وجوه الرؤساء المكفهرة في العرض العسكري التقشفي دلت على طلاق بائن في المؤسسة الزوجية السياسية وقد غالب الثلاثة أنفسهم ليظهروا بصورة متماسكة أمام الأولاد، قبل أن يصعدوا بسيارة واحدة من وزارة الدفاع إلى بعبدا في مشهد يوحي بالسيارات المفخخة والمحشوة بديناميت سياسي.ميشال عون, نبيه بري، نجيب ميقاتي ساروا على درب واحدة لكن طريقهم في المعالجة لم تكن كذلك حيث عقدت خلوة بعبدا على ” التكشيرة ” عينها وإن نصح الرؤساء بالابتسامة للجمهور.وبجهد مضاعف خرجت من فم الرئيس نبيه بري عبارة ” انشالله خير” ليدخل بعدها تصريح رئيس الحكومة “المستخرج” من الفيسبوك حول امرأة مطلقة احتفت بعيد زواجها وعبره قدم نجيب ” طلاقاتي ” حكمته عن التفاهم والبعد والجفا وعش الزوجية وعصافير الحب ثم اختتم بالمساكنة والحوار الجاد وغادر من دون ترسيم حدود العلاقة المستقبلية بين العائلة الرئاسية بيد أنه أيضا لم يرفع دعوى طلاق ترك رئيس الحكومة المسألة للأيام لكن تفاصيل اللقاء في بعبدا أشارت إلى تمسك كل زوج بأوراقه الثبوتية وقالت معلومات إن كل طرف وقف على سلاحه وشروطه فالرئيس نبيه بري قال ” أريد حلا ” لكن من خلال القضاء رئيس الجمهورية يوافق حضور جلسة مجلس النواب التي ستقر الهيئة القضائية الفاصلة لكنه لا يصوت لأنه متمسك بعدم التدخل في ملف البيطار أما رئيس الحكومة فيهتم ببقاء حكومته صامدة وبنجاحه في الدعوة الى مجلس الوزراء أيا يكن الحل لكن هل ينقذ الدعوة من ورطة إعلانها ؟ وهل يتمكن من تجميع حاصل وزاري لضمان انعقاد مجلس الوزراء ؟ أم سيعقدها بمن حضر ليضع الجميع أمام مسؤولياته ويحرج الثنائي الشيعي ؟ لدى ميقاتي أيام معدودات قبل سفره الخميس إلى روما وعودته السبت إلى بيروت ولدى عودته سيغادر رئيس الجمهورية الى قطر وفي هذه المهلة الزمنية الفاصلة سيكون قد اختمر الحل وعندئذ إما يعود الرؤساء والمكونات السياسية إلى ” بيت الطاعة ” وإما يقع أبغض الحلال عند الله. وفي مهلة ما قبل ” خربان البيوت ” وخروج الاقمار الرئاسية من المدار السياسي يضيء على بيروت قمر روسي بانت معالمه اليوم في زيارة وزير الخارجية عبد الله بوحبيب لموسكو وإعلان الدولة الروسية تسليم صور ما قبل وما بعد انفجار الرابع من آب وفي انتظار أن تتضح صورة القمر الصناعي الروسي فإن موسكو كشفت عن مشروع تنجزه شركة روسية للنفط لإيصال المحروقات الى ميناء بيروت ومن بين هذه المؤن مرر وزير الخارجية رسائل مباشرة إلى السعودية أرادها نابعة من الساحة الحمراء وقال إنه “إذا دعيت إلى السعودية، فسأسافر مباشرة الآن ومن موسكو لكنه صنف حزب الله على أنه حزب لبناني سياسي يشارك في الحكم وبفعالية أما الجناح العسكري من حزب الله فهو مشكلة إقليمية لا لبنانية ولن نستطيع القضاء على هذا الجانب ” وما فينا ” .