أظهر بحث حديث أن أعشاب البحر في أجزاء واسعة من المروج الواقعة بين منطقتي المد والجزر شمال غربي المحيط الهادئ، تعاني من مرض يسبب الهزال. كما تتدهور أيضاً أنظمة جذور الأعشاب التي كانت تنبض بالحياة يوماً ما، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
ونشرت دورية «فرونتيرز إن مارين ساينس» الأميركية نتائج البحث؛ وقالت الباحثة الرئيسية المشاركة فيه، أوليفيا غراهام، وهي طالبة دكتوراه متخصصة في علم البيئة وعلم الأحياء التطوري بجامعة كورنيل الأميركية: «لا نرى مزيداً من عمليات تفشي الأمراض التي تقضي على أعشاب البحر، فحسب، بل أيضاً تأثيراً قوياً على أماكن تخزين المواد المغذية الحيوية في جذور هذه النباتات – ولهذا السبب، تتعرض هذه النباتات للخطر في أواخر موسم النمو، لتواجه صعوبة أكثر خلال فصل الشتاء».
وحسب البحث، تزدهر «الحزامية البحرية» أو «حشيشة الأنقليس» بشكل طبيعي في جزر سان خوان بواشنطن، على بحر ساليش، على طول الحدود الأميركية مع كندا. وتصف غراهام بيئة مروج الأعشاب البحرية بأنها مثل غابات مطيرة وفيرة تحت المياه، وهي تنظف المياه وتساعد أنواعاً من الأسماك مثل الرنجة والسلمون والمحار وبلح البحر. وقريبا منها، تتغذى حيتان الأوركا على التشينوك (أكبر أسماك سالمون في المحيط الهادئ) التي تعيش في المناطق العشبية بين المد والجزر.
وأوضح البحث أن مرض هزال الأعشاب البحرية موجود منذ سنوات طويلة، لوجود المياه الدافئة بسبب التغير المناخي، وهو ما يقوي من عفن الوحل، عدو مرض الأعشاب. وأظهر البحث أن جذور النباتات معرضة للخطر تحت هذه الطبقات من الوحل.
ووضع أفراد الفريق البحثي علامات على مئات من النباتات أثناء الجزر، وتتبعوها على مدار أسابيع. وأظهرت هذه الطريقة أن الأعشاب البحرية المصابة بآفات تنمو على نحو أبطأ، وتنتج منتجات سكرية للتخزين بشكل أقل من نظيرتها غير المصابة.
وقال رئيس فريق البحث، درو هارفيل، الأستاذ الفخري في مجال علم البيئة وعلم الأحياء التطوري: «يعطي ذلك إجابة على سؤال استمر طويلاً بشأن ما إذا كان هذا المرض يسبب أضراراً فعلية… لسوء الحظ، الإجابة: نعم مدوية».