للذين التَمسوا هلالَ العامِ الجديد ودَخلوا أُولى أوراقِ روزنامتِه.. طمئنونا كيفَ هي الأحوالُ من صَوبِكم؟ وكيف كانَ اللقاء؟ فنحن على الضَفةِ الأخرى منَ الكرةِ الأرضية لا نزال في مؤخّرةِ العامِ القديم.. ولا يبدو أن أحوالَنا ستتبدّل بينَنا وبينَكم قاسَمٌ مشترك جَمَعتنا فيه مصيبةُ جائحةٍ ومشتقاتِها, لكنّ الفرقَ بينَنا وبينَكم أنكم شعوبٌ لها دولٌ وأنظمةٌ مرعيةُ الإجراء.. ونحن شعوبٌ في بلدٍ واحدٍ محكومٍ بالمقلوب ومن منظومةٍ غيّرت وُجهةَ التاريخ وأعادتنا من القرنِ الواحد والعشرين إلى عصورِ الظلام والتخلّفِ والانحطاط. الليلة سنَدَعُ للفاسدين الاحتفالَ بدولتِهم الفاشلة وسوف لن نَخدِشَ أسماعَكم بأسمائِهم وصُورِهم المحنّطةِ في المَقارّ الليلة أنتم مَعفيونَ من سماعِ أخبارِهم ومن خِطاباتِهم الفارغة واصطفافاتِهم على جبهاتِ المصالحِ المتبادَلة ووراءَ متاريسِ الصَفَقاتِ والتسويات الليلة سيَرحلُ عامٌ ولن يَأخُذَ معَه حقاً وراءَه مُطالب “لا بقبع ولا بقلع” ولن تُطوى معَه صفحةٌ هي الثانية على عدّادِ جريمتِكم، والأشدُ سواداً في تاريخِكم الليلة ستتبادلونَ الأنخابَ على الدماءِ التي أَرقتُموها ذاتَ جريمةِ مرفأ لكنّ ضِحكةَ ألكساندرا نجار أصغرِ ضحاياكم ستَهُزُّ كراسيَكم ولو بعدَ حين.. والجديد لكم بالمرصاد أما أنتم جمهورُنا، فِضّةُ الأرضِ ومعدنُها.. “الهوا هواكم” من مَطلِعِ الشمس إلى انشقاقِ الفجر إلى تجدُّدِ الملتقى بعدَ عام.. بعد عامين وجيل لأعوامٍ إلى الوراء أَرستِ الجديد معادلةً سهلة “خللي عينك والباقي علينا” وهذا العام وعلى الرَغمِ من كلِ المصاعبِ والأزَمات، بقيتْ على الوعدِ والعهد وافتَتحت نهارَها بكم ومعَكم نَفّذت إعادةَ انتشارٍ لمراسليها ومُقدمي برامجِها بينَ الناس وفي كلِ المناطقِ والأحياء.. نَقلت وجعَهم.. بَلسمت جُزءاً من جراحِهم ومعاناتِهم وعَوَزِهم.. وأَدخلت ولو قليلاً من الفرح إلى قلوبِهم وبيوتِهم نهارُ الجديد لم ينتهِ بعد وساعاتُه موصولةٌ بليلِه.. و”الليل بعدو بأولو”..خلوا عينكن عالجديد.