وفق نتائج عدد من المراجعات الطبية والدراسات الإحصائية، هناك عدد كبير من الأخطاء الصحية التي قد يقع فيها بعض الناس. لكن تظل 6 منها شائعة بين بعض الرجال، الذين قد لا يتنبهون لأهميتها، رغم أن الاهتمام بإزالتها يُمكنه منع الإصابة بعدد من الأمراض المهمة خلال مراحل تالية من العمر.
وإليكم تلك الأخطاء…
– الشخير والضعف الجنسي
1 – تأجيل علاج الشخير. الرجال أكثر عرضة للإصابة بالشخير، مقارنة بالنساء. ويحصل الشخير عند تدفق هواء التنفس من خلال أنسجة متراخية ومجاري تنفس ضيقة، ما يؤدي إلى اهتزازها، وصدور ذلك الصوت غير الطبيعي. وفوق أن الشخير مزعج لشريكة الحياة، فإنه قد يكون نتيجة مشكلة صحية تتطلب المعالجة، مثل؛ انقطاع النفس الانسدادي النومي، أو السمنة، أو تضخم اللوزتين أو الزوائد الأنفية، أو التهابات الجيوب الأنفية، أو حساسية الأنف، أو انحراف الحاجز الأنفي، أو النوم بوضعية «على الظهر»، أو الإنهاك البدني، وقلّة النوم لفترة، أو تناول الأدوية المنومة والمُهدئة.
كما أن للشخير تداعيات مزعجة، مثل النعاس في النهار والاضطرار للنوم خلاله، والشعور بالإحباط النفسي، أو الغضب المتكرر، وصعوبة التركيز الذهني، والصداع الصباحي، وارتفاع احتمالات الإصابة بارتفاع ضغط الدم، والأمراض القلبية، والسكتة الدماغية.
وبالمقابل، ثمة للشخير كثير من الحلول الطبية، لكن تظل البداية من زيارة الطبيب. ويفيد أطباء «مايوكلينك»: «لتشخيص حالتك، سيستعرض الطبيب الأعراض التي تعانيها والعلامات وتاريخك الطبي. سيُجري طبيبك أيضاً فحصاً بدنياً. وقد يطرح طبيبك بعض الأسئلة على شريكة حياتك حول الشخير، للمساعدة في تقييم حدة المشكلة. قد يطلب طبيبك أنواعاً من التصوير بالأشعة لفحص بنية مجرى التنفس وأي اضطرابات فيه. كما قد يُجري دراسة للنوم Sleep Study».
ويمكن أن يُساعد في وقف الشخير كل من خفض الوزن، أو النوم على أحد الجانبين، أو تغير نوعية الوسائد، أو الامتناع عن التدخين، أو إتمام معالجة احتقان الأنف والحساسية. وأيضاً تتوفر عدة أجهزة طبية، من شأنها أن تقلل من الشخير المزعج لدى البعض، ومنها الجهاز الفمويOral Appliance، الملائم لشكل الأسنان، الذي يساعد عند ارتدائه في الفم، على تحسين مكان الفك واللسان والحنك الرخو، لإبقاء ممر الهواء مفتوحاً. وكذلك يمكن ارتداء قناع فوق الأنف أو الفم أثناء النوم CPAP، الذي يُوجه الهواء المضغوط (من المضخة الصغيرة بجانب السرير) إلى المجرى الهوائي لإبقائه مفتوحاً أثناء النوم. وهناك أيضاً معالجات جراحية فعّالة لبعض الحالات.
2. تجاهل الضعف الجنسي. الخجل من عرض مشكلة الضعف الجنسي على الطبيب، هو أكبر سبب لاستمرارها لدى الرجل. ويقول المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى NIDDK: «الضعف الجنسي شائع جداً. وقد تجد أنه من المحرج والصعب التحدث مع الطبيب حول الضعف الجنسي، إلا أن أطباء المسالك البولية مدربون على التحدث إلى الناس حول كثير من أنواع المشكلات الجنسية. تحدث مع طبيبك إذا كانت لديك أي أعراض ضعف الانتصاب».
ويفيد أطباء «مايوكلينك»: «إذا كان ضعف الانتصاب مشكلة مستمرة، فإنها قد تسبب الضغط النفسي، وتؤثر على ثقتك بنفسك، وتسهم في نشوب مشكلات في العلاقات. وقد تكون مؤشراً على وجود حالة مرضية كامنة تحتاج إلى علاج». مثل أمراض القلب والشرايين والغدد والأعصاب والجهاز البولي والتناسلي.
وفي كثير من الحالات، يحدث ضعف الانتصاب نتيجة لسبب جسدي يتعلق بالأوعية الدموية التي تغذي العضو الذكري، وذلك مثل أمراض شرايين القلب، وارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، والسكري، والسُمنة، والتدخين. كما أن تناول بعض أنواع الأدوية سبب في ذلك، كمضادات الاكتئاب ومضادات الهيستامين للحساسية والأدوية التي تُعالج ارتفاع ضغط الدم أو مُسكنات الألم أو أدوية البروستاتا. إضافة إلى عدد من الأمراض في الجهاز العصبي، والاكتئاب والقلق ومشكلات العلاقة مع شريكة الحياة، وأيضاً انخفاض هرمون التستوستيرون.
