كان مبنى وزارةِ التربية اليومَ صورةً مكبرّةً عن لبنان الفوضى ..عن موظفين رسميين كسرتْهم الازَمات ..وعن مواطنين يحمِلون مطالبَهم أوراقاً بين أيديهم فيُطحنونَ بين طوابيرَ متدافعةٍ طلباً لختمٍ وورقةٍ وطابَعٍ بريديّ هيَ السُّلطةُ “بشهادةٍ رسمية” التي لن تَتجرّأَ على معاقبةِ موظّفٍ امتنعَ عن الحضورِ إلى عملِه إلا ليومٍ واحد .. لأنّها سبقتْه إلى التغيّبِ وعطّلت قبلَه انعقادَ مجلسِ الوزراء وأَغلقت طاولتَه الى أجلٍ مُسمّى بتطييرِ القاضي بيطار والدولةُ السائبةُ تعلّمُ أولادَها الحرام ..وتدفعُهم الى الاقتداءِ بها لكنَّ انتقامَ الناسِ في المقابلِ لا يكونُ في وجهِ موظّفٍ يقاسِمُه المعاناة .. والتحرّكُ الاكثرُ سلميةً تستحِقُّه بيوتُ السياسيين والزعماء الذين أوصلوا الشعبَ الى تنفيذِ غارات وعملياتِ إنزالٍ للحصولِ على دمغةٍ لأوراقِهم الرسمية وشهاداتِ أبنائِهم وعَقاراتِهم في دوائرَ معطلة والسلطةُ إذ تخاصمُ شعبَها فإنّها في المقابل تَتعرّضُ لخصومةٍ بالثلاثة في القضاءِ والتي تُبقِي على أعمالِ المحقّقِ العدليّ مجمّدةً في انتظارِ اجتماعِ الهيئةِ العامةِ لمحكمةِ التمييز .. الحَدَث ِالمنتظرِ مِن قبلِ رئيسِ مجلسِ القضاءِ الأعلى سهيل عبّود وتقولُ معلوماتٌ قضائيةٌ إنّ هذا الاجتماعَ سينعقدُ في اليومينِ المقبلين لكنْ ربما يكونُ الفضاءُ الرّوسيُّ أسرعَ مِن القضاءِ اللبنانيّ في الحسم إذ أعلنت موسكو رسميًا أنَّها ستُسلِّمُ للحكومةِ اللبنانيةِ صوراً لميناءِ بيروتَ قبلَ الانفجارِ وبعدَه فيما يقومُ وزيرُ الخارجيةِ والمُغتربين عبدالله بو حبيب بزيارةٍ لروسيا الأسبوعَ المقبل. فهل تفتحُ الأقمارُ الصناعيةُ الروسيةُ البابَ أمامَ قاضي التحقيقِ لإصدارِ قرارِه الظني؟ وهل تسهّلُ الصورُ مِن السماءِ عمليةَ القهقرى على الأرض؟ وتَبَعاً لنتائجِ تحليلِ هذهِ الصورةِ سيتبيّنُ ما اذا كان مرفأُ بيروتَ قدِ انفجرَ بضربةِ تلحيمٍ أم بصاروخٍ قصديّ ..وبناءً على الصورةِ يأتي صوتُ الاتهامِ الذي قد يُسهِمُ في خفضِ التوتر لكنّ لبنان لا يخلو من عناصرِ الاضطراب ..وأبرزُها في القلق على موعدِ الاستحقاقِ النيابيِّ في ظِلِّ طعنٍ تقدّم به التيارُ الوطنيُّ الحرّ أمامَ المجلسِ الدستوريّ ..الذي لا يُعرفُ بالتالي إن كانَ أعضاؤُه سيحتكمونَ الى خِيارِ التعطيل وعدمِ الاجتماعِ كحلٍّ وسطي والحَراكُ الداخليّ لوضعِ العِصيِّ امام الدواليبِ الانتخابية لم يتأثر به حَراكُ الاغتراب للاقدامِ على تسجيلِ أسمائِهم للاقتراع فهم خارجَ هذا الكوكب ويسابقونَ الوقتَ الذي ينتهي في العشرينَ من الجاري .. حيث بلغ عددُ المسجلينَ لليوم اكثرَ مِن مئةٍ وثمانينَ الفاً وَفقَ بياناتِ وِزارةِ الخارجيةِ والمغتبربين أما على المِرّيخِ المحليّ فالامور في اكثرَ مِن نَفَق .. خلافٌ على الحكومِة والقضاء والانتخابات . ووَفقَ معلوماتِ الجديد فإن ثُغرةً وحيدة سُجلت بالامس في اجتماعِ الرئيس نجيب ميقاتي بوزيرِ الاعلام جورج قرداحي .. فيما اختار الحزبُ التقدمي الاشتراكي ” الدياسبورا” ..والاغتراب للقاءِ الرئيس سعد الحريري في ابوظبي حيث اجتمعَ النائبان تيمور جنبلاط وووائل ابو فاعور بالحريري وذلك من ضمن زيارةٍ قالت مصادرُ الاشتراكي إنّها شاملة وتتناولُ امورًا عدةً في دولةِ الامارات .