إلى أن يأتي العاشق الحكومي من روما ويذهب المشتاق الرئاسي إلى الدوحة فإن الشعب يحيي أيام سفربرلك ويلهث وراء بطاقة تمويلية أطيح إقرارها في آخر جلسة لمجلس النواب بتطيير النصاب وعلى قسيمة “الشحاذة” هذه انتهى صباح الشؤون الاجتماعية
غادر المحتجون بعدما حاضر بهم الوزير الذي ما زال وزيرا وانسحب من لقائهم على وقع أغنية ” فريرو جاكو” وعاد ميشال عون إلى مكانه صورة معلقة على الحائط منهيا الانقلاب المدني عليه ” ولو بقيت الصورة مقلوبة لربما بدا المشهد أوضح من تحت لرئيس البلاد وحاشيته من زعماء أوصلوا الناس الى قمة سفلى”
.ومن هاشتاغ “ما خلونا” إلى شعار الاغتيال السياسي أخذ رئيس الجمهورية على عهده أن يقضي ما تبقى من العهد بمراقبة المسؤولين عن الأموال العامة في مختلف مؤسسات الدولة “وصح النوم ” فالأموال طارت والدولة انهارت وتحللت ودخلت في العناية الفائقة والخلافات السياسية تذكي نار الأزمة وأولويات المسؤولين في مكان آخر. وبتقنية الفلاش باك عن وعود الإصلاحات التي قطعها رئيس الجمهورية للبنانيين والدول الغربية جاءت الصفعة على شكل برقية طالب فيها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره اللبناني بإظهار دليل حسي على روح المسؤولية ولكن على من تقرأ مزاميرك يا ماكرون؟. فالإصلاح هذه المرة ضرب ضربته في القضاء بانتفاضة الهيئة العامة لمحكمة التمييز برئاسة القاضي سهيل عبود التي قالت أمس وبالإجماع إن الأمر لي والقضاء سيد نفسه وبالإجماع نفسه كفت الكف التي هددت بقبع المحقق العدلي طارق البيطار ورسخت نفسها المرجع الصالح والأب الشرعي لبت دعاوى الارتياب ومداعاة الدولة فهل يتراجع حزب الله ويعود إلى رشده بفصل السلطة القضائية عن السلطة الإجرائية ويلم شمل الحكومة ؟ أم لديه خطط أخرى للقبع ؟. أسئلة قد تجيب عليها كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقبل الكلمة المرتقبة ثمة من رفع غصن الزيتون في وجه السفيرة الأميركية دوروثي شيا بعد أن ضرب سابقا على طاولة مجلس الوزراء قائلا : سأمسك النائب علي حسن خليل من يده وأتمشى معه على الكورنيش وأتحدى أن يوقفه أحد وذلك بعد إصدار القاضي بيطار مذكرة توقيف بحقه ومنذ ذلك الحين أخذت الحكومة رهينة إقالة البيطار أما اليوم فوزير الثقافة محمد مرتضى نفسه غرد خارج سرب اتهام واشنطن بالسعي لضرب حزب الله من بوابة المرفأ وفي عيد الزيتون توجه إلى السفيرة الأميركية بالقول إن العطاء الحق هو الذي لا غرضية من ورائه وفي عظة السلام الاخضر قال مرتضى علينا أن نحتضن الحقيقة في بيئة من العدالة النقية غير المشوبة بالاستنسابية أو الافتراء أو التحامل أو التسييس وكل المذكور آنفا كان بفعل فاعل الثنائي الذي علق مشنقة المحقق العدلي الذي ينتهي دوره بمجرد الانتهاء من التحقيقات لإصدار قراره الظني وهو مطلب حزب الله الرئيس فعلام افتعال جائحة الهجوم على البيطار؟ ومن جائحة القضاء إلى متحور كورونا الذي أعاد انتشاره على مستوى العالم انطلاقا من جنوب إفريقيا ما دفع دول العالم إلى دق ناقوس الخطر مجددا واتخاذ إجراءات للحيلولة دون انتشار المتحور الجديد بعدما ثبت أن اللقاحات المعتمدة لا تؤثر فيه ومن على سلم عداد الإصابات الذي يسجل ارتفاعا تصاعديا رفع وزير الصحة فراس الأبيض الصوت بعدما صار الأطفال هدفا لكوفيد الذي سجل أرقاما قياسية في عدد إصابتهم وطالب المدارس بضرورة تمديد العطلة. وفي خضم ما نعيشه ثمة من ملأت “لاؤه” سماء التطبيع مع سلطة الاحتلال غادرنا اليوم بصمت بعد صراع مع مرض عضال سماح إدريس اسم ارتبط بفلسطين وصارت جملته “إذا تخلينا عن فلسطين تخلينا عن أنفسنا” بوصلة للنضال هو المثقف المشتبك الذي رسخ مقولة: ” على هذه الأرض ما يستحق الحياة”.