الرئيس عون: حريصون على علاقات لبنان العربية والدولية لاسيما مع دول الخليج وفي مقدمتها السعودية
على ارتفاع تجاوز الثلاثين ألف ليرة عن سطح السوق السوداء حلق الدولار فلحقت به المحروقات ومتفرعاتها من مستلزمات البقاء على قيد الحياة ولا يجاري الدولار في سرعة تقلباته سوى كورونا ومتحوراتها مع ولادة شقيق آخر ل”غاما” و”بيتا” و”أوميكرون” ينضم المتحور الجديد الذي لم يسم بعد إلى عائلة الفيروس. لبنان اليوم سجل رقما صادما على عداد الإصابات تخطى خمسة آلاف ومصيبته مضاعفة فكل العالم يخوض حربا على فيروس واحد فيما البلد المنهار يحارب على غير جبهة فيروسات من بطانة نفايات سياسية تدار من عصابة تجار فجار في مرحلة عنوانها المسرح المتنقل كل يؤدي دوره على خشبته بشد عصب التجييش وبحشد الغرائز الطائفية وشحذ الأسلحة المذهبية لزوم الفترة الفاصلة عن استحقاق الانتخابات أما ما بعد الانتخابات إن حصلت فنهاية المسرحيات الممجوجة والملعوب بها تكتب خواتيمها بالتسويات و”تبويس اللحى” وما على الناس من غير المحسوبين على الضالين سوى التقاط الفرصة التاريخية في التغيير والتوحد في حلف واحد في مواجهة أحلاف السلطة. ما جرى في الساعات القليلة الماضية deja vu قبل انتخابات ألفين وثمانية عشر بين باسيل وبري وشعار البلطجي و”تكسير الراس” وما تلاه من غزوة أمل لميرنا الشالوحي وانتهت المسرحية بوصف باسيل بري بدينامو الحوار وعليه فإن حرب أمل التيار التي استعرت تهديدا بالمحاكم العلنية ستنتهي بأحكام صورية عن محاكم عرفية يرأسها قاضي قضاة كل فريق من غادة عون إلى علي ابراهيم ولكم أن تتخيلوا نصوص الأحكام أما أخطر فصول تلك المسرحيات ففي إحياء اللامركزية الإدارية المنصوص عليها في الدستور وتفخيخها باللامركزية المالية كورقة جديدة ألقى بها رئيس الجمهورية من بين أوراقه التي يلعبها تحت شعار حماية حقوق المسيحيين وهو في الواقع يصور الآخرين في الوطن على قاعدة “ما لنا لنا وحدنا وما للمسيحيين لنا ولهم” وهذا الطرح أخطر من الفدرلة وأبعد من التقسيم وطرح اللامركزية الإدارية يتطلب دولة قوية تحمي الجميع وتمنع كل محاولات التقسيم والفدرلة لا دولة منهارة كلبنان رفعت متاريسها في الداخل وقطع بعض أطرافها كل دروب التواصل مع الخارج فكلما تقدم لبنان خطوة على طريق تذليل العقبات أمام عودة العلاقات اللبنانية العربية والخليجية أعادته بعض الأحداث والمواقف خطوات إلى الوراء والحكومة التي دخلت مئة يوم من العزلة لا تلوي على لم شملها بغياب أحد مكوناتها ورئيسها لا يملك سوى الدعاء والنأي بالنفس عن الخلافات العربية وعدم الإساءة إلى علاقات لبنان بالدول العربية ولاسيما المملكة العربية السعودية وميقاتي مجبر لا بطل في أن يصدر موقفا بأن ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بحق المملكة لا يمثل موقف الحكومة والشريحة الأوسع بين اللبنانيين وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية والحزب رأى في موقف ميقاتي تملقا وتخليا عن مسؤوليته والحزب نفسه عطل الحكومة مع حليفه ووضعها بين نارين جنبلاط اختصر المشهد بالقول ماذا تريد إيران من لبنان ومن المنطقة؟ وفي الحصيلة لبنان “طالب القرب” والخليجيون رموا الطلاق.