لفتت دراسة حديثة الأنظار إلى الصراع على البقاء الذي تعانيه الفراشات في بريطانيا، حيث تؤدي التغيرات المناخية إلى خريف أطول وقتاً وأكثر دفئاً، حسب صحيفة «الديلي ميل» البريطانية.
ويقول الباحثون إن درجات الحرارة المرتفعة في كافة أرجاء بريطانيا ربما تقلل من فرص تحول الحشرات إلى طور البلوغ، إثر تعرضها لمجموعة متنوعة من الظروف في التجارب المعملية المعنية باختبار النظرية.
كانت فراشات «أبي دقيق الكرنبية» – شائعة الوجود في كافة أنحاء المملكة المتحدة – أفضل حالاً عند التعرض لظروف المحاكاة الأكثر اعتدالاً، في حين أن الحشرات العذراوات أو «الخادرة» قد فقدت الكثير من وزنها، واستهلكت المزيد من الطاقة في المناخ الخريفي الأطول وقتاً والأكثر دفئاً.
وأفاد الباحثون من جامعة ستوكهولم بأن تلك الظروف قللت من فرص الفراشات للبقاء على قيد الحياة في فصل الشتاء ثم الظهور في الربيع.
وصرح الدكتور ماثيو نيلسن، المؤلف الرئيسي للدراسة، والأستاذ في جامعة أولو الفنلندية، قائلاً: «أظهرنا أن الظروف المناخية المجهدة التي تعرضت لها الحشرات في وقت واحد من العام يكون لها عواقب سلبية ودائمة في أوقات أخرى من العام نفسه».
وفي الخريف الماضي، كانت الأجواء المناخية في بريطانيا أكثر سخونة من مناخ «الغارف»، إذ بلغت درجات الحرارة مستوى 75 درجة فهرنهايت (24 درجة مئوية) في نهاية سبتمبر (أيلول).
وأضاف الدكتور نيلسن قائلاً: «التغيرات المناخية تجعل فصل الخريف أكثر دفئاً وأطول وقتاً. وكان لهذا المزيج المحدد من الظروف أكبر الأثر على حياة الفراشات في دراستنا». لم تمت الفراشات على الفور عند تعرضها للظروف الأكثر ارتفاعاً، وإنما واجهت صعوبات بالغة في التحول إلى طور البلوغ. وبمجرد توقف اليرقة عن الأكل، فإنها تتدلى مُعلقة رأساً على عقب بين غصنين أو ورقة من وريقات الشجر ثم تتساقط في شرنقة لامعة.
تتعرض الحيوانات (الحشرات) التي تدخل مرحلة السبات الشتوي للاحترار بصورة خاصة، نظراً لأنها تزيد من مستويات التمثيل الغذائي مما يؤدي إلى نفاد الطاقة بوتيرة أسرع.
قال الدكتور نيلسن مضيفاً: «برغم أن الحيوانات الخاملة تستهلك كميات أقل من الطاقة عن الحيوانات النشطة، إلا أنها تستهلك كميات أكبر عندما تكون الأجواء أكثر دفئاً، ولا تتمكن من تناول الطعام لتعويض الفاقد المستمر من الطاقة المستهلكة».
النحل يهجر أقدم مزرعة لتربيته في المغرب
في كارثة بيئية اختفت خلايا النحل من المزرعة التقليدية الضخمة لتربيته بقرية «إنزركي» جنوب المغرب، بسبب الجفاف الاستثنائي هذا العام، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. مربي النحل إبراهيم شتوي، يقول متحسراً وهو يتفقد ما تبقى من الخلايا تحت شمس حارة: «يفترض أن يملأ طنين النحل المكان في هذه الفترة من العام، لكنه الآن ينفق بوتيرة عالية». ويذكر أنه قد فقد هذا المزارع 40 من أصل 90 وحدة لتربية النحل في أقل من شهرين، وهي مرتبة في مزرعة جماعية وسط واحدة من أغنى محميات شجر الأركان بالمغرب. واضطرت عائلات أخرى من مستغلي هذه المزرعة الفريدة من نوعها إلى «التخلي تماماً عن تربية النحل، لانعدام الإمكانات»، كما يضيف شتوي.ويصنف خبراء متخصصون هذا الموقع على أنه «أقدم وأكبر مزرعة جماعية تقليدية لتربية النحل في العالم»، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1850. لكن الكارثة التي حلت به ليست معزولة، إذ طالت أيضاً مناطق أخرى من المملكة. وينبه المسؤول في اتحاد مربي النحل بالمغرب محمد شوداني إلى أن «الخسائر جسيمة، حيث فقدت نحو 100 ألف وحدة لإنتاج العسل في جهة خنيفرة بني ملال (وسط) لوحدها، منذ أغسطس (آب)». تضم المغرب نحو 910 آلاف مزرعة لتربية النحل يستغلها نحو 36 ألف مزارع، حسب إحصاءات عام 2019.لكن اختفاء النحل هذا العام كان شديداً إلى درجة أن الحكومة خصصت مساعدة بقيمة 130 مليون درهم (نحو 13.5 مليون دولار)، لتخفيف وقع الكارثة على المزارعين. لكن مبلغ الدعم «لم يتم صرفه بعد»، وفق شوداني.
وفتحت الحكومة أيضاً تحقيقاً حول أسباب الكارثة عهد به إلى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية. وقال الأخير في بيان إن «هجر أسراب النحل لمزارع تربيتها ظاهرة غير مسبوقة في المغرب». بدوره يعزو الباحث في علوم تربية النحل أنطونان أدم هذه الظاهرة إلى الجفاف الذي يضرب المغرب هذا العام، وهو الأسوأ من نوعه منذ 40 عاماً.
ارتفع إنتاج النحل بمعدل 69 في المائة خلال عشرة أعوام في المملكة، منتقلاً من 4.7 طن في 2009 إلى قرابة ثمانية أطنان في 2019. برقم تعاملات يفوق مليار درهم (نحو 100 مليون دولار)، وفق أرقام وزارة الزراعة.