الصحف البريطانية تتناول الاحتجاجات المستجدة في كازاخستان، وقضية الأطفال المهاجرين إلى إيطاليا، إضافة إلى تأثير احتجاز نوفاك جوكوفيتش في أستراليا على مسيرته.
ونبدأ بافتتاحية في صحيفة الغارديان حول الاضطرابات في كازاخستان تقول إن “الخطر قادم”.
وتعتبر الصحيفة أن الأزمة في كازاخستان “قد تبدو قريبا أسوأ بكثير”، وتشير إلى أن رئيس البلاد قاسم جومارت توكاييف “لا يظهر أي مؤشر على معالجة المطالب الأكثر جوهرية للإصلاح السياسي”، رغم إقالته رئيس مجلس الأمن واستبدال حكومته بإدارة مؤقتة.
وتضيف، “عدم وجود قادة للاحتجاج الذين قد يقبلون التفاوض هو النتيجة الحتمية لعدم تسامح النظام مع المعارضة. توقاييف، دون تقديم أدلة، يلقي باللوم على عصابات إرهابية مدربة في الخارج، في محاولة لتبرير رد فعله العقابي. لكن في حين أن القوة قد تسحق الاحتجاجات، لا أإنها ستضخم الغضب الكامن”.
وترى الصحيفة أن “دعوة منظمة معاهدة الأمن الجماعي هي خطوة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص، ربما تشير إلى أن توكاييف اهتز من التقارير التي تفيد بأن أفراد الأمن ينتقلون إلى جانب المتظاهرين، أو أنه قلق بشأن أجزاء أخرى من النخبة. بالإضافة إلى الاعتراف ضمنيا بضعفه، ومن المرجح أن يؤدي طلب مساعدة موسكو إلى تنفير الكثيرين في بلد يفتخر بسياسته الخارجية متعددة الاتجاهات”.
وتضيف “لم يتدخل تحالف دول ما بعد الاتحاد السوفيتي في أزمة من قبل، لكن روسيا (مثل جارة كازاخستان القوية الأخرى الصين) تريد الاستقرار على حدودها ولا تريد احتجاجات الشوارع للإطاحة بحكومة أخرى في المنطقة”.
وتختم الصحيفة “الغرب له تأثير محدود، لكنه لا يخلو من النفوذ. يتم حجز مبالغ كبيرة من الأموال الكازاخستانية في لندن، حيث “يمكّن مقدمو الخدمات البريطانيون النخب، في فترة ما بعد الاتحاد السوفيتي من غسل أموالهم وسمعتهم”، وفقا لتقرير لاذع لمؤسسة تشاتام هاوس الشهر الماضي، وطالب نشطاء بالتحرك، تزامنا مع فرار الأثرياء وذوي الصلات الجيدة، ويجب على وكالات إنفاذ القانون والمؤسسات المالية ومقدمي الخدمات أن يراقبوا بعناية وأن يبلغوا عن الأصول ويجمدوها ويحتجزوها حسب الاقتضاء. كما يجب على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا أن يبذلوا قصارى جهدههم لحث القيادة الكازاخستانية على احترام حقوق المحتجين”.
أطفال مهاجرون بلا ذويهم
وننتقل إلى تقرير لفيليب ويلان في التايمز بعنوان “ما العمل مع الأطفال المهاجرين الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا”؟
ويقول الكاتب إنه “لا يمكن رفض الأطفال الذين يصلون إلى إيطاليا بمفردهم على الحدود ولا إعادتهم إلى بلدهم الأصلي. وينص قانون صدر عام 2017 على أنه يجب تحديدهم بشكل صحيح وإيوائهم. كما ستساعد الحكومة في العودة الطوعية إلى الوطن إذا نجحت السلطات في تعقب الأسرة”.
ويقر إنريكو كوستا، رئيس جمعية خيرية كاثوليكية في جنوة تدير أربعة مراكز استقبال، بأن جنوة “واجهت مشاكل في استيعاب ودمج أصغر المهاجرين. وكان البعض فريسة سهلة للمجرمين الذين استخدموهم في الجرائم البسيطة والاتجار بالمخدرات، مستغلين الإفلات القانوني من العقاب للأطفال دون سن 14 عاما”.
