خريطة جينية تكشف أمراض السرطان مبكراً
وفي الدراسة المنشورة في مجلة «نتشر»، قال الباحثون في «هيئة تحليل الجينوم لأنواع السرطان كافة»، إن السرطان أشبه بلوحة للغز مستغلق، لا تزال 99 في المائة من أجزائها مفقودة حتى الآن. وكان العلماء يعتمدون حتى الآن على ما يعرفونه عن 1 في المائة من التعليمات الجينية التي تقود إلى تكوين بروتينات الجسم، أي أن 99 في المائة من الجينوم لم تكن معلومة، وهو الأمر الذي جعل عمليات علاج السرطان مستعصية لدى ثلث المصابين؛ لأن من المستحيل رصد الخلايا التي تحولت إلى سرطانية.
وبعد دراسات استغرقت أكثر من عقد من السنين نجح العلماء من 37 دولة في فهم عمل نسبة الـ99 في المائة. ووصفوا عملهم في 22 دراسة نشرت في المجلات العلمية شرحت كيفية تكون أورام السرطان نتيجة آلاف من التوليفات بين الطفرات الوراثية.
ووجد العلماء أن الورم السرطاني لدى الإنسان يحتوي على 5 طفرات أساسية تقوم بدفع الخلايا السليمة للتحول إلى سرطانية، وهذا ما سيسهل تطوير علاجات لها. إلا أن 5 في المائة من أنواع السرطان ليس لها مثل هذه الطفرات الدافعة، وهو الأمر الذي يستوجب إجراء دراسات لاحقة.
كما نجح العلماء في تحديد تاريخ ظهور أي طفرة، أي أنهم تمكنوا من رصد أوائل ظهور بوادر السرطان. وأظهرت النتائج أن خمس الحالات ظهرت بوادرها قبل سنوات، بل قبل عقد من السنين، قبل ظهور الورم السرطاني. وأضافوا أن طفرة يمكن أن تحدث في الطفولة؛ ولهذا يمكن فحص الأطفال بحثاً عن طفرات جينية لمنع إصابتهم بالسرطان.
وقال الدكتور بيتر فان لو، الباحث في معهد فرانسيس كريك البريطاني: «لقد طورنا أول خط زمني لظهور الطفرات الجينية عبر كل الطيف الحاوي أنواع السرطان». وأضاف أن «الكشف عن هذه الأنساق يعني أن بإمكاننا الآن تطوير اختبارات للتشخيص ترصد علامات السرطان مبكراً».
الحمض النووي يحسم أصل مادة العنبر المستخدمة في العطور
والعنبر هو عبارة عن كتلة من المواد التي توجد في كثير من الأحيان على الشواطئ، وبسبب ندرتها، فهي ذات قيمة كبيرة، وقد تم تدريب الكلاب وحتى الجِمال على استخدام حواسهم القوية في الشم للعثور عليها.
وعلى مر التاريخ البشري، تم تقدير العنبر الذي يستخدم في تحضير وتصنيع أفضل وأغلى أنواع العطور، واستندت رواية أن مصدره الحيتان إلى شهادات لصائدي الحيتان قالوا إنهم وجدوا عينات منه في أحشاء الحوت، لكن لم يكن هذا الأمر مثبتاً علمياً.
وخلال دراسة نُشرت أول من أمس، في دورية «بيولوجيكال ليترز»، تم العثور على أمثلة من العنبر في النهاية الخلفية لحيتان العنبر، مما يشير إلى أنه قد يكون برازاً مكثفاً، واستخدم الباحثون تسلسل الحمض النووي لاختبار ما إذا كان العنبر الموجود على الشواطئ هو نفس المادة الموجودة في حيتان العنبر.
ويقول تقرير نشرته شبكة (Science X Network) بالتزامن مع نشر الدراسة، إن هذا العمل تضمن الحصول على عينات صغيرة من كتل العنبر الموجودة على الشواطئ في نيوزيلندا وسريلانكا وإجراء تسلسل الحمض النووي، ثم قارن الباحثون النتائج التي توصلوا إليها مع تسلسل الحمض النووي للمواد التي عُثر عليها داخل حيتان العنبر.