يواجه كل من أتلتيكو مدريد بطل إسبانيا ومواطنه برشلونة خطر الخروج من دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ عقدين من الزمن، عندما يلتقي الأول مع بورتو البرتغالي اليوم، فيما يحل الثاني ضيفاً على بايرن ميونيخ الألماني غداً.
وضمن 11 فريقاً حتى الآن تأهله إلى الدور ثمن النهائي المقرر سحب قرعته الاثنين المقبل، بينها خمسة ضمنت الصدارة، فيما ما زالت المنافسة ساخنة على البطاقات الخمس المتبقية في الجولة الأخيرة لدور المجموعات.
وتتنافس فرق المجموعات الأربع الأولى ضمن برنامج مباريات اليوم وستكون الأنظار على المجموعة الثانية التي حسم ليفربول الإنجليزي صدارتها، حيث تتنافس أندية بورتو وميلان الإيطالي وأتلتيكو مدريد على المركز الثاني.
ويحل أتلتيكو مدريد ضيفاً على بورتو ومصيره ليس بيده، بل يتوقف أيضاً على فوزه ونتيجة المباراة الثانية بين ميلان وليفربول الذي حجز بطاقة العبور لربع النهائي.
ويتفوق بورتو، بطل أوروبا مرتين، بفارق نقطة واحدة على منافسيه قبل استضافة أتلتيكو، فيما يلعب ميلان مع ضيفه ليفربول المرجح أن يلجأ مدربه الألماني يورغن كلوب إلى مبدأ المداورة لإراحة نجومه في أفق جدول الأعياد المزدحم بالمباريات محلياً. ويحسم بورتو البطاقة الثانية في حال فوزه على أتلتيكو أو تعادله شرط تعثر ميلان أمام ليفربول، فيما يحتاج ميلان إلى الفوز وتعادل بورتو مع أتلتيكو المطالب بالفوز أيضاً، وبانتظار أيضاً تعثر الفريق الإيطالي. وبحال فوز ميلان وأتلتيكو (يتساويان في المواجهتين المباشرتين 2 – 1 و1 – صفر)، يتم اللجوء إلى أفضلية مجمل فارق الأهداف (ميلان – 2 حالياً وأتلتيكو – 3).
وكان أتلتيكو قبل بداية مشوار دور المجموعات هو المرشح الأبرز مع ليفربول للعبور للدور الثاني لكن رجال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني عقدوا مهمتهم بتلقي ثلاث هزائم متتالية ألقت بهم إلى المركز الرابع الأخير وجعلتهم ضمن منافسة ثلاثية على واحدة من خمس بطاقات متبقية.
ورغم كتيبة النجوم في تشكيلة حامل لقب بطل إسبانيا، فإن أتلتيكو يمر بمرحلة من عدم الثبات الفني على المستويين الأوروبي والمحلي، وسيدخل الفريق لقاء اليوم بعد خسارة مؤلمة تلقاها من ريال 2 – 1 السبت ضمن المرحلة السادسة عشر من الدوري الإسباني ليتراجع إلى المركز الرابع برصيد 29 نقطة، أي بفارق سبع نقاط عن ريال المتصدر.
وما زال المدرب سيميوني يؤمن بقدرة فريقه على العودة من بورتو بانتصار قد يضمن له العبور لربع نهائي دوري الأبطال.
في المقابل، يدخل ميلان مواجهة ليفربول منتشياً بتصدره الدوري الإيطالي إثر فوزه على سالرنيتانا متذيل الترتيب 2 – صفر السبت، ويأمل أن يقتنص فرصة إراحة الفريق الإنجليزي لبعض نجومه للخروج بالنقاط الثلاث اليوم.
وستكتمل تشكيلة ميلان بعودة المهاجم السويدي المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش بعد أن فضل المدرب ستيفانو بيولي إراحته في مباراة سالرنيتانا من أجل تجهيزه لمواجهة ليفربول.
وأعرب إبراهيموفيتش البالغ عمره 40 عاماً عن أمنيته في تحقيق إنجاز لميلان هذا الموسم، ومؤكداً على أنه لا يعتزم الاعتزال. وقال إبراهيموفيتش لبرنامج «تشي تيمبو تشي فا» الإيطالي الشهير: «أرغب في مواصلة اللعب لأطول فترة ممكنة. سأستمر في الملاعب ما دمت أملك الدافعية والأدرينالين… دعونا نضغط على ميلان من خلال هذا البرنامج لتمديد عقدي، أتمنى البقاء في هذا النادي مدى الحياة. لا يزال لدي بعض الأهداف التي أسعى لتحقيقها. أريد الفوز بلقب الدوري الإيطالي مرة أخرى، والتقدم بدوري الأبطال، لا أعرف ما الذي سيحدث لي بعد اعتزال كرة القدم، لذلك أخشى التوقف عن اللعب. سنرى، لكني أرغب في مواصلة اللعب حتى لا أشعر بأي ندم».
