قد يصبح البشر قريباً مدينين لنوع من الضفادع الصغيرة، في إكسابهم القدرة على مواجهة الأمراض، وذلك بعد نجاح باحثين في اكتشاف الآلية التي تعطي هذه الضفادع «السوبر»، قدرة على مقاومة العوامل الممرِضة، ما فتح الباب أمامهم لاكتشاف دواء يوجد في الأسواق يمكنه تكرار هذه القدرة عند البشر.
وخلال الدراسة التي نشرت في دورية «ساينس أدفانسيس» أول من أمس، اكتشف الباحثون في معهد «ويس للهندسة المستوحاة بيولوجياً» في جامعة هارفارد الأميركية، آليات وراثية وبيولوجية تعزز من قدرة الخلايا والأنسجة في ضفادع «القيطم الأفريقي» عديمة اللسان، على مقاومة الضرر في وجود مسببات الأمراض الغازية، مما يشير إلى أن العدوى التي تصيب البشر والحيوانات الأخرى يمكن علاجها يوماً ما، عن طريق زيادة تحملها لمسببات الأمراض.
وركَّز نهج علاج العدوى على مدار الـ75 سنة الماضية على قتل العامل الممرِض، ولكن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في الماشية والبشر أدى مع الوقت إلى ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، غير أن القدرات الفائقة في مقاومة الأمراض لضفادع «القيطم الأفريقي»، أوحت للباحثين بضرورة التركيز على تعديل استجابة المضيف لمسببات الأمراض، بدلاً من قتل العامل الممرض نفسه.
ووجد البحث في بيولوجيا تحمل المرض، أنه مرتبط بتنشيط استجابات الإجهاد التي تحدث عادة بسبب انخفاض مستوى الأكسجين (نقص الأكسجة)، وتعمل هذه الاستجابات الخلوية على إعادة برمجة الخلايا التائيّة، مما يقلل من كمية الالتهابات التي تسببها.
وكجزء من سعي معهد «ويس» المستمر لتحديد الأدوية التي يمكن أن تكرر هذه العمليات البيولوجية لدى البشر، استخدم الفريق البحثي مجموعة من التقنيات الحسابية والتجارب العملية، لاستخراج الجينات والمسارات الجزيئية التي تتحكم في مقاومة الضفادع لمسببات الأمراض، من ثَم وجدوا الأدوية التي يمكن أن تنشط تلك المسارات، وتحفز المقاومة ضد مسببات الأمراض عند البشر.
ومن خلال فحص أكثر من 30 دواء، أظهرت التجارب أن 3 عقاقير كانت فعالة لتحقق هذا الغرض، وهي «ديفيروكسامين»، وهو دواء معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، و«ميموسين»، و«الهيدرالازين».