والفحص الطبي، والإجابة عن بعض الأسئلة، هما كل ما يحتاج إليه الطبيب لتشخيص ضعف الانتصاب والتوصية بالعلاج في غالبية الحالات. وهناك حالات تتطلب إجراء تحاليل للدم وفحوصات تقييم تدفق الدم للعضو الذكري بالأشعة فوق الصوتية.
وأول ما سيفعله الطبيب هو التأكد من معالجة أي حالات مرضية يمكن أن تكون سبباً في ضعف الانتصاب لدى الشخص، أو في تفاقمه. ولذا، ووفق سبب ضعف الانتصاب وشدته وأي حالات مرضية كامنة، تتوفر عدة خيارات علاجية. منها الأدوية المُتناولة عبر الفم، مثل سيلدانيفل (فياغرا) وتادالافيل (سياليس)، وفيردينافيل (ليفيترا). وهي أدوية تعمل على زيادة تدفق الدم للعضو لتنشيط الانتصاب كاستجابة للتحفيز الجنسي. أي أنها أدوية لا يؤدي تناولها إلى الانتصاب تلقائياً. كما تتوفر خيارات دوائية أخرى، وخيارات جراحية أيضاً.
– سمنة البطن
3. إبقاء سمنة البطن. سمنة البطن لدى الرجل إحدى المشكلات الصحية التي يجدر الإسراع في التخلص منها. وكلما تخلّص منها الرجل أبكر، كلما كان ذلك أسهل. ويقول أطباء «مايوكلينك»: «دهون البطن ليست مزحة، فالوزن الزائد في منطقة البطن قد يكون خطيراً. ودهون البطن هي الدهون الأكثر خطورة. تعرّف على أسباب دهون البطن، والمخاطر الصحية التي تسببها للرجال، وما يمكنك فعله لخسارة الوزن الزائد».
وبغضّ النظر عن مقدار الوزن الإجمالي للجسم بالكيلوغرامات، فإن زيادة كمية الشحوم في البطن تزيد من خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب، ومرض السكري، وسرطان القولون والمستقيم، وانقطاع النفس النومي، وارتفاع ضغط الدم، وغيره من الاضطرابات الصحية.
ومن السهل جداً على المرء معرفة ما إذا كانت لديه زيادة واضحة في شحوم البطن أم لا، عبر إجراء قياس محيط الخصر أثناء الوقوف. وذلك بوضع شريط قياس حول البطن المكشوف، فوق عظم الورك مباشرة، وجعله يستقر بشكل ملائم حول البطن، دون شده ودفعه داخل الجلد. وبالنسبة للرجال، يشير قياس الخصر الزائد عن 102 سنتيمتر إلى التراكم غير الصحي للشحوم في البطن وزيادة خطورة المضاعفات الصحية.
وهناك طريقتان، تسيران جنباً إلى جنب، للتخلص من شحوم البطن: اتباع نظام تغذية صحي، وممارسة الرياضة البدنية اليومية. أما تمارين عضلات البطن، فإن مجرد ممارستها لن يخلص الإنسان من شحوم البطن.
ويُنبه أطباء «مايوكلينك» على حقيقة مفادها: «يتطلب فقد شحوم البطن جهداً وصبراً. لفقدان الدهون الزائدة ومنعها من العودة مرة أخرى، اجعل هدفك هو فقدان الوزن بصورة بطيئة وثابتة. استشر طبيبك لمساعدتك على البدء والبقاء على المسار الصحيح».
4. عدم المتابعة الدورية. تفيد المؤسسة القومية للصحة بالولايات المتحدة NIH قائلة: «يحتاج معظم الرجال إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بصحتهم. ومقارنة بالنساء، من المرجح أن يقوم الرجال أكثر بتأجيل الفحوصات والرعاية الطبية المنتظمة. حتى إذا كنت تشعر بأنك على ما يرام، فلا يزال يتعين عليك زيارة الطبيب، لإجراء فحوصات دورية منتظمة. والغرض من هذه الزيارات هو…
– إجراء الفحوصات اللازمة للكشف عن المشكلات الطبية الشائعة والسهل اكتشافها.
– تقييم مدى احتمالات تعرضك لمشكلات طبية في المستقبل.
– تشجيع ممارستك أسلوباً وسلوكيات صحية في نمط حياتك اليومية.
– تحديث تلقيك التطعيمات».
