تم العثور على حطام مركب من القرن الرابع الميلادي «محفوظ بشكل تام» على مسافة مترين فقط تحت سطح أحد أكثر شواطئ «مايوركا» الاسبانية ازدحاما، حسب صحيفة (الغارديان) البريطانية. وفي إحدى الليالي العاتية أو العاصفة قبل نحو 1700 سنة، أصيب مركب، يحمل مئات الجرار من الخمر، والزيتون، والزيت، والغاروم (صوص السمك المختمر) الذي كانت من مفضلات الموائد في العصور القديمة، بغمة شديدة حال توقفه في ميناء مايوركا.
وسرعان ما ابتلعت الأمواج السفينة التجارية، التي ربما كانت راسية في خليج بالما في طريقها من جنوب غربي إسبانيا إلى إيطاليا، ودفنت في الرمال الضحلة بقاع البحر.
وحتى الشهر الماضي، ظلت كنوزها المحفوظة بأعجوبة دون مساس، على الرغم من استقرارها على عمق مترين فقط تحت أجساد عدد لا يُحصى من السياح الذين يسبحون قبالة أحد أكثر الشواطئ ازدحاما في منطقة جزر البليار.
وأما الآن، فإن المركب – المعروف باسم حطام السفينة «سيس فونتانيلز» – بدأ يتخلى عن أسراره الأثرية والتاريخية و«الغذائية». وقد نجحت عملية الاسترداد، التي أشرف عليها مجلس إدارة الجزيرة، كونسل دي مايوركا، و شارك فيها خبراء من ثلاث جامعات إسبانية في منطقة جزر البليار، وبرشلونة، وكاديز، في استعادة نحو 300 جرة، بالإضافة إلى عناصر أخرى توفر رؤية تاريخية لا تقدر بثمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط للقرن الرابع الميلادي، والحياة اليومية لطاقم السفينة.
بالإضافة إلى الجرار الفخارية – التي ما زالت تحمل النقوش الملونة أو نقوش «تيتولوس بيكتوس» التجارية القديمة – عثر علماء الآثار على حذاء من الجلد، وحذاء من الحبل، وقدر للطبخ، ومصباح زيتي، ومثقاب نجارة روماني تم استرداده من المنطقة.
وكان المركب، الذي يبلغ طوله 12 مترا وعرضه ما بين 5 إلى 6 أمتار، قد ظهر قبل 3 سنوات بعد أن اجتاحت عاصفة صيفية مياه الخليج. وقد أكد ظهوره صحة التقارير السردية من الغواصين الذين يرجعون إلى خمسينات القرن الماضي، ودفع كونسيل دي مايوركا إلى اتخاذ الإجراءات.