وسط اقتراحات سياسية ما عادت مقتصرة على تطيير القاضي طارق البيطار إنما تعدته الى خيارات ” قبع جماعية ” لكن أيا من الطروح لم تنضج بعد ..ومثلها اللقاءات السريعة التي عقدها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالمفرق فاجتماعه بالرئيس نبيه بري وضع عليه شاهد إثبات هو وزير الشؤون الاجتماعية للتدليل على أن الحديث تناول حصرا البطاقة التمويلية
أما البطاقة ” القرداحية ” فقد تداول في احتمالاتها مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية غير أن الطرفين لم يتوصلا الى التوافق على حل إنما مع إبقاء الابواب مفتوحة وقد جدد ميقاتي من السرايا الحكومية دعوة جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، الى التعاون لإعادة عجلة العمل الحكومي إلى الدوران وصون علاقات لبنان بدول العالم لا سيما الاشقاء في دول الخليج
وهذا كلام في الهواء لأن ازمة تعطيل مجلس الوزراء هي رهن بموقف الثنائي الشيعي الطاعن في الحكومة والمجمد عروقها في انتظار ازاحة البيطار عن ملف تفجير المرفأ ..
هذه هي الحلقة المفرغة ..المفزعة في آن واحد ..والتي تقفل الطرق على استحقاقات اكثر حسما ..ويزيد عليها أن تكتل لبنان القوي
اعلن عبر رئيسه جبران باسيل انه سيتقدم غدا بالطعن في قانون الانتخاب امام المجلس الدستوري .