بعد ما يقرب من 150 عاماً على وفاة عالم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين، لا تزال عصافيره الشهيرة تثير اهتمام العلماء، وكشفت دراسة حديثة قادها باحثون من جامعة ماكجيل الكندية عن أنماط الحركة اليومية لهذه العصافير، والتي تغطي مساحة تعادل حجم 30 ملعب كرة قدم.
وتم ربط هذه العصافير متوسطة الحجم في جزر غالاباغوس بعالم التاريخ الطبيعي البريطاني، حتى أنها باتت تعرف باسم «عصافير داروين»، وذلك منذ قدم نظريته عن الانتقاء الطبيعي قبل ما يقرب من 150 عاماً، بعد زيارة جزر «غالاباغوس» بجمهورية الإكوادور، ومشاهدة التنوع البيولوجي الاستثنائي لهذه العصافير.
وتعد هذه العصافير واحدة من أكثر الكائنات الحية التي خضعت للدراسة على هذا الكوكب، وبسببها أصبحنا نعرف كيف يمكن أن تحدث التغيرات التطورية السريعة، وكيف يمكن أن يؤدي تبادل المواد الجينية بين المجموعات السكانية المختلفة إلى ظهور أنواع جديدة.
وخلال الدراسة الجديدة المنشورة أول من أمس، في دورية «إيكولوجي آند إيفولوشن» قدم الباحثون رؤى جديدة حول سلوك هذه العصافير، حيث لم يكن الباحثون يعرفون رغم التاريخ الطويل للدراسات التي أجريت عليها، سوى القليل عن الحياة السرية لهذه الطيور، ويرجع ذلك جزئياً إلى تحديات دراستها في بيئتها الطبيعية، بما في ذلك التضاريس الصخرية البركانية الوعرة والظروف المناخية القاسية.
ولأول مرة، نجح الباحثون خلال تلك الدراسة، في تتبع حركات الطيور ليلاً ونهاراً من خلال وضع علامات عليها بحقائب ظهر إلكترونية صغيرة تزن نصف غرام فقط، وهو ما قادهم إلى تقدير المسافة التي تقطعها الطيور طيلة اليوم الواحد والتي تغطي مساحة تعادل حجم 30 ملعب كرة قدم.
وبالإضافة إلى ذلك أظهرت الدراسة سلوكاً اجتماعياً غريباً، فالمعروف أنه نادراً ما تتجمع معظم الطيور معاً أثناء التكاثر، ولكن المثير للدهشة أن الفريق البحثي وجد أن عصافير داروين هي استثناء واضح.
وتركت كل العصافير التي وضعت عليها علامة مناطق تكاثرها بعد غروب الشمس، وتحركت أربعة أضعاف المسافة التي تقطعها عادة في النهار، وكانت الوجهة الغامضة، هي بستان خصب من أشجار التفاح يقع بجوار البحر حيث يتجمع ما يقرب من ألف طائر ليلاً للراحة.
أدلة جينية حول ما يجعل الكلاب «أفضل صديق للإنسان»
اكتشف الباحثون أدلة جينية توضح كيف أصبحت الكلاب «أفضل صديق للإنسان».
تشير دراسة جديدة أجرتها جامعة يابانية، إلى أن الطفرات في الجين المسؤول عن إنتاج هرمون الإجهاد «الكورتيزول» ربما لعبت دوراً في تدجين الكلاب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وسمح ذلك للحيوانات بتطوير المهارات من أجل التفاعل والتواصل مع الناس.
وقام ميهو ناجاساوا من جامعة أزابو باليابان وزملاؤه بالتحقيق في تفاعلات 624 كلباً محلياً باستخدام مهمتين.
في البداية، كان على الكلب أن يقرر أي وعاء يوجد تحته الطعام بناءً على إشارات، مثل التحديق والإشارة والنقر. اختبرت هذه التجربة فهم الحيوان للإيماءات البشرية والتواصل.
بينما نظرت التجربة الأخرى إلى الارتباط الاجتماعي بالبشر. في المهمة، تم إخضاع الكلب لاختبار حل المشكلات، والذي تضمن محاولة فتح حاوية للوصول إلى الطعام. وتم قياس المدة التي نظر خلالها الكلاب إلى الباحثين.
تم فصل الكلاب إلى مجموعتين اعتماداً على سلالتها – المجموعة القديمة المكونة من سلالات تعدّ وراثياً أقرب إلى الذئاب مثل «أكيتا» و«هاسكي»، والمجموعة العامة (جميع السلالات الأخرى البعيدة وراثياً عن الذئاب).
وفقاً للنتائج، كانت الكلاب في المجموعة القديمة تنظر إلى الباحثين في كثير من الأحيان أقل من الكلاب الأخرى أثناء مهمة حل المشكلات؛ مما يشير إلى أنها كانت أقل ارتباطاً بالبشر.
وجد الباحثون، أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين السلالات في المهمة الأولى.
ثم قاموا بالبحث عن الاختلافات في الجينات المرتبطة بالقدرات المعرفية المتعلقة بالإنسان بين المجموعات.
وفقاً للنتائج، تم ربط تغييرين في جين مستقبل الميلانوكورتين 2 (MC2R) بتفسير الإيماءات بشكل صحيح في المهمة الأولى والتحديق في العلماء بكثير من الأحيان في مهمة حل المشكلة.
وأوضح الباحثون، أن هذا يشير إلى أن الجين ربما يكون قد لعب دوراً في تدجين الكلاب، ربما عن طريق تعزيز مستويات أقل من التوتر حول البشر.
وقال المؤلفون «باختصار، اختبرنا 624 كلباً وبحثنا في الجينات المرشحة المسؤولة عن التواصل مع البشر، كان جين MC2R هو الأكثر فاعلية المرتبط بمهارات الكلاب. ويشير ذلك إلى أن هذا الجين يمكن أن يتحور في عملية تدجين الكلاب في وقت مبكر».