عند الضريح .. قرأت الفاتحة عن روح الترشيح وتغمد الله الانتخابات فسيح جناته
تلا سعد الحريري ايات بينات على اعتاب جامع محمد الامين ..كسر الريبة الامنية التي جمدت عودة شقيقه الاكبر فأختلط بين
الحشود التي جاءته للبيعة الشعبية .. أمن حواصل بيروت لكنه غادرها الى مقر اقامته في الامارات تاركا مظروفا ازرق للمرشحين
.والرسالة التي اصدرها تيار المستقبل عقب المغادرة افتت بحرمة الترشيح تحت الدمغة الزرقاء ..وبحرية الخيار من دون بطاقة
انتساب .وقد اعاد الحريري تكرار مواقفه في لقائه مع الصحافيين وهو قال انه اصبح اليوم مواطنا عاديا ” لا يفقه السياسة” ولا يريد
لجماعته ان ينغمسوا بوحول المرحلة .
وهذه الوحول وفق مطلعين على راي زعيم المستقبل قد تأخذ اشكالا وطرقا متعددة وبينها الاستسلام لوصاية ايرانية كاملة بعد التسوية
النووية او المواجهة التي قد تفرضها مندرجات المبادرة الكويتية الخليجية ويضاف الى هذه الاسباب ان الحريري ليس مستعدا لمقارعة
بيوت مال انتخابية كبيرة ستضخ في العملية الانتخابية وهو الذي اصبح ” على باب الله ” بالمعنى غير المجازي للكلمة .
وعلى الذكرى السابعة عشرة لرحيل الوالد اغلق الحريري صفحات ولم يطوها مقررا المراقبة من المحيط الى الخليج.. لبلد يتمتع
مسؤولوه بمراحل الانهيار .
لكن الاخطر من السقوط بأيدينا ..كان اسقاطنا من اعماق البحار وثرواتها بما يعادل الخيانة الوطنية على حد ترسيم لفظي وضعه
رئيس الوفد اللبناني المفاوض العميد الركن بسام ياسين
فالى قناة الجديد وصل عميد التفاوض مزودا بوثائقه واواق الوفد وخرائط المفاوضات الطويلة التي تثبت حق لبنان بالخط 29 كنقطة
تفاوض وبتوجيه من الرئيس ميشال عون وليس بنزولنا الى ما دون الخط ثلاثة وعشرين الذي لا يستند الى اي اسس قانونية ورسم
غوغائيا وغير موجود بالنسبة للبنان وقال : نحن اليوم تنازلنا واسرائيل حققت اهدافها بضربة واحدة
واعاد ياسين تكرار منشوره من ان كل الاشياء تباع وتشترى بنفس العملة الا الوطن فهو يشترى بالدم ويباع بالخيانة وما اكثرهم في
يومنا هذا..
فمن هم الذين قصدهم رئيس وفد التفاوض ؟
وبالاحرف الاولى هم الرؤساء ميشال عون نبيه بري ونجيب ميقاتي مع بعض المساعدين وفقهاء الترسيم وسط سكوت مريب من حزب
الله لكن رئيس الجمهورية يتحمل دستوريا المسؤولية لكونه تعهد اليه الية توقيع الاتفاقيات والمعاهدات الدولية
فكيف تخلى رئيس البلاد عن خط يرسم 1430 كيلومترا واستبداله بالخط ما دون ال 860؟
كيف حرر ميشال عون حقل كاريش واهداه لاسرائيل كرؤساء يهدون جزرا .. وترك لبنان مناضلا في حقل قانا دون الحصول عليه
كاملا؟
وإذا كان الرئيس عون قد استند الى دراسات اجرتها غرفه السياسية فليطلع الراي العام عليها لكي نهزم بها غرفا عسكرية وتقنية
وخبراء التفاوض واصحاب الحجة في الخرائط .
قد تسعى اسرائيل نحو اطماعها ومصالحها ..وسوف يجاريها الاميركيون بمساعيها تأمينا لحقول نفطية اكثر عمقا واتساعا لكن ماذا عن
حقولنا وموقعنا التفاوضي ومرسومنا الذي احتجزناه في ادراج بعبدا؟ من باع ثروة لبنان ولقاء ماذا ؟
مئة الف سؤال دون جواب وبلا نفي من دوائر القصر التي اعتادت بيانات الضد عند كل خبرية اعلامية .. فلماذا لم يخرج الرئيس
ليواجه رئيس التفاوض؟ وليكذبه ويرمي عليه الحجة ..وطالما ان ذلك لم يحصل فإن الرئاسة الاولى بمعاونة الثانية والثالثة متهمون امام
الراي العام بالخيانة العظمى .
وبالثلاثة .. ابتدع الرؤساء خدمة الخلاف على التعيينات لالهاء الناس بتفاصيل لا ترقى الى مستوى اهدار الثروة النفطية ..
صاغوا لنا حقلا وخط تفاوض وهمي داخلي لابقاء النزاع محصورا بقضايا داخلية
وهم على استعداد لاستكمال المعركة غدا في مجلس الوزراء .. لكنهم في حفر الباطن متفقون على كلمة سر واحدة خسفت الارض
والبحر معا
وانتزعت مئات الكيلومترات من الحق الطبيعي في النفط والغاز .
واليوم خرج عميد بسام الى الكلام المباح .. فهل من يحقق ؟ اما قارعوه مع وفده ببراهينكم او فلتفتح دفاتر الحساب ويبدأ التنقيب عن
بائعي الثروات اولا .. قبل رفعها من عمق البحر .