وهذه هي الوسيلة المثلى لتجنب المشكلات الصحية في المستقبل. وعلى سبيل المثال، فإن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم هي فحصه بانتظام، أي مرة واحدة على الأقل كل عامين. كما قد لا تظهر أي أعراض لارتفاع نسبة السكر في الدم وارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم في المراحل المبكرة. ويمكن لاختبارات الدم البسيطة أن تتحقق من هذه الحالات. ولذا يجدر بالعموم إجراء تحليل الكولسترول والدهون مرة كل 5 سنوات، وإجراء تحليل السكر مرة كل سنتين على الأقل. كما يجب أن يخضع جميع البالغين لاختبار واحد للالتهاب الكبدي الفيروسي سي.
وأيضاً يجدر الذهاب لطبيب الأسنان مرة أو مرتين كل عام للفحص والتنظيف. وإجراء فحص للعين كل عامين على أقل تقدير.
– البشرة والمثانة
5. تدني العناية بالبشرة. تفيد رابطة الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية ما ملخصه: «اعتاد الرجال على إبقاء العناية بالبشرة بسيطاً. ولكن للحصول على بشرة أكثر صحة وشباباً، وللوقاية من الأمراض الجلدية، يجدر وضع روتين يومي للعناية بالبشرة ومعرفة كيفية ذلك».
وتضيف: «يوصي أطباء الجلد بالنصائح التالية…
– يعتمد اختيار منتجات العناية بالبشرة، على نوع بشرتك.
– اغسل وجهك بمنظف لطيف للوجه وماء فاتر. وتحاشى قطعة الصابون العادية التي تحتوي غالباً على مكونات قاسية يمكن أن تجفف الجلد.
– إذا كنت تعاني من حروق الحلاقة أو نمو الشعر تحت الجلد، فاستخدم شفرة حلاقة مفردة أو مزدوجة بدلاً من ماكينات الحلاقة متعددة الشفرات. قبل الحلاقة، بلل بشرتك وشعرك لتنعيمهما. واستخدم كريم حلاقة مرطب واحلق في اتجاه نمو الشعر. وقم بتغيير الشفرة بعد 5 إلى 7 حلاقات، لتقليل التهيج.
– ضع مرطب الجلد على وجهك وجسمك مباشرة بعد الاستحمام أو الاستحمام أو الحلاقة، أي بينما لا يزال الجلد رطباً.
– افحص بشرتك بانتظام. غالباً ما تكون البقع أو الشامات الجديدة التي تسبب الحكة أو النزيف أو تغير لونها علامات إنذار مبكر لسرطان الجلد. إذا لاحظت أي بقع مشبوهة، فحدد موعداً لزيارة طبيب الأمراض الجلدية.
– ضع واقياً من الشمس قبل الخروج إلى الهواء الطلق.
6. إهمال صحة المثانة. تفيد مؤسسة الشيخوخة بالولايات المتحدة NIA أنه «نادراً ما يتحدث الرجال عن صحة المثانة، لكن يتأثر بها الجميع. ومع التقدم في السن تتغير المثانة، إذْ قد تصبح أنسجتها المرنة عادة، أكثر صلابة وتغدو أقل تمدداً. وبالتالي لا تستطيع المثانة استيعاب كثير من البول كما كانت من قبل، وقد تجعلك تذهب إلى الحمام كثيراً. كما قد تضعف عضلات قاع الحوض، ما يجعل من الصعب إفراغ المثانة بالكامل ويحصل تسرب البول». وعرضت عدة خطوات يهتم بها الرجل للوقاية من تلك المشكلات المستقبلية، وهي…
– حاول التبول مرة واحدة على الأقل كل 3 إلى 4 ساعات. يمكن أن يؤدي حبس البول في المثانة لفترة طويلة إلى إضعاف عضلات المثانة وزيادة احتمالية الإصابة بعدوى المثانة.
– كن في وضع مريح أثناء التبول، لكي يُسهّل إرخاء العضلات حول المثانة، إفراغها.
– خذ وقتاً كافياً لتفريغ المثانة بالكامل عند التبول، لأن الإسراع عند التبول لا يسمح بإفراغ المثانة بالكامل. إذا ظل البول في المثانة لفترة طويلة جداً، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة احتمالية الإصابة بعدوى المثانة.
– تبول بعد فترة وجيزة من ممارسة الجنس لتقليل خطر الإصابة بالعدوى.
– قم بالتمارين اليومية لتقوية عضلات قاع الحوض، المعروفة أيضاً باسم تمارين كيجل، للتخفيف من احتمال حبس البول في المثانة، ومنع تسرب البول عند العطس أو السعال، وتجنب الالتهابات عن طريق تقوية العضلات التي تساعد على إفراغ المثانة.
– ارتدِ ملابس داخلية قطنية وفضفاضة، للمساعدة على جفاف المنطقة المحيطة بالإحليل. الملابس الداخلية الضيقة والمصنوعة من النايلون، يمكن أن تحبس الرطوبة وتساعد على نمو البكتيريا.
– اشرب كمية كافية من الماء، بحيث تحتاج إلى التبول كل بضع ساعات. وإذا كانت لديك أمراض مزمنة، اسأل طبيبك عن مقدار السوائل الصحية بالنسبة لك.