تشير الأبحاث إلى أن العنصر النشط في الفطر السحري يمكن أن يساعد في علاج اضطرابات الصحة العقلية بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، حسب ما ذكرته صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.
وأفاد العلماء بأن الجرعات الصغيرة من عقار السيلوسيبين المخدر الموجود في الفطر «السحري» ليست جيدة في تخفيف الاضطرابات المقاومة للعلاج فحسب، بل أيضاً تخلو من أي آثار جانبية قصيرة أو طويلة المدى لدى الأشخاص الأصحاء.
ووجد الباحثون في دراسة أجراها «معهد الطب النفسي وعلم النفس وعلم الأعصاب» أنه يمكن إعطاء الدواء بأمان بجرعات 10 مجم أو 25 مجم لما يصل إلى ستة مرضى. ويعد التقرير الذي صدر بالشراكة مع معهد «كومباس باثوايز»، خطوة أولى أساسية للخبراء لإثبات سلامة وجدوى عقار «psilocybin» كعلاج جنباً إلى جنب مع العلاجات الحديثة لعدد من الحالات بما في ذلك الاكتئاب المقاوم للعلاج واضطراب ما بعد الصدمة. ويعتبر هذا العقار الدواء الأول الذي يتنافس مع العلاجات التقليدية وغير الفعالة في كثير من الأحيان في السوق. وأشادت الأبحاث المبكرة بالفطر كعلاج واعد، لكن لم يتم إجراء أي تجارب بشرية عليه حتى الآن، وتعتبر أول تجربة من نوعها للتحقيق بدقة في سحر الفطر.
تم استخدام عينة من 89 مشاركاً لم يستخدموا السيلوسيبين طيلة العام الماضي للمشاركة في التجربة، ثم جرى اختيار 60 شخصاً بشكل عشوائي لتلقي 10 ملغ أو 25 ملغ من الدواء في بيئة معملية خاضعة للرقابة، وتلقى المرضى دعماً فردياً من معالجين نفسيين مدربين بعد تناول الجرعات. وتم إعطاء دواء وهمي للمشاركين الـ29 المتبقين الذين لعبوا دور المجموعة الضابطة كما تم منحهم الدعم النفسي. وخضع المشاركين للرقابة عن كثب لمدة ست إلى ثماني ساعات ثم جرت متابعتهم طيلة 12 أسبوعاً.
خلال هذا الوقت، تم تقييمهم لتتبع عدد التغييرات المحتملة، بما في ذلك الانتباه المستمر والذاكرة والتخطيط، بالإضافة إلى قدرتهم على معالجة المشاعر. وبحسب الدكتور جيمس روكر، العالم الإكلينيكي بالمعهد الوطني للبحوث الصحية، المؤلف الرئيسي للدراسة، فإن «هذه الدراسة الدقيقة تعتبر أول دليل مهم على أن الإدارة المتزامنة للسيلوسيبين يمكن استكشافها بشكل أكبر». إذا فكرنا في كيفية تقديم العلاج بالسيلوسيبين (إذا تمت الموافقة عليه) في المستقبل، فمن المهم إثبات جدوى وسلامة إعطائه لأكثر من شخص واحد في الوقت نفسه، حتى نتمكن من التفكير في كيفية توسيع نطاق العلاج.