تناولت صحف بريطانية التطورات في أوكرانيا ودخول القوات الروسية إلى مناطق متعددة في البلاد، والتشابه بين ما يجري حاليا وما حدث في سوريا من قبل وتنامي النفوذ الروسي وما يمكن للغرب أن يفعله حاليا، وأسباب مدح ترامب لبوتين.
في الغارديان، ربط مقال للعقيد السابق بالجيش البريطاني وخبير الأسلحة الكيماوية هاميش ستيفن دي بريتون-جوردون، بين ما يجري في أوكرانيا وما حدث في سوريا منذ سنوات.
وقال الكاتب إن الغرب “تراجع واكتفى بالمشاهدة في سوريا، لا يجب أن يفعل الشيء نفسه في أوكرانيا، وحان الوقت للولايات المتحدة وحلفائها لإظهار قوتهم في مواجهة عدوان بوتين. لقد تعلمنا أنه لا يوجد حل آخر”.
وأضاف أن الأزمة السورية مستمرة دون أن يلاحظها أحد. وعبر عن اعتقاده بأنها “تحمل دروسا مهمة للغرب حول طبيعة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي لم يلاحظها أحد في العالم. وتستمر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ظل الدكتاتورية التي ترعاها روسيا”.
وأوضح المقال أنه في الاستجابة لحالة الطوارئ الحالية في أوكرانيا، هناك دروس يمكن للغرب بل ويجب عليه أن يتعلمها من الوضع في سوريا.
مواضيع قد تهمك نهاية
ومضى يقول إنه منذ أن أزالت الأمم المتحدة مخزون سوريا المعلن من الأسلحة الكيماوية في عام 2014، واصل الأسد قصف المستشفيات والمدارس، وحرق القرى على الأرض على غرار العصور الوسطى. وقال إنه “لحسن الحظ، لم نشهد استخدام أسلحة كيماوية منذ أبريل 2019، لكن سوريا اليوم دولة روسية في كل شيء ما عدا الاسم، والأسد هو دكتاتور دمية يتحرك بخيوط من موسكو”.
ويرى الكاتب أن سوريا “تمثل الآن وجودا روسيا وإيرانيا كبيرا على حدود أوروبا. وإذا سقطت أوكرانيا أيضا، فسوف يتحول ميزان القوى إلى حد كبير نحو الشرق”.
وأوضح الكاتب أن روسيا المدعومة بأسعار النفط المرتفعة “أكثر استعدادا لمواجهة الناتو حاليا بصورة أقوى من قبل بضع سنوات، عندما لم يكن جيشها البالي يضاهي الدبابات الغربية”.
بينما قامت الدول الغربية بقطع جيوشها بالكامل، بالاعتماد على الإلكترونيات والفضاء لخوض الحرب القادمة، قامت روسيا بتحديث قوتها المدرعة، والتي تظهر الآن في جميع أنحاء أوكرانيا، وتتميز بنوعية فريدة من الكتلة والدروع الثقيلة، وفق الكاتب.
وقال دي بريتون-جوردون “ننظر إلى سوريا ونعلم أنه كان ينبغي علينا القيام بعمل أفضل. يجب أن تكون هذه المعرفة أساسا لاستجابتنا لعدوان بوتين الآن”.
ويتابع الكاتب المقارنة قائلا إن الغرب لم يتدخل عندما بدأ النظام بمهاجمة شعبه. بعد ذلك، أعلنت الولايات المتحدة خطا أحمر بشأن استخدامالأسلحة الكيماوية، لكنها فشلت في التصرف عندما تم تجاوز هذا الخط.. وأخيرا، وقفنا متفرجين بينما تشق روسيا وإيران طريقهما عبر سوريا لإنشاء قاعدة عمليات أمامية على أعتابنا.
ويخلص دي بريتون-جوردون إلى القول “سيحسن قادتنا صنعا إذا تذكروا ذلك وسيكونون أقوياء ومرنين لحماية أوكرانيا. لا أستطيع أن أتصور أن بعض العقوبات المفروضة على عدد قليل من البنوك والمليارديرات سوف تزعج بوتين. إنه يفهم فقط القدرةوالقوة، لقد حان الوقت لإظهار صلابتنا”.
كيف سيرد الناتو؟
وفي صحيفة التايمز ، أثير تساؤل عن كيفية رد حلف الناتو وبريطانيا على “حرب روسيا ضد أوكرانيا”، في مقال للكاتبين برونو وتيرفيلد، ولاريسا براون.
وقال الكاتبان إن الحلفاء الغربيين استبعدوا إرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا لأنها ليست في حلف الناتو. وبدلاً من ذلك، أرسلوا أسلحة مثل أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات والأسلحة غير الفتاكة مثل الخوذات وأشكال أخرى من المساعدات والدعم المالي.
وقالا “لقد عززوا أيضا قواتهم في الأجنحة الشرقية للتحالف وسط مخاوف من احتمال تعرض دول البلطيق ودول أخرى لتهديد من روسيا”.
لكنّ الكاتبين تساءلا : “في النهاية ماذا يمكن أن يفعل الغرب بعد ذلك؟”
وأجابا بأنه يمكن للدول الأوروبية تقوية الجانب الشرقي، ووافق الناتو في محادثات طارئة على تعزيز قواته البرية والبحرية والجوية بالإضافة إلى زيادة جاهزية القوات في أماكن أخرى.
