وفاء عماري – باريس – سكاي نيوز عربية
تتوقع استطلاعات الرأي التي جاءت قبل ساعات قليلة من انتهاء الحملات الانتخابية للجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في فرنسا، أن يمر إلى الجولة الثانية كل من الرئيس المنتهية ولايته، إيمانويل ماكرون، ومرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان.
ووفقا لنتائج الاستطلاع، فقد تم تعزيز وضع إيمانويل ماكرون وماري لوبان كمتصدرين لقائمة المرشحين المفضلين للناخبين الفرنسيين.
لكن الفجوة تقلصت بشكل كبير بين المرشحين، إذ أظهر استطلاع أجرته شركة “إلاب” أن الرئيس المنتهية ولايته حصل على 26 بالمئة من نوايا التصويت، فيما ربحت منافسته لوبان نقطتين عن الأسبوع الماضي، وأصبحت في المركز الثاني بـ25 بالمئة.
هل يمكن لمارين لوبان أن تحقق نصر في الجولة الثانية من الانتخابات؟
وبحسب تصريح المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، أوليفيه روكن، لموقع سكاي نيوز عربية، فإن عدة عوامل ساهمت في شعبية مرشحة حزب التجمع الوطني خلال هذه الانتخابات.
ويعتبر أن الاستراتيجية التي نهجتها لوبان في تقربها من الناخبين كانت ناجحة، خصوصا على مستوى تحسين صورتها الشخصية.
وقال روكن: “لقد فتحت ملفات حياتها الخاصة للجمهور، والتقطت صورا مع قططها ونشرت صورا لها في أماكن مختلفة من البلاد. فاستطاعت لفت انتباه الفرنسيين لشخصها أيضا الذي لم تهتم بإظهاره في الحملة الانتخابية لعام 2017. بهذا الشكل، أنست الناخبين الطبيعة الراديكالية لبعض مقترحاتها”.
القوة الشرائية وهفوات زمور
ويضيف: “قامت لوبان أيضا بتوسيع إيديولوجية حزب التجمع الوطني خلال الحملة الرئاسية، لتشمل القضايا الاجتماعية والاقتصادية، على رأسها القوة الشرائية والرواتب لدرجة أنها تقدم مقترحات كانت ضمن برامج مرشحي اليسار خلال سنوات ماضية”.
وفي استطلاع أجرته شركة “إبسوس سوبرا-ستيريا” قبل يومين من الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، يُنظر إلى مارين لوبان على أنها المرشح الأكثر مصداقية من حيث القوة الشرائية. إذ تتعهد لوبان بـ “صدمة القوة الشرائية” من أجل “إعادة” ما مجموعه 200 يورو شهريا إلى الأسر الفرنسية. وذلك عبر خفض ضريبة القيمة المضافة على البنزين والغاز والكهرباء، التي تعتبر “سلعا أساسية”، من 20 بالمئة إلى 5.5 بالمئة.
وهكذا، وفقا للمحلل السياسي، “كسبت ثقة الطبقة الشعبية، كالعاملين وجزء من الموظفين الذين في حال عدم عزوفهم عن التصويت، كانوا يصوتون لصالح مرشحي أحزاب اليسار”.
وفي شق آخر، يوضح أستاذ العلوم السياسية، أن المرشح اليميني المتطرف، إريك زمور كان مفيدا لمارين لوبان بغير قصد.
وقال روكن: “مما لا شك فيه، أن زمور ساهم في جعلها تبدو أقل راديكالية مما كانت عليه في حملة عام 2017، دون أن تحتاج لتعديل مضمون برنامج حزب التجمع الوطني. فقد حاولت مرارا لوبان التخلص من صورة المرشحة الراديكالية وساعدها في ذلك زمور الذي ظهر استفزازيا في ثوب “ترامب” في عدة خطابات له”.
شروط فوز لوبان
بالنظر إلى “ضبابية المعالم الإيديولوجية في هذه المرحلة وتجزأ النظام السياسي للأحزاب الفرنسية”، يقول المحلل السياسي إنه “يصعب فهم سلوك الناخبين وتحديد مدى قدرة لوبن على الفوز أو الفشل في هذا الاستحقاق الديمقراطي”.
لكن في المقابل، لا يستبعد احتمالية فوزها بالانتخابات الرئاسية 2022، “بشرط عدم تسجيل نسبة عزوف عن التصويت بشكل كبير وعقابي، خصوصا من طرف الطبقة الشعبية الممثلة في العاملين، والناخبين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و30 عاما”، حسب روكن.