إسرائيل تحقق في اعتداء قواتها على جنازة شيرين أبو عاقلة.. استنكار دولي واسع وضعها تحت الضغوط
كشفت هيئة البث الإسرائيلية، السبت 14 مايو/أيار 2022، أن السلطات في تل أبيب تحقق في سلوك الشرطة في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، بأمر من المفوض، في وقت وصف فيه وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي عيساوي فريج، سلوك الشرطة بـ”الكارثة الأخلاقية”، وتأتي خطوة تل أبيب هذه على وقع تنديدات دولية وحقوقية واسعة، استنكرت اعتداء شرطة الاحتلال على جنازة الراحلة شيرين أبو عاقلة.
وأثار اعتداء الشرطة الإسرائيلية على جنازة أبو عاقلة الذي وثّقته كاميرا الصحافة صدمة المجتمع الدولي، حيث عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “انزعاجه الشديد”، فيما قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية إن مشاهد الاعتداء على جنازة شيرين أبو عاقلة كانت مخزية.
فيما دعت وزيرة الخارجية الألمانية إلى تحقيق شفاف في مقتل شيرين أبو عاقلة والاعتداء على جنازتها وعلى المشيعين على حد سواء. أمّا خارجية إسبانيا فاعتبرت عنف الشرطة الإسرائيلية أمراً مداناً وغير مقبول على الإطلاق.
من جانبه قال المسؤول الإسرائيلي، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إن “سلوك بعض عناصر الشرطة في جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة كان كارثة أخلاقية، وضرّ بصورة إسرائيل” وأضاف: “لا أستطيع أن أفهم خوف الشرطة من الأعلام الفلسطينية، العلم الفلسطيني ليس انتهاكاً للقانون”.
ومضى فريج مستدركاً: “عندما أجلس مع الوزراء الفلسطينيين يكون العلم الإسرائيلي والفلسطيني على طاولة المفاوضات”.
قمع جنازة شيرين أبو عاقلة
يُذكر أنه في وقت سابق، أمس الجمعة، هاجمت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيين بعد شروعهم في تشييع جثمان الصحفية “أبو عاقلة” بالقدس الشرقية.
حيث حاول المشيعون الفلسطينيون الخروج من المستشفى الفرنسي في حي الشيخ جراح، وهم يحملون الجثمان، وسط ترديد شعارات وطنية والتلويح بالأعلام الفلسطينية.
من جانبه قال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن “عشرات الفلسطينيين أصيبوا خلال اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمستشفى الفرنسي”.
في المقابل أوضحت الشرطة الإسرائيلية، في بيان “قيام مشاغبين بخرق القانون، وأعمال شغب واستغلال الجنازة، والإخلال بالنظام قبل بداية المراسم”.
كذلك وفي صباح الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.
من جانبها اتهمت كل من السلطة الفلسطينية وشبكة “الجزيرة” إسرائيل بتعمد قتل “أبو عاقلة” بإطلاق النار عليها، بينما كانت تُمارس عملها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تفيد بأنها “قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين”.
مجلس الأمن يصدر بياناً يدين اغتيال أبو عاقلة.. وتقارير أمنية بتل أبيب: مقتل الصحفية برصاص الجيش “مرجح جداً”
أصدر مجلس الأمن الدولي، الجمعة 13 مايو/أيار 2022، بياناً يدين بشدة مقتل الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها اقتحاماً في مخيم جنين، في وقت كشفت فيه القناة الـ12 الإسرائيلية تقارير جديدة تؤكد تورط تل أبيب في اغتيال أبو عاقلة؛ إذ قالت إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي استمع إلى تقارير داخلية، أظهرت أن الجيش الإسرائيلي هو من أطلق النار على شيرين أبو عاقلة، وأن ذلك مرجح بقوة.
بيان المجلس دعا إلى إجراء تحقيق فوري وشامل وشفاف وعادل ونزيه في مقتل أبو عاقلة، مشدداً على الحاجة إلى ضمان المساءلة بشأن مقتلها.
كما أكد البيان على وجوب حماية الصحفيين بصفتهم مدنيين، وأضاف أن المجلس سيواصل مراقبة الوضع عن كثب بعد مقتل شيرين أبو عاقلة.
تقارير جديدة تكشف تورط إسرائيل
وبالتزامن قالت القناة الإسرائيلية إن مصدرين أمنيين من أبيب قالا إن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي طلب التريث بالنشر حول احتمال إطلاق جنوده النار على الزميلة شيرين أبو عاقلة، وطلب إجراء إعادة تمثيل لما جرى بحضور خبراء، كما اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي في الاجتماع بأن احتمال قتل جندي إسرائيلي لشيرين أبو عاقلة عن طريق الخطأ قائم بالفعل.
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه النيابة الفلسطينية العامة، في أولى نتائج تحقيقات أولية لها حول اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة، أن الجيش الإسرائيلي كان مصدر إطلاق النار “الوحيد” لحظة إصابتها قبل استشهادها الأربعاء.
