خرقت الدبلوماسية الأميركية جدار الصوت فوق الضاحية الجنوبية اجتازت “الحجة دوروثي شيا” حدود منطقة حزب الله المحرمة وسلكت ممرا آمنا إلى مرجعية الطائفة الشيعية وحلت ضيفة في عقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ومواقف مفتيه الممتاز في إحدى خطب الجمعة من أن لبنان القوي لن يعود ضعيفا على رغم سكاكين واشنطن وخناجر إخوة يوسف. وفي زيارة التعزية بمفعول رجعي على رحيل الشيخ عبد الأمير قبلان كان لقاء مع نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب الذي حملها هموم تفعيل الحوار الداخلي ولجم الانهيار الاقتصادي، والأهم وصول المساعدات إلى مستحقيها على أبواب الاستحقاق الانتخابي وعند حدود صمت السفارة الأميركية عن إصدار بيان حول اللقاء انتهت مفاعيل الزيارة. وما لم تقله عوكر من ضمن لائحة الإصلاحات ومحاربة الفساد ربطا بتقديم المساعدات أفردت له الخارجية الأميركية جائزة دولية لأبطال مكافحة الفساد و بعد نيل السلطات المحلية صفرا مكعبا في وعود الإصلاح والتغيير ووقف ولجم الانهيار ..ومن بين اثني عشر بطلا عالميا فاز الزميل رياض قبيسي بجائزة صنفته محاربا في مغارة لصوص.ففي حفل افتراضي أعلنت الخارجية الاميركية فوز قبيسي كأول صحافي بالجائزة والفائز الوحيد في منطقة الشرق الأوسط وهو تقدير يتوج فيه رئيس وحدة التحقيقات الاستقصائية في محطة الجديد مسارا طويلا وعملا مضنيا وشاقا لم يخل من التهديد ومن التعرض بالضرب والسحل من بوابات الجمارك إلى عنابر المرفأ ومغارة افتح يا سمسم واسمع يا هذا: فإن القبيسي سيضع الجائزة الأميركية إلى جانب سلسلة جوائز نالها لاستكمال تحقيقاته من كشف الرشى والتهريب المتفشي في المرفأ إلى نظام كفالة العاملات والاتجار بالسلاح وسوى ذلك . وبشهادة الجائزة الدولية فإن قبيسي تقدم الجرأة في الصحافة الاستقصائية وعمله الريادي أسهم في إلهام الشباب في لبنان والشرق الأوسط لكنه ايضا ..أصاب الفاسدين بحال من صرير الأسنان ..تحسبا للقادم من كشف الملفات . قام رياض قبيسي مقام دولة في كشف الفساد والمفسدين ولاحق جريمة تفجير المرفأ من ألف سفينتها إلى ياء أصغر متورط فيها بالوثائق والمستندات فماذا فعلت الدولة ؟ قتلت الضحايا مرتين بإقامة الحد القضائي وأقامت حول المتهمين جدارا عازلا عن العدالة والحساب واتخذ بعض أركانها الحكومة رهينة المحبسين إما إقالة المحقق العدلي الذي استأنف عمله اليوم “ويا جبل ما بينقبع” وإما الموت السريري لحكومة إن لم تستقل فستدخل في تصريف أعمال غير معلن وفي كلتا الحالين فإن الرئيس نجيب ميقاتي حفر الحفرة ووقع فيها قدم استقالة الوزير جورج قرداحي على طبق من رضى فرنسي سعودي ودخل في ورطة دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد لا يلوي على جرأة تحدي الثنائي الشيعي للم الشمل الحكومي وكالنعامة دفن رأسه في الرمال بحثا عن شماعة يعلق عليها أسباب التعطيل التي ستتمدد إلى استحقاق الانتخابات وإذا لم يكن هذا هو الهدف فحتما سيكون النتيجة. وإذا كان لبنان ينازع البقاء بفعل فاعل معلوم فإن على أرض الموت اليومي في فلسطين ما يستحق الحياة هناك حيث قبل أن تنهي صبية الحي حصتها الدراسيةأفلتت شعرها حملت شنطة كتبها استلت القلم سكينا فكانت الرصاصة طعنة في صدر مستوطنة دفاعا عن أسرتها المهددة بالتهجير من منزلها في حي الشيخ الجراح نفذت نفوز حماد ابنة الخمسة عشر عاما عمليتها بمبادرة فردية ولقنت أولياء القضية قبل العدو درسا في بلاغة العمل المقاوم وتخرجت من الصف التكميلي بشهادة مقاومة.