وفي المجموعة الأولى ستكون مباراتا مانشستر سيتي الإنجليزي المتصدر وباريس سان جيرمان الفرنسي الوصيف أمام كل من بروج البلجيكي ولايبزيغ الألماني هامشية بعد أن ضمن الأولان بطاقتي العبور لثمن النهائي.
وستكون المنافسة بين لايبزيغ وبروج وكلاهما يملك 4 نقاط على المركز الثالث الذي يمنحمهما المشاركة في ملحق يوروبا ليغ. وسيضمن لايبزيغ المركز الثالث بحال فوزه، أو تعادله مع عدم فوز بروج، أو بحال خسارة بروج، أما الأخير فسيضمن الحلول ثالثاً حال فوزه وعدم فوز لايبزيغ، أو تعادله وخسارة لايبزيغ.
وفي المجموعة الثالثة، سيحاول أياكس أمستردام الهولندي المتصدر بالعلامة الكاملة بقيادة مدربه إريك تن هاغ استكمال مشواره المثالي لأول مرة في تاريخ النادي، عندما يستضيف مطارده المباشر ومرافقه إلى الدور الثاني سبورتنغ البرتغالي، فيما يلعب بوروسيا دورتموند الألماني الذي حسم أيضاً المركز الثالث مع بشيكتاش التركي.
وفي المجموعة الرابعة، ستكون مواجهة ريال مدريد الإسباني (12 نقطة) مع إنتر الإيطالي (10) اليوم من أجل حسم الصدارة، فيما يحل شيريف تيراسبول المولدافي (6 نقاط) والذي ضمن إكمال المشوار في الدوري الأوروبي، ضيفاً على شاختار دونيتسك الأوكراني الأخير بنقطة واحدة.
وستكون مواجهة الريال والإنتر موعداً مع صدام الأصدقاء لوكا مودريتش بمواجهة مواطنيه مارسيلو بروزوفيتش وإيفان بيريسيتش رفقاء المنتخب الكرواتي. ويعوّل ريال مدريد الإسباني كما إنتر الإيطالي على لاعبين مميزين من كرواتيا. وبعد كرة ذهبية سابعة نالها أخيراً ليونيل ميسي، لا يزال مودريتش الوحيد الذي كسر الهيمنة الصارخة للأرجنتيني والبرتغالي كريستيانو رونالدو، وذلك بعد إيصال كرواتيا إلى نهائي مونديال 2018.
وبرغم سنواته الـ36 لا يزال مودريتش رجلاً ضرورياً لإدارة وسط ريال مدريد ومنحه قيمة فنية. وبعد بداية موسم متواضعة، عاد ليفرض نفسه عنصراً هاماً في تشكيلة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، ومرّر أربع كرات حاسمة في المباريات الثماني الأخيرة. وبقي الثلاثي الذي يؤلفه مودريتش مع البرازيلي كاسيميرو والألماني توني كروس صامداً أمام مدّ الشبان السابقين أو الحاليين أمثال النرويجي مارتن أوديغارد، وداني سيبايوس، الأوروغواياني فيديريكو فالفيردي أو حتى الفرنسي إدواردو كامافينغا.
وفي الإنتر، لا تقلّ أهمية بروزوفيتش وبيريسيتش مع إنتر، إذ يقدمان أحد أفضل مواسمهما في لومبارديا. ورسّخ بروزوفيتش الذي يمتاز بأكبر معدل من الجري في الدوري الإيطالي بحسب الإحصائيات الرسمية، مكانته كلاعب ارتكاز في خط الوسط أمام الدفاع فارضاً التوازن إلى جانب لاعبَين يمثلان شخصية هجومية هما نيكولو باريلا والتركي هاكان تشالهان أوغلو. في المقابل، استفاد بيريسيتش الفائز مع بايرن ميونيخ الألماني بلقب دوري الأبطال 2020 (خلال موسم اعارته من الإنتر) من عودة الإنجليزي آشلي يونغ لدوري بلاده بعد أن كان الأخير، مفضلاً الموسم الماضي من المدرب أنطونيو كونتي، وثبت مكانه في مركز الظهير الأيسر الجناح مع المدرب الجديد سيموني إنزاغي.
وقال بيريسيتش صاحب هدف كرواتيا الأول في نهائي المونديال الذي خسرته أمام فرنسا 2 – 4: «غيّرت مركزي العام الماضي، والآن أنا متأقلم».