تناولت صحف عربية احتجاز جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن سفينة ترفع العلم الإماراتي قرب ميناء الحديدة في البحر الأحمر.
وتفاوتت ردود فعل الكتّاب بين من وصف العملية بأنها “قرصنة” و “جريمة”، أو “صفعة يمانية للمعتدين”.
وتساءل آخرون عن التداعيات المحتملة لهذا العمل على صادرات النفط الهائلة التي تعبر المجرى الملاحي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب في طريقها إلى أوروبا والولايات المتحدة.
“موقف دولي رادع”
تحت عنوان “باحتجاز جماعة الحوثي سفينة إماراتية.. هل تتوسع حرب اليمن بحرا؟”، تقول “القدس العربي” اللندنية: “يبدو أن الصراع في اليمن انتقل الإثنين، وخلال عامه السابع، إلى مرحلة أكثر خطورة، بتوسعه من البر إلى البحر، بعد إعلان جماعة الحوثي احتجازها سفينة إماراتية، مقابل ميناء الحُديدة على ساحل البحر الأحمر غربي البلاد”.
وقال يوسف حمود، في “الخليج أونلاين” اللندنية، تحت عنوان “هل أصبح الحوثيون خطرا على المياه الدولية في البحر الأحمر؟” إن “ضمان أمن واستقرار الطرق البحرية يعد أمرا حاسما بالنسبة للاقتصاد العالمي، لكن إيران وعبر مليشيات الحوثي المسلحة باليمن عملت على تحدي الدول الأخرى؛ من خلال دعم الحوثيين في عمليات القرصنة التي يقومون بها تجاه السفن التجارية”.
وشدد الكاتب على أن الممرات البحرية الإقليمية “يُنقَل من خلالها 62 في المئة من كميات النفط العالمي، ما يعني أن إضرار الحوثي بالأمن الملاحي يشكل تحديا حقيقيا، خصوصا أن أهم مضايقه (باب المندب) أصبح محاطا بنزاع مستمر منذ 2015”.
كما تصف افتتاحية “الاتحاد” الإماراتية العملية بأنها “جريمة مشينة أخرى تنتهك المبادئ والاتفاقيات الدولية، وتؤكد خطر الميليشيات الإرهابية وتهديدها الحقيقي لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر”.
وتقول الصحيفة: “المطلوب موقف دولي رادع لمنع استمرار هذه الانتهاكات التي تضاف إلى قائمة طويلة من إرهاب المسيرات المفخخة والصواريخ البالستية”.
وتقول “البيان” الإماراتية في افتتاحيتها: “ميليشيا الحوثي تمعن في انتهاكها لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية، وحتى للمبادئ التي تحكم الحروب، حين تسطو بالقوة المسلّحة على سفينة شحن ترفع علم الإمارات، وتحمل على متنها معدات طبية لمستشفى يمني”.
وتضيف الصحيفة: “آن الأوان أن يقف المجتمع الدولي وقفة جادة في وجه هذه الميليشيا التي ترفض كل مبادرات السلام، وتمارس العدوان اليومي على الشعب اليمني، وتستهدف المدنيين في المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة المفخخة، وتستهدف الحركة الملاحية البحرية بالزوارق المفخخة وعمليات القرصنة”.
“التحكم في الملاحة في البحر الأحمر”
ويصف عبد الباري عطوان، في “رأي اليوم” اللندنية، احتجاز السفينة في مقال بعنوان “هل باتت الملاحة في البحر الأحمر تحت رحمة أنصار الله؟”، بأنه “تطور عسكري يُنبيء بأن العام الجديد 2022 سيكون حافلا بالتصعيد العسكري على جميع الجبهات في الحرب اليمنيّة”، مشددا أن هذا “التطور قد يكون بداية النهاية، لاتفاق هدنة سري غير مكتوب بين حكومتي صنعاء وأبوظبي، جنب الإمارات أي هجمات صاروخية حوثية طوال السنوات السبع الماضية”.
ويقول الكاتب: “امتلاك حركة أنصار الله الحوثية هذه الإمكانيات العسكرية التي تؤهلها للسيطرة على سفن في مياه البحر الأحمر، تطور خطير في الحرب اليمنية المستمرة منذ سبع سنوات، وهذا يعني أن وحداتها الخاصة المزودة بزوارق سريعة، وقدرات عالية على الرصد والمتابعة، يمكن أن تتحكم بالملاحة البحرية في البحر الأحمر، ومضائقه، خاصة باب المندب”.
كما يصف عبدالرحمن الأهنومي، في “أفق نيوز” اليمنية، العملية بأنها “صفعة يمانية للمعتدين” وأنها “أتت في إطار عمليات قواتنا المسلحة الدفاعية المشروعة في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي المستمر على الشعب اليمني منذ سبعة أعوام”.
ويضيف الكاتب: “الرسالة العسكرية كانت واضحة في أن القوات البحرية جاهزة ولديها القدرة على مواجهة أي تحرك وتصعيد لقوى العدوان وعلى خوض معركة فاصلة وأن اليد العليا في المياه الإقليمية وفي الجزر هي لرجالنا وقواتنا”.
ويسخر صلاح السقلدي، في “الخبر اليمني”، من تعليق المتحدث الرسمي لقوات التحالف العربي في اليمن بشأن السفينة المحتجزة قائلا: “كان مبررا يدعو للشفقة وليس فقط للسخرية…”.
ويختتم الكاتب بالقول “الخلاصة: إن كان هذا التحالف سيهزم بهذه الحرب فبسبب كمية الغباء التي يُـثقّـلُ رأسه وبسبب رخاوة شركائه المحليين وضحالة تفكيرهم، وليس بسبب قوة الحوثيين ودهائهم”.
ر وكتائب طرابلس لخلق مشهد جديد.. فما حقيقة التحركات العسكرية بالعاصمة الليبية؟