طائرات حربية اسرائيلية تحلق على علو منخفض فوق مناطق بيروت وجبل لبنان
\كانت “حسّان” وعادت سالمة.. فكيف لو دَخلَ عليها اسمُ العائلة من آل اللقيس ذوي الهندساتِ اللوجستية التي ارتبطَت كُنيتُها بتطويرِ الطائراتِ المسيّرة والتنكولوجيا العسكرية وحسّان اللقيس الذي اغتالته إسرائيل قبلَ تسعةِ أعوام.. عادَ إلى الجليل اليوم على جَناحِ مسيّرة إذ أعلنتِ المقاومةُ الإسلامية أن “حسّان” دَخلتِ الأراضيَ المحتلة وجالت في المِنطقةِ المستهدَفة مدةَ أربعينَ دقيقة في مَهمةٍ استطلاعيّةٍ امتدّت على طولِ سبعين كيلومتراً وعلى الرغمِ من كلِ محاولاتِ العدوِ المتعددة والمتتالية لإسقاطِها عادتِ الطائرةُ سالمةً بعدما نفّذتِ المَهمةَ المطلوبة بنجاح ولمّا نقّبتِ القُبةُ الحديدية وأاجهزةُ إسرائيل الاستطلاعية عن هذه الطائرة ولم تَجِدْها، فقد أَوفدت طائرتين حربيتين إلى العاصمة بيروت خرقتا الأجواءَ اللبنانية على علوٍ منخفضٍ جداً واقتربتا من الأبنية، ونفّذتا تحليقاً جنونياً أحدثَ أصواتاً مرعبة سُمعت في بيروت وضواحيها فَشِلت اسرائيل وقُبتُها البلاستكية وجنرالاتُها في مطاردةِ طائرةٍ صغيرةِ الحجم مَكثت بينَ ربوعِها أربعينَ دقيقة.. وتعويضاً عن هذا الإخفاق قامت “بفشة خلق” استعراضية فوقَ الأجواء اللبنانية علماً أن الكِيانَ المحتل ومنذ ثمانٍ وأربعين ساعة فقط رَفعَ مِنطادَ تجسّسٍ استطلاعي ضخمٍ ومتطور هو “سكاي ديو” قربَ الحدودِ اللبنانية السورية، لكشفِ التهديداتِ الجوية والصاروخية بهدفِ حمايةِ حدودِه الشمالية من أيِ خطر، ولاستشعارِ تهديداتِ الصواريخ والطائرات من دونِ طيار وادّعى أن هذا المِنطاد الذي أنشأته شُعبةُ الهندسة والبناء في وِزارةِ الحربِ الإسرائيلية هو الأكبرُ من نوعِه في العالم، ووَعدَ أنه سيتولّى أعمالَ مراقبةٍ وإنذارٍ مبكر، من خلالِ كاميراتٍ خاصة دقيقة وأجهزةِ رصدٍ وتتبُّعٍ متطورة ورادارٍ متقدم، لكشفِ التهديدات المحتملة وبنتائجِ هذا اليوم فقد انضمَّ المِنطاد إلى القُبةِ الحديدية وقبلَهما أخواتِهما الأكبرَ سناً من طراز دبابات الميركافا المتكسّرة في وادي الحجير والعملياتُ الاستخبارية لحزبِ الله جواً لم تَلحظِ الحقوقَ بحراً.. وذلك وسْطَ صمتٍ مدوٍّ عن تنازلِ لبنان الرسمي إلى ما دونِ الخط 23 والمتعرّج نحوَ خطّ هوف وجديدُ المواقفِ في العدِّ التنازلي ما أعلنه وزيرُ الخارجية عبدالله بوحيبب.. وهو قالَ للجديد إن الخطَ 23 هو الأنسب للبنان ويجبُ البَدْءُ ومن دونِ تأخيرِ عمليةِ التنقيب عن الغاز وأضاف: إننا نريدُ ثمانمئةٍ وستين كيلومتراً مربعاً ولن نقبلَ بأقلَّ من هذا معتبرًا أن عرضَ هوكشتاين كان إيجابياً عن العروض السابقة وكان بوحيبب قد أكد لصحيفةِ الجمهورية أن الخط 29 لا يُفيد.. “وبدنا ناكُل عنب” لكنّ هذا الموقف يناقضُ رسالةَ عبدالله بوحبيب نفسِه التي وجّهها في الخامس والعشرين من الشهرِ الماضي الى الاممِ المتحدة، وذَكَرَ فيها الحُججَ القانونيةَ والمَيدانيةَ الثابتة التي سَبَقَ وعرضَها لبنان على طاولةِ المفاوضات غيرِ المباشَرة في الناقورة التي تَسمحُ له بتوسيعِ نشاطاتِه الاقتصادية جنوباً أي أبعدَ من الخطّ 23، فلماذا الهدايا بالمجّان الآن وما هو ثمنُها؟ فلبنانُ الرسمي يَعرِفُ الطريقَ الى حقوقِه وثرواتِه وهي عبْرَ الاممِ المتحدة.. ورسالةٌ واحدة اليها تعادلُ كلَ هذا الهَراءِ السياسي وبيعِ ثرواتِ الاجيال لقاءَ تنصيبِ الزعامات وإذا كانتِ الحكاية في أكل العِنَب.. فإن لبنان اعتادَ قتلَ الناطور اذا ما تعدّى على املاكِه وسيادتِه وحقوقِه