لم تعلق هذه الإحصائيات بذهني، ولو مرة واحدة، ولا أعرف إن كانت ثابتة أو تتغير من عام إلى عام. في كل الأحوال، نحن نعاني من نقص المعلومات حول ما يُطبع في العالم العربي سنوياً، ولا يمكن لأي إحصاء أن يكون دقيقاً في ظل انعدام مؤسسات التحقق من الانتشار.
نعاني من ضعف عادة القراءة. هذا ما نعرفه على وجه التقريب، لكن الإحصائيات ليست دقيقة، والصورة ليست ثابتة إلى حد يفضي إلى اليأس.
كانت هناك مؤشرات على ارتفاع معدلات القراءة العربية منذ عقدين من الزمان، انتكست الحالة بعد الخلخلة التي تعرضت لها حواضر عربية كبيرة تحت ضغط الحروب والأزمات، وهي حواضر كانت قارئة في أحوالها العادية، بل الأكثر نهماً للقراءة، مثل العراق والسودان وسوريا واليمن، لكن يبدو أن عادة القراءة عادت للانتعاش، ويمكن أن نلحظ ذلك من عدد دور النشر الجديدة التي تنطلق في كل عام. من الواضح أن هناك تصاعداً في معدلات القراءة، وهناك تحولات نوعية بخصوص ما يتم نشره من أجناس الكتابة، بدت واضحة في معرض القاهرة الأخير.
في بداية الألفية الثالثة انفجرت ظاهرة «الأكثر مبيعاً» التي أزعجت كثيراً من الأدباء. وكان المحتوى فقيراً إلى حد كبير، ويتركز في جنس الرواية وكتب التنمية البشرية. كثير من الروايات منقولة عن أفلام أجنبية، خصوصاً روايات الرعب، وكتب التطوير الذاتي تبدو ظلالاً باهتة للكتب المترجمة في هذا المجال، التي تشهد هي الأخرى إقبالاً كبيراً.
لم تزعجني هذه الظاهرة يوماً، بل رأيتُ فيها تعبيراً عن رغبة في القراءة لدى أعداد كبيرة من الناس لا يمكنهم هضم الأعمال الأكثر تركيباً، ومجرد أن تجعل هذه الكتب من القراءة عادة اجتماعية، فهذا مكسب بحد ذاته. الأمر يشبه إقامة بناية، يلزمها في البداية حصيرة خرسانية تشمل كل موقع البناء، تخرج منها بعد ذلك الأعمدة التي يتناقص قطرها كلما ارتفع المبنى. ويبدو أن رهاني لم يكن خاسراً، حيث أرى على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الأشخاص يسخرون مما كانوا يقرأون في بداياتهم، ويسخرون من أذواقهم في تلك الفترة، بعد أن تحولوا إلى قراءة الأدب الرفيع.
دور النشر كانت حساسة في استجابتها لهذه التحولات؛ فقد بدأت منذ سنوات في إعادة الاعتبار للأدب الكلاسيكي العالمي والعربي، وقد تأكدت رغبة القارئ في معرض القاهرة هذا العام بالتدافع الرهيب على جناح «الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة»، في اليوم الأول لافتتاح المعرض للجمهور، وظل جناح «الهيئة» يصفي يومياً ما يعرضه من الأدب والفكر الكلاسيكي العربي، وعدداً كبيراً من كلاسيكيات الأدب الروسي بمناسبة العام المصري الروسي، منها: «المعلم ومارجريتا» لميخائيل بولغاكوف، ترجمة: يوسف حلاق، و«سوار العقيق» لألكسندر كوبرين، ترجمة: أبو بكر يوسف، و«بحثاً عن السعادة» لألكسندر أغناتنكو، ترجمة: توفيق سلوم، و«مولد إنسان»، تأليف: مكسيم جوركي، ترجمة: غائب طعمة فرمان، و«الآباء والبنون»، تأليف: إيفان تورجينيف، ترجمة: خيري الضامن، و«عش النبلاء»، إيفان تورجينيف، ترجمة: غائب طعمة فرمان، و«بطل من هذا الزمان»، رواية ليرمونتوف، ترجمة: سامي الدروبي.
الظاهرة الثانية والجديدة هي الرواج الشديد للكتب غير الروائية، كالسيرة والنصوص الهجين أو العابرة للأنواع الأدبية.
قبل أن ينطلق المعرض بشهر واحد احتفت الأوساط الأدبية بكتاب الشاعرة إيمان مرسال، «في أثر عنايات الزيات»، الذي قدمت فيه كتابة من طبقات، حيث نعثر فيه على حياة الكاتبة المنتحرة عام 1963، وسيرة صديقتها الفنانة نادية لطفي في بحث يقف بين تقنيات الصحافة الاستقصائية والتأريخ الأدبي، بالإضافة إلى سيرة إيمان مرسال نفسها، وآرائها في الواقع الثقافي الذي لم يتغير منذ انتحار عنايات إلى اليوم، ونجد في الكتاب تأريخاً اجتماعياً وعمرانياً للقاهرة، وتأريخاً لألم الكاتبات وعزلتهن التي أفضت ببعضهن إلى مصائر تشبه مصير عنايات الزيات.
