لعقود من الزمن، اعتقد العلماء أن سم الأفاعي، هو بيئة معقمة تماماً، نظراً لكونها مليئة بالمواد المضادة للميكروبات، وهي مواد يمكن أن تقتل البكتيريا.
ومع ذلك، فقد أظهرت أدلة علمية جديدة لباحثين من جامعة نورثمبريا البريطانية، تم نشرها أول من أمس، في دورية «ميكروبيولوجي سبكتروم»، أن هذا ليس هو الحال.
وتوضح الدراسة مدى قابلية بعض البكتيريا للتكيف، بحيث يمكنها البقاء على قيد الحياة في الغدد السامة للعديد من أنواع الأفاعي والعناكب، كما تستطيع مقاومة السائل المعروف باسم السم.
وتشير النتائج إلى أن ضحايا لدغات الأفاعي قد يحتاجون أيضاً إلى العلاج من العدوى التي تسببها هذه البكتيريا، وليس فقط مضادات السموم لمعالجة السموم المترسبة من خلال اللدغة.
وخلال الدراسة حقق الباحثون في سم خمس أفاعي ونوعين من العناكب، ووجدوا أن جميع الأفاعي والعناكب السامة تحتوي على حمض نووي جرثومي في سمها.
وعندما قام الباحثون بتسلسل الحمض النووي الخاص بهم، حددوا أنواع البكتيريا بوضوح واكتشفوا أنها أنتجت تحورات لمقاومة السم، وهذا أمر غير عادي لأن السم يشبه مزيجاً من المضادات الحيوية، وهو كثيف جداً، وكان يعتقد أن البكتيريا لا تستطيع مقاومته.
والمفارقة أن الباحثين عندما وضعوا بكتيريا المكورات المعوية البرازية التي وجدوها في سم أفعى الكوبرا ذات العنق الأسود، في أعلى تركيزات السم، استطاعت أن تعيش بكفاءة، بينما لم يتمكن النوع نفسه من البكتيريا التي تم عزلها من مستشفى.
ويعزي ستيرغيوس موسكوس، الأستاذ المساعد في العلوم الخلوية والجزيئية بجامعة نورثمبريا، قدرة هذه البكتيريا وغيرها على الحياة داخل السم إلى آلية «التطور».
ويقول في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»، «في البداية، سيقتل السم البكتيريا، لكن التعرض المستمر يمنحها فرصة للتحور وإنتاج الطفرات التي تساعدها في البقاء على قيد الحياة».
ويشبه ذلك بما يحدث مع المضادات الحيوية، حيث تطور البكتيريا طفرات تمكنها من مقاومتها، ويضيف: «يمكننا أن ننظر في المختبر في كيفية دفاع هذه البكتيريا ضد المواد الشبيهة بالمضادات الحيوية الموجودة في السم، لتعديل سموم المضادات إلى الحد الذي لا تستطيع البكتيريا مقاومته بعد الآن».
الغربان «الديمقراطية» تستخدم الضوضاء لاتخاذ القرارات
اكتشف العلماء أن الغربان تستخدم عملية «ديمقراطية» لتحديد متى يتركون مخابئهم بأعداد كبيرة، حسب «بي بي سي». ويمكن لآلاف الغربان الانطلاق إلى سماء الصباح في الشتاء، مما يخلق غمامة سوداء من الطيور السوداء. وقد وجد الباحثون الآن أن الطيور تنادي على بعضها البعض عندما يعتزمون الرحيل. ثم عندما يصل الضجيج إلى مستوى حرج، يشير إلى أن سرب الغربان متأهب للانطلاق، وتطير الطيور بعيداً.
ويقول أليكس ثورنتون، أستاذ التطور المعرفي في جامعة إكستر، لشبكة «بي بي سي»، «إنها رؤية نادرة حول كيفية اتخاذ الحيوانات للقرارات الجماعية».
ويوضح البروفسور ثورنتون قائلاً: «عندما ينادي طائر، فإنه يصوت أو يشير إلى أنه يريد المغادرة. ثم يتوقف القرار الجماعي بالرحيل على أمرين؛ الأول هو مستوى الضوضاء، والثاني هو التصاعد، أو مدى سرعة ارتفاع مستويات الضوضاء».
وحالما تصل الطيور إلى إجماع، فإن سرب الآلاف من الطيور ينطلق من الشجرة في غضون خمس ثوان في المتوسط، مما يشكل أحد المشاهد الشتوية الشهيرة في المملكة المتحدة.
ويقول الباحثون إنه عندما ترتفع مستويات الضجيج بسرعة أكبر، يغادر السرب مبكراً. وفي نورفولك شوهد 40 ألف طائر من الغربان يغادرون الأشجار بأعداد كبيرة. ويقول البروفسور ثورنتون، إن الغربان تفضل مغادرة الأشجار معاً، لأنها تحميها من الحيوانات المفترسة، أو لأنها مفيدة في «تبادل المعلومات». ويضيف «ثورنتون» مفسراً: «إذا كنت تحلق جماعياً، قد تلاحظ أن أحد الأفراد يتلقى غذاءً جيداً بصفة خاصة، أو يمكنك أن تتبين من نداءاتهم أنهم قد أكلوا. وقد تدرك أن طائراً معيناً يستحق المتابعة للعثور على مكان جيد لتناول وجبة الطعام».