قد يكون إيلون ماسك هو أشهر شخص بين أفراد أسرته، لكن الحقيقة هي أن معظم هذا الحظ والتصميم على تحقيق الثروة كان بفضل والدته، السيدة الخارقة التي مهدت المسرح له وساعدته على اتخاذ أولى الخطوات لكي يصبح أثرى رجل في العالم.
عملاق التكنولوجيا ورجل الأعمال إيلون ماسك معروف بدوره في إدارة وتأسيس مشاريع عالمية ضخمة، مثل PayPal وTesla Motors وSpaceX، وكانت آخر خطواته عملية استحواذه الجريئة على موقع تويتر.
ولكن قبل أن يبدأ في صنع السيارات الكهربائية وإطلاق الصواريخ في الفضاء نشأ إيلون في جنوب إفريقيا مع والدته ماي ماسك.
عاشت ماي، بالإضافة إلى تربية إيلون وأخويه الناجحين بدورهما كيمبال وتوسكا، حياة تنافسية مليئة بالإنجازات والنجاح. فيما يلي بعض المعلومات التي قد لا تعرفها عن والدة أثرى رجل بالعالم.
عارضة أزياء منذ شبابها وحتى سن الـ70
ولدت ماي في مدينة ريجينا بكندا، عام 1948، وانتقلت إلى جنوب إفريقيا بعد ذلك بعامين، حيث ترعرعت هناك وتزوجت، وقامت في النهاية بتربية أطفالها الثلاثة: إيلون وكيمبال وتوسكا، كامرأة مطلقة.
ولكن خلال الأربعينيات من عمرها، وبعد طلاقها، انتقل الابن الأكبر إيلون إلى موطن والدته كندا للدراسة، وسرعان ما أقنع ماي وإخوته بأن يتبعوه.
بدأ مسارها نحو النجومية في عام 1969، عندما وصلت إلى نهائيات مسابقة ملكة جمال جنوب إفريقيا وهي تبلغ من العمر 21 عاماً. وذلك عندما التقت بوالد إيلون إيرول، الذي سرعان ما تزوجت به.
استمرت في عرض الأزياء على مر السنين حتى بعد تقدمها في السن، ثم في عام 2017، في سن 69، أصبحت سفيرة لمجلة CoverGirl العالمية، وبذلك تصبح أكبر سفيرة للعلامة التجارية في تاريخ مؤسسة الأزياء والجمال النسائية.
وتواصل ماي ماسك عملها كعارضة أزياء لحملات تصوير الأزياء الراقية، بالرغم من بلوغها سن الـ74 عاماً، وظهرت على سلسلة من أغلفة المجلات العالمية، بما في ذلك مجلة Time وVogue.
بدأت من الصفر في الأربعينيات من عمرها
بفضل جنسية ماي الكندية، حيث ولدت هناك، تمكن أطفالها من الحصول على جوازات سفر كندية بعد دراستهم والانتقال للاستقرار فيها.
ففي سن الـ18، كان إيلون ماسك أول من اتخذ هذه الخطوة بعد تخرجه في المدرسة الثانوية، أراد أشقاؤه المراهقون توسكا وكيمبال تغيير حياتهم أيضاً، وأقنعوا والدتهم ببطء بالانضمام إليهم في مغامرتهم العائلية الجديدة واتباع خطوات إيلون.
بحلول ذلك الوقت كانت ماي مطلقة، بعد زواج مضطرب، صرحت أنه كان مشوباً بالعنف المنزلي في مداخلات إعلامية أجرتها لاحقاً.
وفي مقابلة معها لمجلة Harper’s Bazaar العالمية عام 2019، قالت: “كنت خائفة، أخبرني (زوجي) مراراً وتكراراً كم أنني غبية، وقبيحة، ومملة. وبالرغم من أنه كان ثرياً فإنه حرص على ألا أملك شيئاً”.
والدة إيلون ماسك العصامية وتحقيق ثروة ضخمة
هذه التجربة جعلت ماي ماسك عصابية ومستعدة للبدء من الصفر، فباعت متعلقاتها، وودعت كل الحياة التي أسستها في جنوب إفريقيا وبدأت نشاطاً جديداً في كندا في الأربعينيات من عمرها.
في بعض الأوقات كانت تعمل في خمس وظائف، حيث قالت لمجلة Forbes العالمية في مقابلة أجرتها عام 2018: “كنت موظفة أبحاث في جامعة تورنتو، وكنت أقوم بالتدريس لمدة يومين في الأسبوع في كلية التغذية، ويومين آخرين في وكالة لاستعراض الأزياء”، مضيفة: “كنت ألقي المحاضرات وأقوم بعروض الأزياء وأدير عملي الخاص في وقتٍ واحد”.
ويلفت موقع Hollywood Life لحياة المشاهير، أنها قامت بتحضير ونيل درجتين في الماجستير، أحدهما في علم التغذية والآخر في الحميات الصحية والأنظمة الغذائية.
وقد بدأت ممارسة عملها كاختصاصية تغذية في جنوب إفريقيا، واستمرت في إعادة تأسيس الشركة عندما انتقلت إلى كندا.
ونتيجة لعملها الجاد خلال سنوات عمرها الطويل بلغت ثروة ماي ماسك اليوم نحو 20 مليون دولار أمريكي تقريباً، وفقاً لموقع Celebrity Network لأخبار المشاهير، بغض النظر عن مليارات إيلون نجلها، الذي قالت إنه لم يتدخل بأي شكل في تكوين أعمالها.
خبيرة التغذية التي لا تخطط للتقاعد أبداً!
كتبت ماي ماسك العديد من الكتب الناجحة أيضاً، التي شاركت فيها خبراتها كأخصائية في التغذية والعناية بالصحة والجسم والجمال.
وبالفعل أصدرت كتاب Feel Fantastic عام 1996، وكتاب A Woman Makes a Plan الصادر عام 2019.
ويتضمن كتاب ماي الأخير وصفات صحية تأكلها بنفسها بشكل منتظم، تساعدها في الحفاظ على رشاقتها.
وبسؤالها عما إذا كانت تطمح لأن تستريح وتتقاعد من العمل وأنشطتها الإعلامية المختلفة، قالت لصحيفة New York Times الأمريكية: “لن أتقاعد أبداً، سأعمل إلى أن يحين الوقت الذي لا يحتاجني فيه أحد، وحينها أيضاً سأبحث عن شيء آخر أعمل فيه”.