كان الكتاب حاضراً في المعرض بجانب كتب أخرى استقبلها المعرض من المطابع مباشرة، منها «حرز مكمكم» للكاتب أحمد ناجي، الذي عوقب بثلاث سنوات حبساً بسبب فصل من روايته «استخدام الحياة»، نشرته دورية «أخبار الأدب» المصرية.
كتب ناجي نصاً حول سنوات الحبس. ليس يوميات أو مذكرات كاتب في ظرف عصيب، بل تأملاً متعالياً على الغضب، فيه كثير من السخرية وكثير من المفارقات. يجد ناجي بين الكتب المسموح بها في مكتبة السجن رواية صنع الله إبراهيم «تلك الرائحة» ممهورة بختم مصلحة السجون، وينطلق منها للمقارنة بين ظرفه ورؤيته للكتابة، وظرف صنع الله ورؤيته. ابتداءً، دخل ناجي السجن بسبب فصل من رواية لم تمنعها المحكمة وظلّت متداولة في الأسواق، بينما دخل صنع الله السجن في قضية سياسية، وعندما أُطلق من السجن كتب روايته، وتم منعها. تقود المقارنة ناجي إلى تأملات حول الأدب والآيديولوجيا، وعلى هذا النحو يواصل انتقالاته الناعمة بين وقائع السجن الطريفة أكثر من المؤلمة، وطريقة السجناء في الاحتيال على الممنوعات، وأثمان التواصل مع خطيبته في رسائل تنتهكها عيون الحراس، وبين آرائه في الكتابة من خلال ما يقرأه داخل المكتبة الفقيرة أو ما يصل إليه مع أفراد الأسرة، وتأملاته حول المسجونين الآخرين من خلال التزامهم بالصلاة، وإسداء النصائح الأخلاقية والدينية، وهؤلاء هم علية القوم المسجونين، حيث كان حبسه في عنبر الأموال العامة الذي يضمّ المختلسين من أصحاب المناصب الرفيعة، وقد ظلوا متشككين في هويته، حيث لم يصدق أحد منهم أن كتابة رواية يمكن أن تكون سبباً للسجن!
الروائي رؤوف مسعد حضر في المعرض من خلال مذكراته «لما البحر ينعس» ويصفها بـ«مقاطع من حياتي»، وهذا تنويه ضروري من كاتب عاش حياة من الصخب الغني، وتحتاج إلى مجلدات لوصفها، ما بين السجن والحرية المشروطة وإقامات في بلاد متعددة، حيث استقرّ به المقام في هولندا. تضمّ هذه المقاطع من الحياة سيرة الكاتب وخياراته السياسية والثقافية، وشهادته على عصره، ورأيه في العديد من الأدباء ورموز السلطة الثقافية بصراحته المعهودة الجارحة أحياناً.
الكتاب جزء أول، سيتلوه آخر، ما يمثل للبعض تهديداً جديداً؛ وكان أحب على العديد من المثقفين لو انشغل رؤوف مسعد برواية أخرى من رواياته الإيروتيكية الجريئة!
وفي معرض القاهرة كذلك صدر نص قصير للشاعرة الفلسطينية كارول منصور، يندرج تحت الكتابة المتعدية للنوع. وقد ضمّ الكتاب ترجمتين للنص: إنجليزية أنجزها يوسف رخا، الذي كتب مقدمة الكتاب كذلك، وفرنسية لهنري جول جوليان. «في المشمش» عنوان النص الذي ينفتح على الشعر والنثر، على الفصحى والعامية، على السياسي والاجتماعي، تنظمه تلك الهشاشة المرتبطة بالمشمش، الفاكهة ذات الموسم الأقصر.
لا يتسع المجال لكل الظاهرة غير الروائية في النشر التي شهدها معرض القاهرة، ومنها: «كيف تتذكر أحلامك» للكاتب عمرو عزت الذي يعرفه القراء كاتباً منفتحاً بتمكن على البحث السياسي والاجتماعي والإبداع. وهناك «حارس الكتب» لعماد العادلي، يقدم سيرة شخص وسيرة جيل من خلال القراءة، وهناك كتاب للناقد السينمائي والأدبي محمود عبد الشكور، «كنت طالباً في الثمانينيات»، بعد جزء أول صدر عام 2016، تحت عنوان «كنت صبياً في السبعينيات».
