كان برتراند راسل أحد ألمع الفلاسفة في القرن الماضي الذي أعطى الكثيرين من هذا النوع من أهل الفكر. وبعد مرور عقدين من القرن الحالي، لا يزال خلواً من رجال مثل اللورد راسل، وجان بول سارتر، وهنري برغسون، وهايدغر وسرب طويل من هؤلاء العاملين بالعقل المجرد الذين يمتعنا الأستاذ توفيق سيف بإلقاء الضوء على أضوائهم.
وعندما ترد كلمة فلسفة أو فيلسوف، يتبادر إلى الذهن فوراً فكر غامض وتفكير غامض ومعادلات صعبة، وطبقة صغيرة من الناس تعيش بعيدة عن الجماعة في بروج معزولة. وهو انطباع صحيح، حتى بمفهوم أهله. لكن خرج من هؤلاء السادة من بسط العقد وسهل المعادلات وجعل الفلسفة موضوعاً جذاباً لا رهاباً ولا حصرياً.
من أبرز هؤلاء كان اللورد راسل الذي جعل رجلاً في طاقتي – على سبيل المثال – يقرأ الفلسفة كموضوع عام. وقد حبب راسل وسارتر وبرغسون إلى القارئ العادي الاطلاع على نوع من المعرفة كان يعتقدها مغلقة عليه. وفي العالم العربي نشأت القرن الماضي مدرستان، واحدة بسطت الفلسفة لدرجة نسينا أن أصحابها يمكن أن ينطبق عليهم هذا التعريف، مثل أنيس منصور والعقاد وطه حسين وزكي نجيب محمود في مصر، كما اشتهرت مدرسة أخرى مضادة للتبسيط ومصرة على الغموض، أشهر أعلامها الدكتور عبد الرحمن بدوي.
اقتضى لقب الفيلسوف أن يعيش صاحبه في عزلة عن العامة، وأن يتحدث بلغة غير لغتهم، وينضوي في معشر غير معشرهم، وإلا فقد مهابته وهالته. ورفض اللورد راسل هذه الصورة. وقرر أنه لا تناقض بين الفطنة الباحثة في أمور المنطق، وبين الذكاء الضاحك الذي يتمثل في روح الدعابة الإنجليزية. واشتهرت عنه مواقف الفطنة الساخرة، مثل صديقه الآيرلندي الشهير جورج برنارد شو. وقد اشتهر ونستون تشرشل بلمحاته الظريفة بقدر ما اشتهر بخطبه التي جعلت بريطانيا تربح الحرب العالمية الثانية. كتب راسل (وتحدث) بدعابة رفيعة عن عائلته وأجيالها الستة من النبلاء المعمرين:
«ثلاثة أجداد قاربوا الثمانين. وواحد فقط مات بمرض تندر الإصابة به هذه الأيام. لقد قطع رأسه». و«عمرت إحدى جداتي الكبريات حتى الثانية والتسعين، وظلت مصدر رعب لأعقابها جميعاً». أما جدتي لأمي فبعد أن رزقت بتسعة أبناء ماتت عنهم وبواحد مات صغيراً، وبعد كثير من عمليات الإجهاض، تفرغت عندما ترملت، للتعليم العالي. وكانت تروي أنها التقت في إيطاليا ذات يوم كهلاً يبدو عليه العبوس، فسألته عن السبب، فقال إنه حزين لأن حفيدين له فارقا الحياة. فسخرت منه قائلة: «إن لي اثنين وسبعين حفيداً، فلو أنني حزنت لفراق كل واحد منهم، لا بد لي من أن أظل عابسة مدى الحياة».
مشعل السديري:مقتطفات السبت
أفادت وسائل إعلام مصرية بأن رئيس محكمة القضاء الإداري المستشار (سعد الهلال) أصدر قراراً بتوقيع غرامة مقدارها 500 جنيه على نفسه، وذلك عندما رن الهاتف المحمول الخاص به، خلال جلسة محاكمة.
وما أكثر ما أزعجني رنين التليفونات بمختلف النغمات في المساجد أثناء الصلاة.
وقد سمعت أن بعض الدوائر الحكومية المهمة، وبعض حفلات الأعراس النسائية، يمنعون دخول التليفونات خوفاً من الإزعاج أو التصوير، وكل من يخرج يتسلم تليفونه حسب الرقم الممنوح له، ولكن إذا تعذر ذلك في المساجد، لماذا على الأقل لا تفرض غرامة نقدية على كل مصلٍ يزعج الآخرين برنين تلفونه؟! وإذا تكرر ذلك ففوق الغرامة يصادرون تليفونه (فالدنيا ما هي طايره)، إذا ما حرم منه لمدة شهر واحد.
وعلى ذكر المساجد، فقد حررت وزارة الأوقاف المصرية محضراً ضد عزة عويس، صاحبة منزل تبرعت بجزء منه ليكون مسجداً.
وهو عباره عن (زاوية صغيرة) تقع أسفل المنزل الذي تمتلكه، مشيرة إلى أنها فعلت ذلك بسبب قيام أهالي المنطقة بالاستحمام وهدر المياه دون مبالاة والنوم داخله، فضلاً عن أنهم عقب الانتهاء من الصلاة، يجلسون على رصيف المنزل يدخنون السجائر وغيرها، ويخوضون في أعراض الناس، وتعلو أصواتهم وضحكاتهم حتى ساعة متأخرة من الليل، ومن حقي أن أنام وأنا مطمئنة.
إن المسؤولين رفضوا حجتها وغرموها – وكأني بها تقول: (يا ليتنا من حجنا سالمين).
***
دعا حاكم إحدى الولايات الأميركية، السكان، إلى الصلاة الجماعية، والدعاء مثلما يفعل المسلمون، وذلك من أجل هطول الأمطار، هرباً من حالة الجفاف التي تهدد الولاية، واستجاب الله لدعائهم، وأنزل عليهم الأمطار التي لم تتوقف طوال أسبوع كامل، وتحولت في نهاية الأمر إلى فيضانات جعلت الشوارع كالأنهار التي جرفت في طريقها كل المنازل الخشبية التي تشتهر بها أكثر البيوت الأميركية، مثلما حصل هذا خلال الشهر الماضي في ولاية (كنتاكي).
***
حدث أن فقدت امرأة هندية وعيها وهي في طريقها إلى المستشفى، واعتقد أقاربها أنها توفيت، وبدأوا يستعدون لحرق جثتها، وأثناء الإعداد لذلك ووضعها فوق الحطب، فتحت عينيها فجأة وبدأت في البكاء قبل لحظات من إشعال النار، ويقال إن كفنها امتلأ ببولها – أعزكم الله – وذلك من شدة رعبها، وانكتب لها عمر جديد.
ومثلما عندنا نحن المسلمين في أن إكرام الميت سرعة دفنه، كذلك عند الهندوس: إكرامه (سرعة حرقه)، لهذا السبب للهندوس في الهند مقبرة واحدة.