وأشارا إلى أن البلدان الأقرب إلى مناطق الصراع، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا، طلبت إجراء مشاورات نادرة بموجب المادة 4 من المعاهدة التأسيسية للناتو، والتي يمكن إطلاقها عندما “تتعرض سلامة أراضي أو استقلال أو أمن أي من أعضاء (االناتو) للتهديد”.
وأشار الكاتبان إلى قول أمين عام الناتو ينس ستولتنبرغ إن هناك 100 طائرة في حالة تأهب قصوى وإن أكثر من 120 سفينة حليفة انتشرت في البحر من أقصى الشمال إلى البحر المتوسط.
كما نوها إلى أن الدول الغربية ومنها بريطانيا والولايات المتحدة، زودت كييف بالفعل بالتدريب والأسلحة المضادة للدبابات بالإضافة إلى أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز ستينغر.
وتعهدت بريطانيا بإرسال المزيد من الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا، رغم أنها لم تحدد متى ستصل تلك الأسلحة وما هي ماهيتها. كما سيتم إرسال مساعدات عسكرية غير مميتة. من المفهوم أن بريطانيا تتطلع إلى إرسال خوذات.
وفي رأي الكاتبين، فإنه يجب توفير حماية من الهجمات الإلكترونية، وأشار إلى أن خبراء الإنترنت البريطانيون يساعدون أوكرانيا بالفعل في الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية.
غير أنهما يعتقدان بأن الحلفاء الغربيين يمكنهم دائمًا فعل المزيد. ويضربان مثالا بالمملكة المتحدة التي يقولان إنها قادرة على شن هجمات إلكترونية هجوميةعلى روسيا، مثلما فعلت من قبل ضد تنظيم داعش.
وأضافا أنه يمكن لبريطانيا تقديم دعم جوي لأوكرانيا، وأشارا إلى دعوة ديفيد ديفيس، النائب عن حزب المحافظين الوزير سابق في الحكومة، بريطانيا وحلفائها إلى تقديم دعم جوي للقوات الأوكرانية وحث الناتو على توفير طائرات حربية يمكنها تدمير القوات المدرعة الروسية.
غير أن الكاتبين يريان أنه يجب أن يقتصر هذا على المجال الجوي فوق أوكرانيا، واستنادا إلى طلب من الرئيس زيلينسكي، حتى يكون قانونيا تماما بموجب أي تفسير للقانون الدولي. وأضافا أن هذا سيقلل من مخاطر التصعيد.
ونصحا بأن فرض منطقة حظر طيران أيضا خيار مطرزوح، لكن معظم المراقبين يعتقدون أن الأوان قد فات.
ترامب معجب ببوتين
واهتم مقال في صحيفة التليغراف بتعليقات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على ما يجري في أوكرانيا، وقال كاتب المقال مايكل ديكون إنه “ليس من المستغرب أن نرى ترامب يمتدح بوتين، فهو كان يميل دائما للأشرار الخارقين”.
وقال الكاتب إنه في جميع الديمقراطيات، أجمع السياسيون على إدانتهم لفلاديمير بوتين، إلا أن تصرفات الزعيم الروسي نالت الثناء من رجل دولة غربي كبير، إنه دونالد ترامب.
وقال الرئيس الأمريكي السابق في مقابلة إن تحركات بوتين هذا الأسبوع كانت “عبقرية” و”ذكية” و “ذكية للغاية”.
وأضاف أنه شاهد تحركات القوات الروسية وعلق عليها قائلا “هذا عبقري..بوتين يعلن أن جزءا كبيرا من أوكرانيا مستقل…هذا رائع…وسيدخل ليكون أحد جنود حفظ السلام. هذه أقوى قوة سلام. يمكننا استخدام ذلك على الحدود الجنوبية (للولايات المتحدة)… هذا رجل ذكي للغاية، وأنا أعرفه جيدًا. جيد جدا.”
وقال الكاتب إنه رغم ردود المعلقين باشمئزاز على ترامب، فإنها ليست المرة الأولى التي يمتدح فيها ترامب طاغية مستبدا، ففي الماضي أعرب عن إعجابه بالرئيس الصيني شي جينبينغ، وقال عنه “رجل طيب جدًا”، وكذلك الرئيس التركي إردوغان، ووصفه بأنه “أصبح صديقا”، وكيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية، وقال عن لقائهما “لقد وقعنا في الحب”.
وعدد الكاتب الكثير من الشخصيات الشريرة في أفلام الحيال العلمي الأمريكية، التي تحدث عنها ترامب ووصفها بالذكاء والعبقرية وانبهاره بها، مثلما فعل مع بوتين، ومنها: شخصية دارث فادير، في حرب النجوم، وعلق ترامب قائلا عنه “أتذكر عندما كان يواجه تلك المشكلة مع تحالف المتمردين (في الفيلم). قلت ، “هذا عبقري. الطريقة التي فجر بها ذلك الكوكب بأكمله باستخدام ليزر فضائي هائل. إنه تصرف ذكي”.
وحرص الكاتب على نقل العبارة التالية عن ترامب: “عندما أتولى منصب الرئيس مرة أخرى في عام 2024، سنقوم ببناء نجمة الموت. وسوف تدفع الأيوكس مقابل ذلك “.