حققت كتب السيرة والنصوص العابرة للنوع معدلات توزيع جيدة، ولا يعني هذا غياب الرواية؛ فهناك روايات لكاتبات وكتاب من كل الأجيال، وهناك الكتب الأكثر مبيعاً التي لن تغيب وينبغي ألا تغيب، لكن سيكون عليها هي الأخرى أن تراعي حدّاً أدنى من جودة المستوى.
ومن الوجهة الفنية، يبدو النصّ الحرّ استجابة للون يعرفه العالم منذ عقود طويلة، ومن جهة أخرى يمكن النظر إليه بوصفه احتجاجاً على استسهال كتابة الرواية الذي وصل إلى حد الاستخفاف بهذا الفن العظيم.
«الحي الروسي»… حكاية متصدعة لنص سردي مختلف
يشتغل خليل الرز في المنطقة الرمادية التي تفصل بين الواقع والخيال، فرواياته لا تعوِّل على الواقع كثيراً ولا تُراهن على الخيال الجامح، وإنما تأخذ من الاثنين ما ينسجم مع طبيعة النص السردي المختلف قليلاً عن النصوص السائدة. وعلى الرغم من أنّ وجود الحيوانات في الأدب ليس جديداً فإنّ رواية «الحي الروسي» تحتفي بعدد من الحيوانات وتمنح بعضها أدواراً موازية للشخصيات الأخرى التي تشترك في البطولة الجماعية، فميزة هذه الرواية هي غياب البطل الواحد، وهيمنة الأصوات المتعددة مثل الراوي، ونونّا، وبوريا، وعصام وغيرهم، إضافة إلى الحيوانات التي أخذت مساحة موازية للشخصيات الأخرى مثل الزرافة، والكلبة الأفغانية رئيسة بتروفنا، والكلب العجوز موستاش، ويمكن الإشارة إلى الذئبين الأعجفين، والعقبان الثلاثة، والقطة غزال، وسواها من الشخصيات الحيوانية التي منحت النص أبعاداً رمزية عميقة.
يمكن القول إن «الحي الروسي» هي رواية شخصيات أكثر منها رواية أحداث، فثمة شخصيات سورية وروسية كثيرة جعلها الكاتب خليل الرز تتحرك بين روسيا إثر انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، وبين سوريا إثر اندلاع الانتفاضة الشعبية عام 2011. وقد اختار لها مكاناً افتراضياً أسماه بـ«الحي الروسي» الذي تقوده المافيا الروسية الممثلة بشخصية «بوريا» وثمة عدد آخر من الشخصيات التي قُدمت بطريقة المشاهِد السينمائية على مدار النص السردي، وأثثتهُ منذ مستهل الرواية حتى جملتها الختامية.
تحتل شخصية الراوي مساحة كبيرة من الرواية كما تسجّل حضوراً طاغياً في النص السردي ولا توازيه في هذا الحضور إلا شخصية الزرافة التي تُطل علينا في الفصل الأول وتسقط قتيلة في الفصل الأخير. وبما أنّ الروائي يعتمد أسلوب تشظية الحدث وتفتيته فلا بد أن يلتجئ إلى الاستطراد الذي ينتقل فيه من الحدث الرئيس إلى أحداث ثانوية قد تعزّز الحدث الأول أو تنصرف عنه كلياً. وبواسطة هذه التقنية نتعرّف على شخصية الراوي من دون الإشارة إلى اسمه، كما يُحيطنا علماً بشخصية أمه، المرأة السورية البسيطة المُصابة بمرض السُكري التي سوف يبتر الأطباء ساقها وتطلب من ابنها أن يدفنها في جبانة شيخ سعود إلى جانب قبر أبيها. ثم يعود بنا إلى الوراء ليخبرنا أنه خرّيج قسم اللغة الروسية وآدابها، ويعرف مدير «حديقة الحيوانات» فيكتور إيفانيتش الذي كان يعمل معه في مجلة «أنباء موسكو»، أما أقرب أصدقائه الخُلّص فهو صالح علي الذي سنصادفه في الفصول الأخيرة من الرواية.
وبموازاة الراوي تقف الزرافة شخصية رئيسة أفرد لها الكاتب فصولاً متعددة يقول فيها إن الزرافة تغنّي أحياناً في سكون الليل بصوت مبحوح خفيض، وإنها تكتفي بشربة ماء واحدة خلال يومين أو 3 أيام، ولا تنام إلا لفترات قصيرة جداً وهي واقفة، وإنّ لديها خوفاً غريزياً من السباع، ولذلك تُطلق أصواتاً غامضة تمنعها من النوم. ورغم أنها موجودة في «الأسر» منذ سنوات فإن خوف الزرافة، وصور الافتراس الموروثة لديها لم تضمحل في مخيلتها، ولعل صور الحيوانات المفترسة التي تظهر على سطح الشاشة التلفازية الكبيرة المثبّتة أمامها تُعيد لها هذه المخاوف وتؤكدها كلما شاهدت الأسود والنمور والضباع وهي تُطارد فرائسها في البراري المفتوحة والغابات المكتظة بالأشجار.
