وتسعى «ناسا»، التي يعمل لديها 48 رائد فضاء نشط، إلى توسيع نطاق فريقها لتوفير الطواقم اللازمة للمركبات الفضائية التي تقصد عدة وجهات ودفع عمليات الاستكشاف كجزء من مهام برنامج «أرتميس» وما وراءه، حسب وكالة الأنباء الألمانية. وتهدف المهمة «أرتميس» إلى جعل رواد الفضاء يهبطون مجدداً على القمر بحلول عام 2024. تمهيداً لإرسال رواد فضاء في نهاية المطاف إلى المريخ. ويتعين على المرشحين لمهام رواد الفضاء أن يكونوا مواطنين أميركيين وحاصلين على درجة الماجيستير في العلوم أو التكنولوجيا أو الهندسة أو الرياضيات.
والمريخ..
تبحث وكالة ناسا عن رواد فضاء جُدد، وسوف تعمل الدفعة الجديدة من رواد الفضاء في بعثات “برنامج أرتيمس” التابع للوكالة، الذي يهدف إلى إنشاء محطة على القمر وإرسال البشر في نهاية المطاف إلى المريخ.
قالت براندي دين، المتحدثة باسم وكالة ناسا، لموقع Businiess Insder: “إنها أفضل وظيفة داخل وخارج الكوكب”.
ستبدأ فترة تلقي الطلبات الجديدة يوم 2 مارس/آذار وتنتهي في 31 مارس/آذار. ويتراوح المرتب بين 104,898 دولاراً و161,141 دولاراً.
لم تحدد وكالة ناسا عدد الوظائف الشاغرة، ولكن عمليات التوظيف الجماعية السابقة شملت من 8 إلى 12 فرداً. وفي آخر مرة أعلنت الوكالة عن حاجتها لرواد فضاء تلقّت أكثر من 18 ألف طلب.
ما الذي تحتاج إليه لشغل الوظيفة؟ إنها المرة الأولى التي تعلن فيها “ناسا” عن حاجتها لرواد فضاء منذ أربع سنوات، وتغيرت متطلبات الوظيفة قليلاً منذ ذلك الوقت.
لا يزال المتقدم للوظيفة يحتاج أن يكون مواطناً أمريكياً، ولديه عامان من الخبرة المهنية في أحد المجالات ذات الصلة. لكن رواد الفضاء المرشحين لبرنامج أرتيمس سيحتاجون أيضاً النجاح في تقييمٍ مدته ساعتان عبر الإنترنت بعد إرسال طلبات التقديم، وذلك للتأكد من قدرتهم على تلبية متطلبات الوظيفة.
للمرة الأولى، يجب أن يكون المتقدم حاصلاً على درجة الماجستير في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، بدلاً من الاكتفاء بدرجة البكالوريوس (تحدد وكالة ناسا: عامين من العمل على نيل درجة الدكتوراه في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، أو درجة الماجستير، أو على الأقل إكمال برنامج تدريب الطيارين).
قالت براندي دين إن الوكالة غيّرت متطلبات الوظيفة لكي تعكس المهام المطلوبة من المرشحين للوظيفة بشكل أفضل.
قالت أيضاً: “يجب أن يكون حاصلاً على درجة الماجستير أو خضع لتدريب الطيارين، هذا منطقي جداً”.
كيف تتم عملية التوظيف؟ ستكون عملية التوظيف طويلة. سوف يُعرض المتقدمون الواعدون على لجنة مُشكَّلة من رواد الفضاء الحاليين، لاختيار العناصر الأكفأ. تقول براندي إن رواد الفضاء يعرفون تحديداً ما تحتاج إليه الوظيفة، ويقولون إن التجربة العملية المطلوبة من الصعب معرفتها من على الورق.