لكن الكاتب يلفت إلى أن “التدريب اللغوي والمهارات المهنية أمران حيويان إذا ما اندمج القصر في المجتمع الإيطالي، مما يوفر في النهاية جزءا من القوة العاملة لبلد يتناقص فيه عدد السكان”.
ويرى الكاتب أن “مشكلة ما يجب فعله مع الأطفال غير المصحوبين بذويهم تتزايد مع كل وافد جديد. ففي العام الماضي، وصل 67 ألف مهاجر إلى الشواطئ الإيطالية، منهم 9478 حدثا يسافرون بمفردهم، وهو ضعف العام السابق”.
وينقل الكاتب عن إعجاز أحمد، الذي ساعد العديد من القاصرين غير المصحوبين بذويهم في تعاملاتهم مع السلطات الإيطالية، قوله إن “تكلفة رحلة الطفل إلى أوروبا هي نفسها بالنسبة للبالغين: ما بين 6000 جنيه إسترليني و12000 جنيه إسترليني للرحلة من باكستان، على سبيل المثال، وقد تستغرق ما يصل إلى عامين”.
ويوضح الكاتب “لقد أزاح كوفيد – 19 الهجرة من الصفحات الأولى للصحف وغيّر التصورات العامة. ووجدت دراسة نشرتها مؤخرا منظمة كارتا دي روما، وهي منظمة تراقب تغطية الهجرة في وسائل الإعلام الإيطالية، أنها كانت أولوية بالنسبة لـ 6% فقط من السكان”.
جوكوفيتش مسيرة ملحمية.. ولكن
ونختم مع التايمز أيضا، ومقال رأي لجيمس غيربرانت عن الأزمة الأخيرة التي يمر بها لاعب التنس نوفاك جوكوفيتش، الذي يقبع في حجز للمهاجرين بعد رفض دخوله أستراليا للمشاركة في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، بعد أن منح إعفاءا طبيا للمشاركة في البطولة في ميلبورن.
ويقول الكاتب إن “جوكوفيتش، اللاعب رقم 1 في العالم وربما أعظم رجل لعب التنس في التاريخ، يقاتل من أجل تجنب الترحيل من أستراليا والحرمان من البطولة، التي قد تكرس عظمته، إذا نجح استئنافه وسمح له بالمنافسة، فقد يفوز بلقب رئيسي تاريخي رقم 21. لكن مهما حدث، فإنه يبدو أيضا كشخصية متراجعة، شخص تآكل إرثه الآن بشكل لا رجوع فيه”.
ويضيف، “أمضى جوكوفيتش العام الماضي مسرعا نحو المجد. كان الإمساك بألقاب روجر فيديرر و(رافاييل) نادال من البطولات الأربع الكبرى بمثابة السعي الملحمي في مسيرته. في البداية بدا الأمر مستحيلا.، لكن ببطء، يبدو أنه لا مفر منه. لقد فاز بثلاث من البطولات الأربع الماضية في البطولات الأربع الكبرى، وفي ويمبلدون وصل إلى مستوى منافسيه الكبار. ومن خلال الفوز في ميلبورن، سيتوج بأحد أهم الإنجازات الرياضية على الإطلاق”.
ويضيف الكاتب “مع ذلك، أظهر جوكوفيتش تجاهلا متهورا للعلم. في ذروة الوباء، نظم بطولة استعراضية تجنبت التباعد الاجتماعي وتسببت بإصابة العديد من اللاعبين وزوجاتهم ومدربيهم. لقد سافر إلى أستراليا، وهي دولة عانت من عمليات الإغلاق، وأبرز صراحة الإعفاء من اللقاح، وأشعل حادثا دبلوماسيا دوليا وعرّض نفسه للغضب والازدراء والسخرية”.
ويشير الكاتب إلى أنه “من الممكن أن نتعاطف مع جوكوفيتش. أنا شخصيا، وأنا أعلم أن هذا موقف أقلية، لطالما أحببته بشكل غريزي. لقد كان لديه نصيبه من الانفعالات القوية في الملعب، لكنه بشكل عام كان بطلا محترما، ومتواضعا في الانتصار والهزيمة”.
ويختم “لفترة طويلة، كان من المحتم أن يتفوق جوكوفيتش عليهما (فيديرر ونادال). الآن ننتظر لنرى ما إذا كان تحديه لقواعد أكثر عمقا سيؤدي في النهاية إلى ترسيخ ملحمته إلى الأبد”.