ركزت الصحف البريطانية بنسخها الورقية والإلكترونية على جهود تطوير لقاح فيروس كورونا وسط انتشار متحور أوميكرون، وتصاعد المخاوف من تأثيره على عدد الإصابات ونسبة الوفيات. ونبدأ من تقرير لجوليا كوليوي نشر في موقع صحيفة الغارديان، بعنوان “مع تحور كوفيد، صنّاع اللقاح يتكيفون أيضا”.
ويتناول المقال تركيز شركات تصنيع اللقاحات على “الإمكانات المثيرة” لمناعة الخلايا التائية، ما “يحفز القطاع على إنشاء جيل جديد من جرعات” اللقاح.
وتوضح الكاتبة أن “الخلايا التائية التي ينتجها نخاع العظام هي خلايا الدم البيضاء التي تشكل جزءا أساسيا من جهاز المناعة. في حين أن اللقاحات الحالية تولد بشكل أساسي أجساما مضادة تلتصق بالفيروس وتمنعه من إصابة الجسم، فإن اللقاحات الجديدة تحفز الخلايا التائية لإيجاد الخلايا المصابة وتدميرها، وبالتالي منع تكاثر الفيروس والمرض”.
وتشير الكاتبة إلى دراسة نشرت في دورية “نيتشر”، يقول فيها العلماء إن اللقاحات “التي تستهدف استجابة الخلايا التائية يمكن أن تنتج مناعة تدوم لفترة أطول، وتكون أفضل في مكافحة الطفرات الفيروسية”.
وتذكر الكاتبة بعض الشركات الرائدة في مجال تطوير هذه اللقاحات، ومنها “ميديكاغو – جي إس كاي”الكندية، التي أعلنت مع شركة غلاكسو سميث كلاين عن “نتائج إيجابية للفعالية والأمان” من تجربة عالمية لما وصفته بأنه أول لقاح نباتي في العالم، وفق الكاتبة.
وتضيف “يعتمد على نوع نبات قريب من التبغ، الذي يستخدم لإنتاج جزيء يحاكي الفيروس، ويتم دمجه مع مادة مساعدة من إنتاج شركة جي إس كاي، مما يعزز الاستجابة المناعية العامة. وأظهرت تجربة المرحلة المتأخرة، والتي شملت 24 ألف بالغ في 6 بلدان، أن معدل فعالية اللقاح بلغ 71٪، وارتفع إلى 75٪ ضد متحور دلتا. ولم تتضمن الدراسة متحور أوميكرون الجديد”.
أما شركة فاكسارت، فطورت ما تقول إنه “لقاح كوفيد الفموي الأول في العالم، والذي يثير استجابة الخلايا التائية ويولد بعض الأجسام المضادة في الأنف. وأعطت الشركة جرعة لأول مرضاها في تجربة إكلينيكية في منتصف المرحلة في أكتوبر/تشرين أول. كما أنها تختبر ما إذا كانت الحبوب تعمل ضد أوميكرون. وسيشهد العام المقبل تجربة دولية أكبر بمشاركة 800 شخص”.
ويمكن تخزين الحبوب بدون تبريد، مما يسهل استخدامها في جميع أنحاء العالم ويساعد في التغلب على مشكلة رهاب الإبرة، حسبما تذكر الكاتبة.
وتقول الكاتبة إن برنامجا “يختبر اثنين من اللقاحات المرشحة التي تحفز استجابات الأجسام المضادة والخلايا التائية ضد فيروسات سارس- كوف – 2 الأصلية والمتحورة في 40 متطوعا سليما في جنوب افريقيا. وخضع المريض الأول لجرعة في أكتوبر/تشرين أول، وسيقوم برنامج سكانسيل بإجراء تجربة أخرى في بريطانيا، مع توقع صدور البيانات الأولى من التجارب السريرية في المراحل المبكرة بحلول يونيو/حزيران”.
“تدابير صارمة للغاية”
وفي السياق عينه، ننتقل إلى تقرير لبن سبنسر وتوم كالفر في الصنداي تايمز، بعنوان “هل يمكن للخطة ب أن توقف أوميكرون وإلى متى ستستمر”؟
ويقول التقرير إنه من المتوقع الآن أن يصبح المتحور أوميكرون هو المسيطر في بريطانيا بحلول نهاية الأسبوع.
ويشير التقرير إلى أن قدرة المتحور على تفادي اللقاحات تعني أن أعداد الإصابات بكوفيد سترتفع حتما مرة أخرى، لافتا إلى تحليل أجرته لجنة الطوارئ العلمية الاستشارية للحكومة البريطانية “سيج” يخلص إلى أن “التدابير الصارمة للغاية” فقط هي التي ستكون كافية “للسيطرة على النمو والحفاظ على (معدل إعادة الإصابة) أقل من 1”.
وتضمنت تفاصيل أحد النماذج التي قام عليها تحليل “سيج”، “أرقاما صارخة”، ففي سيناريو “الحالة الأسوأ” حين لا تعمل الجرعات المعززة ضد المتحور، فإنه يحذر من أن بريطانيا تواجه 75 ألف حالة وفاة أخرى بحلول أبريل/نيسان، إذا لم يتم اتخاذ مزيد من الإجراءات لإبطاء الانتشار، وفقا للتقرير.
ويضيف تقرير الصحيفة: “وشددت الدراسة على أنه إذا كانت الجرعات المعززة تعمل بشكل جيد، فإن الاستيعاب جيد وسيتم اتخاذ تدابير في يناير/كانون الثاني لإبطاء الانتشار بشكل أكبر، ويجب إبقاء الوفيات أقل من 25 ألف”.
ويرى التقرير أن “الجرعات المعززة هي المفتاح”، مستشهدا بنتائج دراسة نشرتها شركة فايزر تشير إلى أنه “على الرغم من أن جرعتين من لقاحها كافحتا لتحييد أوميكرون، إلا أن جرعة ثالثة أعادت التحييد إلى المستويات العالية التي لوحظت مقابل المتحور دلتا”.
وبحسب بيانات وكالة الأمن الصحي البريطانية، تم الحصول عليها من خلال تتبع 581 شخصا مصابا بأوميكرون، فإن “أولئك الذين تلقوا جرعتين قد يرون الحماية من العدوى المصحوبة بأعراض تنخفض إلى أقل من 40%، لكن الجرعة المعززة توفر حماية بنسبة 75%. في حين أن هذا أقل فعالية بشكل ملحوظ من الحماية ضد دلتا، إلا أنها لا تزال دفاعا أساسيا”.