هذه الخبرة المطلوبة، باختصار وببساطة، هي القدرة على العمل في المواقف الفاصلة بين الحياة والموت. الأشخاص الذي خدموا وعملوا في الجيش لديهم تلك القدرة بشكل كبير. وتلك “الخبرة العملية” لرائدة الفضاء كيت روبن أسفرت عن إجراء البحث الذي ساعد في تطوير علاجات لفيروس إيبولا.
بعد عمليات التدقيق والتحقق من المراجع والخبرات، سوف يُدعى حوالي 120 شخصاً لمقابلة في موقع العمل. وسوف تُدعى مجموعة أصغر مرة أخرى، ثم تصفية أخرى تصل بالناجحين إلى مرحلة الكشف الطبي.
قالت براندي دين: “على الأرجح لن تُشغل تلك الوظائف حتى 2021”.
فترة ما بعد الاختيار، بمجرد تعيينهم، ستنضم دفعة رواد الفضاء الجدد إلى 48 رائد فضاء نشطين في البرنامج. قالت براندي: “عند التعيين، تكون الوظيفة الفعلية هي مرشح لوظيفة رائد فضاء”.
يقضي المرشحون وقتاً طويلاً في فصول التدريب لتلقّي تدريبات مكثفة لتطوير المهارات الأساسية المطلوبة من رواد الفضاء. يتضمن ذلك تدريبات السير الفضائي تحت المياه، وتجارب الواقع الافتراضي، ودروس اللغة الروسية، وتعلّم كيفية تشغيل “الذراع الآلية”، وإتقان بروتوكول محطة الفضاء الدولية.
يتعلَّم كل المرشحون قيادة طائرات T-38 المقاتلة. وقالت براندي: “يعتبر هذا أكثر جزء واقعي في التدريب. هناك قراراتٌ قد تتوقف عليها حياتك أو موتك. يجب أن يكون رائد الفضاء مستعداً للتعامل مع أي شيء وفي كل المواقف”.
عقب انتهاء التدريب، بعد عامين من التدريب الأولي، يُصبح المرشحون جاهزين للمهمات والبعثات. ووفقاً لإعلان وكالة ناسا عن الوظائف الشاغرة، تلك المهمات قد تتضمن الحياة والعمل على محطة الفضاء الدولية.
يضيف الإعلان: “وقد يُكلَّفون أيضاً بالإقلاع على متن صاروخ “نظام الإقلاع الفضائي” القوي الجديد ومركبة “أوريون” الفضائية، والتوقف بالمركبة عند المدار القمري قبل تطبيق نظام الهبوط البشري الجديد إلى سطح القمر. وبعد عودة البشر إلى القمر عام 2024، تخطط وكالة ناسا لبعثات استكشاف مستدامة للعمر بحلول عام 2028. اكتساب تجارب جديدة على وحول القمر سوف تجعل وكالة ناسا مستعدة لإرسال البشر للمرة الأولى إلى المريخ بحلول منتصف ثلاثينات القرن الحالي”.
بمجرد إسناد مهمة لرائد الفضاء، يحتاج عادةً إلى عامين آخرَين للتدرُّب عليها. لكن رواد الفضاء الذين ينتظرون إسناد مهام لهم لا يعانون من أي فراغ، بل العكس.
قالت براندي: “لا يكتفي رواد الفضاء بالانتظار، بل يساعدون في تطوير مركبات فضائية جديدة، ودعم زملائهم الموجودين في الفضاء، وغيرها من المهام”.
أضافت براندي أن وكالة ناسا كانت تخطط بالفعل لتوظيف دفعة جديدة من رواد الفضاء قبل زيادة تمويل وكالة الفضاء في الميزانية الفيدرالية الجديدة. ولكن الأموال الإضافية سوف تسمح لروّاد الفضاء بإجراء المزيد من الأبحاث وحصولهم على المزيد من الفرص.
قال جيم بريدنستين، مدير وكالة ناسا، في بيان: “نطلب من كل أمريكي لديه المؤهلات والمتطلبات اللازمة أن يتقدم للوظيفة”.