مع افتتاح باب الترشح رسميا للانتخابات النيابية لم يترشح أحد واقتصرت الزيارات لوزارة الداخلية على هدف المعاينة المكيانيكية للانتخاب ورسوم التسجيل والمستندات المطلوبة والأوراق الثبوتية لم يغامر أي مرشح قفزا بالمظلة الانتخابية وذلك في انتظار وضوح الرؤية ووضع كمامة التحالفات التي قد تجمع ما لا يركب على قوس قزح فكما مقامرة كازينو لبنان وتحالفاتها المركبة لا شيء يمنع من التحالف “لصقا” وإتمام شراكة الضرورة في الانتخابات، ولم الشامي في أمل على المغربي من التيار وربما تصيب العدوى بقية الأحزاب والتيارات وبديلا من الترشح كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يتحصن بالرشح ويبعد بالمسافة عن قصر الحوار منعا لتعميم الزكام وحرصا على سلامة رئيس البلاد وبشهادة طبية سيغيب جنبلاط عن زيارة بعبدا التي لم تتبلغ لتاريخه إلغاء الموعد وبقواها الحوارية الكاملة شرعت دوائر القصر في ترتيب الحوار الفاقد للميثاقية بغياب النصف الثاني من المسيحيين والسنة وطائفة الموحدين الدروز وإذا كان المكون الشيعي الواحد قد عطل مجلس الوزراء بذريعة الميثاقية فكيف بمقاطعة ثلاث طوائف؟ لكن الحوار يأتي فاقدا لشرعيته ويحمل في الدعوة إليه “ارتيابا مشروعا” إذ إن صاحب المبادرة هو الخصم والحكم وطاولته شكلا يعتريها تضارب مصالح فرئيس الجمهورية يعد طرفا في النزاع ولا يمكن اعتباره “شيخ صلح” أو النظر إليه كناشط مدني واليوم كرر عون عناوين الحوار الملغمة بألف خلاف وخلاف لكنه وضع الآمال في أن يتخطى هذا الحوار الخلافات السياسية التي وصفها “بالبسيطة” وبكل بساطة فإن الملفات المطلوب التحاور في شأنها تختصر بالإستراتيجية الدفاعية وسلاحها وخطة التعافي الاقتصادي وتوزيع الخسائر واستعادة الأموال المنهوبة وطرح اللامركزية الموسعة الإدارية والمالية “وذاتس ات” لا أكثر ولا أقل بينما الملفات غير البسيطة تفتح غدا على ارتفاع جديد في أسعار المحروقات وعلى أزمة أفران مع مسار دولار بدأ رحلة الأربعين ألف ميل مسجلا هذا المساء قفزة نوعية والعلاوة المستجدة كانت مع أزمة “تجميد المراسيم” المتعلقة برواتب المتعاقدين والأجراء والمياومين وغيرهم التي اتهمت بعبدا بتجميدها وحيالها أوضح مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية أن السبب هو عدم انعقاد مجلس الوزراء ومن المتعذر إصدار موافقات استثنائية في ظل حكومة لا هي غير مستقيلة ولا هي في مرحلة تصريف الاعمال، والحل المناسب هو في انعقاد المجلس لكن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي آثر اليوم “شم النسيم” في الشتاء وقصد شرم الشيخ المصرية للمشاركة في منتدى شباب العالم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ويا ليت الشباب السياسي يعود يوما الى لبنان بتوافق قوى شبابية مدنية معارضة على فرض التغيير كما يجري ترسيخه تباعا من نقابة إلى أختها ومن جامعة إلى جامعة فبعد النصر الطالبي في الجامعات والفوز الكاسح في نقابات المهن الحرة، جاءت نتائج نقابة أطباء الأسنان بالأمس “لتقلع الأضراس الحزبية المسوسة” من رأس النقابة التي فاز بها الدكتور رونالد يونس بمنصب النقيب عن لائحة “مستقلون منتفضون” وبفرق كبير عن منافسيه من مرشحي لوائح الأحزاب هو الأمل بالتغيير إذا ما تجمعت تحت جسره قوى مدنية مستقلة خارجة عن “الوجبة السياسية” التي أصبحت مؤهلة للقبع، ولم يعد ينفع معها “زرع أسنان” الحوار.