كل الطرق تؤدي إلى متعة البصر. لعل هذا هو ما يسعى إليه منظمو المعارض الفنية الاستثنائية في «اللوفر»، ومنها هذا المعرض الذي يستعيد الأفلام المدهشة لمخرج أفلام الرسوم المتحركة ميشيل أوسيلو. والطريق إلى المتعة تمر، هذه المرة، عبر النوبة، وبالتحديد مملكة نبتة، هذه المدينة التي كانت عاصمة لمملكة كوش في القرن الثامن قبل الميلاد. إنها تقع حالياً في منطقة المدينة الحديثة كريمة، شمال السودان. فما الذي عبر كل هذه المسافة الزمنية وجاء بنبتة إلى باريس؟ إنها سلسلة من الفعاليات التي يقدمها المتحف الباريسي الأشهر بعنوان: «فرعون الأرضين وملحمة ملوك نبتة». وترتفع وتيرة الطرافة حين نعلم أن قاعة «نابليون» هي التي تحتضن المعرض الذي يفتح أبوابه الجمهور قبيل آخر الشهر.
أوسيلو مخرج فرنسي شهير يبلغ من العمر 78 عاماً، كرّس حياته في المهنة لسينما الرسوم المتحركة. فنان عصامي علم نفسه بنفسه، يكتب قصصه ويرسم شخصيات أفلامه ويخلق أجواء مدهشة في جمالها. إنه يقترح على مشاهديه عالماً زاخراً بالألوان والتشكيلات الهندسية ومفردات الطبيعة والسندبادات الطائرة. عالم أقل ما يقال فيه إنه يبعث الفرح في نفوس الصغار والكبار. وقد اختير أوسيلو لهذا التكريم ضمن المعرض لأن العديد من أفلامه الطويلة والقصيرة دارت حول الفراعنة الكوشيين، وآخرها «الفرعون والمتوحش والأميرة» وهو إنتاج مشترك مع «اللوفر» ومن المقرر أن يعرض في الخريف المقبل.
وتحظى أفلام أوسيلو بإقبال واسع من الجمهور. وفي عام 2018 عرض آخر أفلامه «دليلي في باريس» في 500 صالة في عموم فرنسا. أما أشهرها فهو «أزور وأسمر» عام 1917 والذي قدم صورة ناصعة لبطل عربي شاب ذي قيم رفيعة. وفي مقابلة إذاعية له، قال المخرج إنه ليس كائناً مصاباً بالحنين للزمن الماضي، كما إنه ليس مصلحاً أخلاقياً، بل فنان يسعى لتذكير الآخرين بأن البهجة موجودة في الحياة وأن «الفعل الإيجابي يكفي كل يوم لإلقاء الضوء على وجودنا». وأضاف بأنه عاشق للحظة، يعيش في حالة توازن وفرح، وهو سعيد بأن يبث في أفلامه رسائل واضحة أو مستترة، وصوراً جميلة بشكل لافت.
ويستمر المعرض حتى أواخر يوليو (تموز) المقبل. وفيه يتابع الزائر عرضاً استعادياً كاملاً للأفلام القصيرة والروائية لأوسيلو ولعشرات المقاطع من أفلامه التي جرى تصميمها حول الفراعنة.
اكتشاف 8 معادن جديدة في كُحل المصريين القدماء
توصل فريق بحثي بريطاني، من «معمل البحث في علم الآثار وتاريخ الفن» بجامعة أكسفورد، و«قسم التاريخ وفلسفة العلوم» بجامعة كامبريدج، إلى أن الكحل، وهو مستحضر تجميل للعين، ويعد جزءاً معروفاً من الثقافة المصرية القديمة، تم إنتاجه باستخدام وصفات أكثر تنوعاً مما كان يعتقد سابقاً. ووجدت التحليلات الكيميائية الحديثة للكحل إلى حد كبير مكونات غير عضوية قائمة على الرصاص، غير أن التحليل الذي قام به الفريق البحثي لـ11 وعاء كحل من مجموعة مصر القديمة بمتحف بيتري في لندن، وجد أن المصري القديم استخدم مجموعة أوسع من المكونات، بما في ذلك مواد عضوية لم يتم التطرق لها قبل ذلك.
وتُظهر البيانات التي أوردها الباحثون بالدراسة المنشورة في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبوتيز»، أن المكونات غير العضوية في وصفات الكحل لا تعتمد على الرصاص فحسب، بل تعتمد أيضاً على المنغنيز والسيليكون، وثمانية معادن لم يتم العثور عليها من قبل في الكحل، وهي البيوتايت، البارالوريونيت، الليزاردت، التلك، الهيماتيت، الناتروكسالات، ويويليت، وجلوشينسكايت.
وكشفت التحليلات أيضاً أن «المكونات العضوية المشتقة من كل من المصادر النباتية والحيوانية كانت شائعة الاستخدام في وصفات الكحل، وأحياناً تمثل المكون الرئيسي، حيث احتوت جميع العينات، عدا واحدة، على زيوت نباتية، وتميزت ثلاث عينات، باستخدام دهون مشتقة من الحيوانات، إلى جانب الزيوت النباتية.
ويقول الباحثون في مقدمة دراستهم، إن الدهون الحيوانية تتوافق مع السجلات المكتوبة، التي تشير إلى استخدام مجموعة متنوعة من المستخلصات الحيوانية في مراهم العين، وغالباً ما يكون مصدرها الماعز، وفي بعض الأحيان الخنازير والسلحفاة والنسر وغيرها.
كما تضمنت المكونات العضوية التي تم تحديدها في هذه الدراسة راتينج الصنوبر وشمع العسل، ويتوافق ذلك أيضاً مع السجلات المكتوبة، التي تشير إلى أن الكحل المصري القديم ومراهم العين كانت تحتوي على مكونات عضوية، من بينها الراتنجات والمستخلصات النباتية والأوراق والبذور.
وتشير كل هذه النتائج إلى أن وصفات إنتاج الكحل كانت أكثر تنوعاً مما كان يعتقد في البداية، ويغير ذلك بشكل كبير الفهم السائد عن الكحل المصري القديم.