ونشرت النيابة، في بيان، نتائج تحقيقاتها الأولية في مقتل “أبو عاقلة” بمدينة جنين، صباح الأربعاء 11 مايو/أيار، والتي أكدت فيها تعمُّد الجيش الإسرائيلي “ارتكاب جريمته”.
أوضح البيان أن “إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة بيّنت وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها شيرين، ناتجة عن إطلاق النار بشكلٍ مباشر باتجاه موقع الجريمة”.
وأضاف أنَّ “تمركز أقرب قوة إسرائيلية كان يبعد عن أبو عاقلة عند إصابتها نحو 150 متراً، وكانت ترتدي الزي الصحفي والخوذة الواقية”.
كما لفت إلى أن “إطلاق النار تجاه المكان استمر إلى ما بعد إصابتها، ما أعاق محاولات الوصول إليها لإسعافها من قبل زملائها والمواطنين”.
وأكدت النيابة العامة أن “نتائج التقرير الأولي للطب العدلي تشير إلى أن سبب الوفاة المباشر هو تهتك الدماغ، الناجم عن الإصابة بمقذوف ناري ذي سرعة عالية نافذ إلى داخل تجويف الجمجمة من خلال جرح المدخل”.
اغتيال صوت فلسطين
والأربعاء، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد مراسلة قناة “الجزيرة” القطرية، شيرين أبو عاقلة (51 عاماً)، جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين.
واتهمت كل من السلطة الفلسطينية وشبكة “الجزيرة” إسرائيل بتعمُّد قتل “أبو عاقلة” بإطلاق النار عليها، بينما كانت تمارس عملها، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن تقديراته الأولية تفيد بأنها “قُتلت برصاص مسلحين فلسطينيين”.
في غضون ذلك، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اعتداء الشرطة الإسرائيلية على جنازة الصحفية “أبو عاقلة”، بالقدس الشرقية.
وقالت الوزارة في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن الشرطة الإسرائيلية “اعتدت على نعش الشهيدة أبو عاقلة والمواطنين الذين يحملونه، ومنعت خروج الجثمان من المستشفى بالقوة وقمعت مسيرة التشييع”.
كما أدانت الخارجية الإجراءات والتدابير التي اتخذتها الشرطة الإسرائيلية لفرض مزيد من التضييق على مسيرة الجنازة، ومنع أعداد كبيرة من الفلسطينيين من الوصول إليها والمشاركة فيها، ومنع رفع العلم الفلسطيني والهتافات.
واعتبرت أن هذا الاعتداء يعبر عن “إرهاب دولة منظم لم يكتفِ بإعدام الشهيدة الصحفية أبو عاقلة، بدمٍ بارد، بل طارد جثمانها حتى دفنها”.
في وقت سابق من الجمعة، هاجمت الشرطة الإسرائيلية فلسطينيين بعد شروعهم في تشييع “أبو عاقلة”، ما أدى إلى إصابة عشرات منهم، بينما زعمت الشرطة الإسرائيلية أن “المشيعين خرقوا القانون واستغلوا الجنازة للإخلال بالنظام”.
و”أبو عاقلة” من مواليد مدينة القدس عام 1971، ومن أوائل مراسلي قناة الجزيرة، التي انضمت إليها عام 1997.
مراسلة CNN تنقل تفاصيل الاعتداء على مشيعي شيرين أبو عاقلة.. وما طُلب من أسرتها
شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلي هجوماً على جنازة الصحفية شيرين أبو عاقلة، الجمعة 13 مايو/أيار 2022، خلالها تشييع جثمانها في مسقط رأسها بمدينة القدس؛ ما أدى إلى سقوط النعش من أيدي المشيعين.
ومنعت قوات الاحتلال الإسرائيلي حمل نعش الصحفية على الأكتاف؛ مشترطة عدم حمل أي من الأعلام الفلسطينية، ما اضطر المشيعين إلى الاستعانة بسيارة نقل الموتى وإخراجها من المستشفى، فيما هاجمت قوات الاحتلال المشيعين الذين حاولوا مرافقة نعش الصحفية الراحلة.
وأظهرت لقطات البث المباشر على وسائل الإعلام، ضرب جنود من قوات الاحتلال للمشيعين، متجاهلين حرمة الجنازة؛ ما أدى إلى حالة ارتباك وتوتر في المستشفى الفرنسي، وتراجع المشيعين والعودة بالنعش إلى المستشفى الفرنسي بالقدس.
يقول رجال الشرطة الإسرائيليون إنهم تدخلوا اتناء تشييع جنازة صحفية الجزيرة لأن الغوغاء سرقوا نعش عائلتها بعد أن انتقد بايدن المشاهد "المزعجة" لتعرض "حاملي النعش" للهجوم.
ووصف السكرتير الصحفي للبيت الأبيض صور رجال الشرطة الإسرائيليين وهم يحتشدون بالهراوات وحاملو النعش وهم يحملون نعش صحفي فلسطيني أمريكي بأنها "مزعجة".