تسعى تونس إلى فك العقدة البوركينابية في الدور ربع النهائي لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم، عندما تلاقي منتخب “الخيول” السبت على ملعب “رومدي أدجيا” في غاروا، فيما تطمح الكاميرون إلى إنهاء مغامرة غامبيا على ملعب “جابوما” في دوالا في النسخة الثالثة والثلاثين وبلوغ دور الأربعة.
“نسور قرطاج”
وتمني تونس النفس في أن تكون الثالثة ثابتة عندما تواجه بوركينا فاسو في الدور ربع النهائي بعدما خرجت على يدها في نسختي 1998 على أرض الأخيرة 7-8 بركلات الترجيح بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي، و2017 في الغابون بثنائية نظيفة.
وتأمل تونس، الساعية إلى اللقب الثاني في تاريخها بعد الأول على ارضها عام 2004، في تأكيد عرضها الرائع في ثمن النهائي عندما أطاحت بنيجيريا، الوحيدة صاحبة العلامة الكاملة في الدور الاول، بفوزها عليها 1-صفر، وتحقيق انتصارها الأول على بوركينا فاسو في خمس مواجهات رسمية (التقيا في التصفيات المؤهلة لمونديال 2010 وفازت الخيول 2-1 في رادس وتعادلا سلبا في واغادوغو).
وجاء فوز منتخب “نسور قرطاج” رغم معاناته من إصابات عدة في صفوفه بفيروس كورونا كان لها تأثير واضح على نتائجه في الدور الاول حيث تأهل كأحد أفضل أربعة منتخبات في المركز الثالث، بفوز واحد كان على حساب موريتانيا، مقابل خسارتين على يد مالي وغامبيا.
“النقد يقوينا”
وتعرضت تونس ومدربها الكبير الى انتقادات كبيرة خاصة عقب الخسارة امام غامبيا صفر-1 في الجولة الاخيرة من دور المجموعات، لكن صانع ألعابها ومسجل هدف الفوز في مرمى نيجيريا يوسف المساكني، قال “قمنا بالرد داخل المستطيل الأخضر، إن شاء الله سنذهب بعيدًا في البطولة الإفريقية”.
وشدد “لا نبخل على منتخب بلادنا بنقطة عرق، نقدم ما بوسعنا لإسعاد الشعب التونسي، نحمل على عاتقنا مسؤولية ضخمة”، مشيرا إلى أن “النقد يقوينا، نحرص على الذهاب بعيدًا في البطولة، نحتاج لدعم الجمهور التونسي. وعدنا المدرب منذر الكبير، بعد إصابته بكورونا، بالتأهل الى ربع النهائي، وأنجزنا المهمة بنجاح”.
وتستعيد تونس خدمات مدربها الكبير الذي غاب عن مواجهة نيجيريا بسبب إصابته بفيروس “كوفيد-19” والمدافع علي معلول الى جانب قائدها وهبي الخزري الذي دخل بديلا امام نيجيريا بعد شفائه للتو من الفيروس.
لكن مهمة تونس في بلوغ نصف النهائي الثاني تواليا، لن تكون سهلة أمام بوركينا فاسو التي أحرجت الكاميرون المضيفة في المباراة الافتتاحية وخسرت امامها بصعوبة 1-2 بعدما تقدمت عليها بهدف نظيف، وأطاحت بالغابون من ثمن النهائي بركلات الترجيح 7-6 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي.
الخيول
وتعول بوركينا فاسو بقيادة مدربها المحلي أيضا كامو مالو، على نجمها جناح أستون فيلا الانكليزي برتران تراوريه في سعيها الى بلوغ نصف النهائي للمرة الثالثة في تاريخها بعد 1998 على ارضها عندما حلت رابعة و2017 عندما حلت وصيفة.
وتطمح الكاميرون المضيفة الى وقف مغامرة غامبيا عندما تلاقيها على ملعب “جابوما” في دوالا.
وهي المباراة الأخيرة على ملعب دوالا الذي واجه انتقادات كثيرة من العديد من المنتخبات بسبب عشبه السيء، فما كان من الاتحاد القاري سوى نقل المباراتين الاخيرتين اللتين كانتا مقررتين على ارضيته (واحدة في ربع النهائي +السنغال وغينيا الاستوائية+ وأخرى في نصف النهائي) الى ملعب “أحمدو أهيدجو” في ياوندي.
وتعول الكاميرون الساعية الى اللقب السادس في تاريخها على عاملي الارض والجمهور وقوتها الهجومية الضاربة لبلوغ دور الاربعة للمرة العاشرة في تاريخه.
الكاميرون.. أفضل خط هجوم
وتملك الكاميرون أفضل خط هجوم في البطولة حتى الآن برصيد تسعة أهداف يتقاسمها قائدها مهاجم النصر السعودي فانسان أبو بكر متصدر لائحة الهدافين برصيد ستة أهداف ومهاجم ليون الفرنسي كارل توكو إيكامبي صاحب ثلاثة اهداف.
ورغم بلوغها الدور ربع النهائي، لم تقدم الكاميرون عروضا مقنعة تشفع لها بالتتويج باللقب، فهي تخلفت مرتين في دور المجموعات امام بوركينا فاسو 2-1 وإثيوبيا 4-2، قبل أن تسقط في فخ التعادل امام الرأس الاخضر.
كما أنها عانت الامرين لتخطي عقبة جزر القمر 2-1 في ثمن النهائي، علما بأن المنتخب العربي خاض المباراة من دون حارس مرمى لإصابة حارسين بفيروس كورونا والثالث بإصابة في الكتف.
وتدرك الكاميرون جيدا صعوبة مهمتها امام غامبيا التي دخلت التاريخ في مشاركتها الاولى في العرس القاري ببلوغها ثمن النهائي.
“هؤلاء هم أبطالي”
وحجزت غامبيا بقيادة مدربها البلجيكي توم سانتفيت بطاقتها الى ثمن النهائي عن جدارة خصوصا وأنها أنهت الدور الأول دون خسارة وبفوزين أبرزهما على تونس 1-صفر في الجولة الأخيرة، ثم تغلبت على غينيا بالنتيجة ذاتها في ثمن النهائي.
وأثنى سانتفيت على لاعبيه عقب التأهل إلى ثمن النهائي، قائلاً “هؤلاء هم أبطالي”.
وأضاف عندما سُئل عن سرّ غامبيا “إنه منتخب، ليس أفراداً، ولكنه منتخب يلعب كمجموعة، مع حلم ومع استراتيجية. كل لاعب منضبط للغاية ويفعل كل شيء لتحقيق ذلك”.
ولم تذق غامبيا طعم الخسارة في مبارياتها الأربع الاولى (3 انتصارات وتعادل)، وباتت ثاني منتخب في القرن الحادي والعشرين لا يخسر أي مباراة في أربعة لقاءات يخوضها في مشاركته الاولى في المسابقة، بعد مدغشقر عام 2019 (فوزان وتعادلان).