في يوم سقوط الكابتال كونترول الذي وري في ثرى مقابر اللجان الجماعية.. سحب العصب المالي من جلسة مجلس النواب غدا.. والواقعة بدورها على مفترق طرق فمتعرجات الأونيسكو لن تكون سالكة أمام السيارات المجهزة بسلاسل نيابية.. حيث يعتزم أهالي شهداء المرفأ مطاردة كل من تسول له نفسه النيابية الموافقة على تشريعات تقيد تحقيقات القاضي طارق البيطار وهي جلسة “اختبار نوايا” على تسويات مرجحة ولم تنضج بعد.. ولتاريخه فقد سقطت هذا الصفقات بالتقادم السياسي والتدافع على تسجيل النقاط وليس على المبادئ وبالنقاط المالية فقد هزم اليوم اقتراح نقولا نحاس بالضربات القاضية أمام نواب من لجنتي المال والموازنة والإدارة والعدل وتحت “سيف فليشهر” رفع عدد من النواب حقوق المودعين شعارا وخاضوا معركة رد المشروع النازل على اللجنتين من خارج الكوكب.. واستل رئيس أول لجنة إبراهيم كنعان عبارة “لن يمروا” قبل أن يستكمل رئيس اللجنة الثانية جورج عدوان مسيرة الإسقاط رافضا أي قانون يشرعن المخالفات التي ارتكبت في الماضي طارحا محاسبة المرتكبين وبالإحالة إلى اللجان أصبح الكابتال كونترول أمام ثلاث صيغ متحورة لكن أعنفها تلك التي تبناها نحاس والتي وصفت بأنها الأكثر حماية للمصارف والاقل رافة بالمودعين لا سحوبات مالية في جلسة الثلاثاء.. ولا سحوبات سياسية قضائية في انتظار تركيبة هجينة يتحقق فيها “قبع نصفي” للبيطار بموجب الصفقة الرمادية وإذا كان مجلس النواب يتريث لنضوج التسوية فإن رئيس الحكومة لم ينتظر.. وكان ميقاتي “نجيبا” في الإصغاء والتنفيذ الفوري فجمع منذ صبيحة الاثنين كلا من الجمارك ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والزراعة والصناعة ومحمد شقير مع كامل “سنتاته” واتحاد مجالس رجال الأعمال اللبنانية-الخليجية وأعقب ذلك اجتماع تولاه وزير الداخلية بسام المولوي لمجلس الأمن المركزي لبحث مسائل ضبط الحدود وتهريب المخدرات تدابير فاخرة لكن أين مجلس الوزراء؟ فالاتصال الثلاثي الفرنسي السعودي اللبناني كان واضحا ودعوة الرئيس ايمانويل ماكرون جاءت أكثر وضوحا أن اذهب واعقد جلسة للحكومة.. أترك الأشغال بالمفرق وتاجر بالجملة فهل يكون ميقاتي مستعدا لهذه الخطوة؟ وأين الشعار الذي طرحته حكومة “معا للانقاذ” ما لم يكن الانقاذ في هذه الايام العصيبة؟ هي خطوات قليلة تفصل رئيس الحكومة عن هذا القرار بعد تحديد عناوين الدعوة لمجلس الوزراء التي تختص فقط بتسيير أمور الناس وبدء تطبيق الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الذي وصلت بعثته اليوم إلى بيروت أما بقية العناوين من عزل البيطار ونزع سلاح المقاومة فتلك ليست من اختصاص مجلس الوزراء ولميقاتي سلاحه للدفاع عن هذا المفهوم لاسيما في ملف سلاح حزب الله.. فعندما تنهي اسرائيل احتلالها أراضي لبنانية وتوقف اعتداءاتها وأطماعها ساعتئذ يصبح السلاح على طاولة البحث، سواء لناحية نزعه أو اندماجه لكن رئيس الحكومة وحتى اللحظة لا يعمل إلا على وقع الصدمة.. ويعتقد أن “أكوام” اللجان والوزراء والفرعيات وتدوير الزوايا ستحل أزمة بحجم الكارثة والتعاطي “بالتقسيط” وكل على حدة.. وتخلي السلطة عن مسؤولياتها ورفضها مبدأ المحاسبة علمت كلها المواطنين أخذ حقوقهم بيدهم.. وقد سار على هذا المنهج اليوم طلاب من لبنان فبعد معاناة طويلة مع أستاذ التحرش التربوي.. وغض الطرف عنه تربويا وإداريا.. أقدم طلاب ثانوية جورج صراف في منطقة أبي سمرا بطرابلس حيث أقفلوا مدخل الثانوية ومنعوا دخول أحد اليها ثم اقتحموا مكتب المدير استنكارا لموقفه المتهاون تجاه المتحرش هو أستاذ تربية.. اتضح أنه يحتاج الى درس من صلب مادته.. ففعلها طلابه وتفوق التلميذ على أستاذه