تتواصل المشاهِد لتزوّد القارئ بالحكايات وبعض القصص المتناثرة التي تحث الراوي على السرد، فأم الراوي هي أنموذج للمرأة السورية البريئة التي أنجبت أولادها في «الرقة» ولا تعرف غير هذه المدينة المحاذية للحدود العراقية، بل إن العراق كله لا يعني لها سوى المُطرب الريفي حضيري أبو عزيز أو الحزن العراقي الكثيف الذي يتسرّب من مَنجَم المناحات الأبدية في كربلاء والنجف والكوفة وبقية المدن العراقية المتشحة بالسواد.
أما الشخصيات الروسية فكثيرة هي الأخرى، أبرزها أركادي كوزميتش، الكاتب الروسي المغمور الذي يرفض الناشرون طبع رواياته، وقد عاش 35 سنة مع زوجته من دون أن يحبها أو يُدرِك أنها كانت مؤمنة بموهبته الأدبية إلا بعد فوات الأوان. ينتقل أركادي بتحفيز من ابنته إلى «الحي الروسي» في دمشق، ويدرّس في معهد اللغة الروسية في المركز الثقافي، لكن الحدث الأهم هو عثوره على رسالة قديمة للناشر تشجّعه على العودة إلى المخطوط وتصحيح الحريق في ذاكرة بطلته تانيا.
تُعدّ شخصية بوريا الأكثر غموضاً بين الشخصيات الروسية فهو المتنفِذ الفعلي بمصائر أُناس «الحي الروسي»، ويمثِّل شكلاً من أشكال المافيا الروسية الخطيرة التي انتقلت إلى سوريا، ولا بد أن تكون له علاقة وطيدة بالأفرع الأمنية في دمشق، وهو في النهاية لصٌ قوي منظّم يُحاصص الناس بأرزاقهم. وإذا كانت هناك شبه ذروة في ثيمة هذه الرواية فتتمثل بالتحدي القائم بين بوريا وعصام، الرياضي الذي حطّم أرقاماً قياسية في الرماية ورفع الأثقال، ورغم أنّ هذا التحدي سيظل قائماً فإن ذهاب عصام إلى «الغوطة» المُحررة ومَقتله هناك قد وضع حداً لهذا التحدي، ولا بد من تشييعه بطريقة تليق بالأبطال، إذ خرج الحي «الروسي» بقضّه وقضيضه وواروه الثرى على عجل تحت كشّافات طائرات الهليكوبتر. ثمة سيارة مفخخة تفجّرت أمام حديقة الحيوانات حطمت الباب الرئيس وأحدثت بعض الأضرار الطفيفة، لكنها سمحت للزرافة بالخروج من الباب إلى الشارع، ثم تحركت بخطى وئيدة موزونة فتبعها الجميع.
هناك مشهدان ملحميان في هذه الرواية؛ الأول تشييع عصام ودفنه في المقبرة تحت هدير الطائرات السمتية؛ والثاني خروج الزرافة من «الحي الروسي» ومرورها في بعض الأحياء المُحررة من «الغوطة»، ثم وصولها إلى ساحة «الأمويين» حيث تعرّضت إلى رشقة دوشكة مثبتة على دبابة «تي 90» أسقطتها أرضاً في الحال، ثم التقطتها رافعة ونقلتها إلى المبنى العسكري، بينما تولى جنود آخرون إزالة دماء الزرافة القتيلة، فيما سقط الراوي بين ذراعي صديقه القديم صالح، ولم يعد بوسعه أن يسمع شيئاً، لأن موستاش بدأ يهتف من جديد.
لم يشأ خليل الرز أن يتناول الحرب السورية إلا بهذه الطريقة الفنتازية التي أنقذت نصه من الوقوع في فخ المباشرة والتقريرية، كما لجأ إلى الترميز في مواضع كثيرة من النص السردي الذي يجمع بين الحوار المسرحي الذكي، واللغة الأدبية الفصيحة التي طرّزها بكثير من المفردات المألوفة في المحكية الشامية التي أصبحت جزءاً حيوياً من نسيج النص الإبداعي الذي يحتاج إلى دراسة موسعة للوقوف عند ثيماته الفرعية الكثيرة التي رصّعت المتن الروائي وأمدّته بمحمولات فكرية وثقافية واجتماعية تُدين الحرب وتعرّي العقول المريضة التي أشعلت أوراها منذ 2011 حتى الآن.
أصدر خليل الرز 9 روايات، من بينها «يوم آخر»، و«سلمون إرلندي» و«وسواس الهواء».