أعداد الحجاج لهذا العام يقارب الـ900 ألف من الداخل والخارج
يستقبل المسلمون في العالم، اليوم السبت أول أيام عيد الأضحى، ويرمي الحجاج جمرة العقبة، ويذبحون أضاحي العيد ويحلقون أو يقصرون، بعدها يتحللون من ملابس الإحرام.
ويستعد البعض لطواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة. ويستقر الحجاج اليوم في منى بعد رمي العقبة، وغدا الأحد أول أيام التشريق.
وكان الحجاج قد وقفوا أمس في عرفة لأداء الوقفة الكبرى وهي ركن من أركان الحج الأعظم.
وبعد نفرة عرفات استقر الحجاج في مشعر مزدلفة، حيث باتوا ليلتهم.
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء في السعودية، أن إجمالي أعداد الحجاج لهذا العام، قارب الـ900 ألف حاج.وأكدت الصحة السعودية أن الوضع الصحي لحجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات مطمئن، مشيرة إلى أن الجميع التزموا بشروط الوقاية، ولم تسجل أي إصابة فيما عدا بعض حالات ضربات شمس.
واستخدمت السعودية أجهزة خاصة لضخ رذاذ الماء آلياً، لتلطيف الجو مما أدى إلى تخفيض درجة الحرارة إلى نحو 7 درجات، في بعض المناطق.
وبحسب المركز الوطني للأرصاد راوحت درجة الحرارة على المشاعر المقدسة خلال موسم حج هذا العام، ما بين 42 و44 درجة مئوية.
احتفل ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول مثل أفغانستان وليبيا ومصر وكينيا واليمن، بعيد الأضحى يوم السبت، وهو أحد أكبر الأعياد في التقويم الإسلامي. ويتزامن الاحتفال المعروف باسم “عيد النحر”، مع مناسك الحج السنوية في المملكة العربية السعودية وهي مناسبة بهيجة، يعتبر الطعام سمة مميزة لها. وستحتفل الكثير من دول آسيا، بما في ذلك إندونيسيا والهند وباكستان، بعيد الأضحى يوم الأحد.
أدت الحرب الروسية في أوكرانيا إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية وتسببت في مصاعب واسعة النطاق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويؤكد كثيرون أنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء المواشي من أجل طقوس الأضحية وقد أدى اليأس من ارتفاع تكاليف المعيشة إلى تراجع تجارة المواشي من ماعز وبقر وأغنام حسب ما أكده محمد نادر من سوق للماشية في مزار الشريف، شمال أفغانستان، حيث تساوم عدد قليل من الرجال أمام قطيع أغنام.
عيد الأضحى يحيي ذكرى القصة القرآنية لاستعداد إبراهيم للتضحية بإبنه إسماعيل كـ “طاعة لله”، قبل أن يتمكن من أداء الذبيحة، قدم الله كبشًا كقربان. وفي الرواية المسيحية واليهودية، أمر إبراهيم بقتل ابن آخر، إسحاق.
يحتفل العديد من المسلمين بالعيد الذي يستمر أربعة أيام من خلال طقوس ذبح المواشي وتوزيع اللحوم على الأسرة والأصدقاء والفقراء. بمخيم الشاطئ للاجئين في غرب مدينة غزة، اصطف الأطفال المتحمسون لإقتناء لحم العيد، وهي صدقة توزع على الذين لا يستطيعون شراء اللحوم خلال المناسبة.
في سوق للماشية في قطاع غزة المحاصر، لم يكن هناك أي مشتر. قال بائعون إن سعر أعلاف الأغنام قفز أربعة أضعاف في الأسابيع الأخيرة. “حياتنا مليئة بالخسارة”، قال أبو مصطفى، بائع أغنام في دير البلح وسط غزة، التي عانت طويلاً من البطالة والفقر المتفشي.
وفي شوارع رام الله، بالضفة الغربية، كانت العائلات الفلسطينية تقلل من استهلاك المكونات الأخرى للعيد، عادة مجموعة من الأطباق كالكعك وكعك المعمول. وقد اشتكى بائع الفاكهة بليغ حمدي: “في مثل هذه الأيام، كان هناك طلب على الفواكه والحلويات والمكسرات أيضًا، ولكن كما ترون لا أحد يقف ليشتري الآن”.
في أفغانستان التي تعاني من ضائقة مالية، عادة ما يكون هناك اندفاع لشراء الأضاحي قبل عطلة العيد. لكن هذا العام، جعل التضخم العالمي المتسارع والدمار الاقتصادي بعد استيلاء طالبان على السلطة عمليات اقتناء الأضاحي بعيدة عن متناول الكثيرين. قال محمد قاسم وهو بائع ماشية أفغاني: “في مثل هذا اليوم من العام الماضي بعت ما بين 40 إلى 50 رأسًا من الماشية … هذا العام، تمكنت من بيع اثنين فقط”.
تضاعفت أسعار القمح واللحوم وانتشر الجوع لأن الحرب الروسية على أوكرانيا عطلت الزراعة وقيدت إمدادات الطاقة. وقد أجبرت التكاليف الباهظة لأعلاف الحيوانات والأسمدة بائعي الماشية على رفع الأسعار.
من طرابلس في ليبيا التي مزقتها الحرب، تتطلع العائلات إلى العطلة بعد عامين من الوباء وأكثر من عقد من الفوضى والعنف، لكن غلاء الأضاحي وخصوصا الأغنام جعلت المشترين يتجولون في السوق المتربة قرب الطريق السريع المليئ بالنخيل، متخوفين من عملية الشراء الكبرى. صبري الهادي أكد أن “الأسعار جنونية”.
لكن المظهر الذي لا يغيب هو صلاة العيد وسط الجماعة، وهو مشهد مرحب به في معظم أنحاء العالم بعد سنوات من القيود المتعلقة بفيروس كورونا. واحتشد مئات المصلين في المساجد في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لآداء الصلاة يوم السبت. ومن كينيا إلى روسيا إلى مصر صلّت حشود من المصلين الكتف لكلتف، والقدم عند القدم. وقد أكدت قالت سحر محمد وهي تبتسم: “أشعر بسعادة كبيرة لأن كل هؤلاء جاءوا للصلاة … هناك حب وتقبل بين الناس”.
وفي المملكة العربية السعودية، صعد مئات الآلاف من الحجاج عند الفجر للتوجه إلى منى، وهو واد واسع تحيط به الجبال القاحلة حيث توقف النبي محمد في طريقه منذ حوالي 1400 عام. وقد توافد مليون مسلم من جميع أنحاء العالم هذا الأسبوع على مدينة مكة المكرمة، وهي أكبر رحلة حج منذ جائحة كورونا.
وفي مجمع الجمرات متعدد الطوابق، رمى الحجاج الجمرات، مذكرين بانتصار إبراهيم على الفتنة، وهو أحد الطقوس المرتبطة بالنبي محمد والنبي إبراهيم وإسماعيل، والتي يتم إجراؤها كل عام في هذه الأيام الخمسة. وألقى الحجاج الحصى على ثلاثة أعمدة كبيرة تحدد الأماكن التي حاول فيها الشيطان قطع تضحية إبراهيم.
إنها أخطر نقطة في الحج، حيث تتدفق الجماهير ذهابًا وإيابًا. في عام 2015، قُتل الآلاف من الحجاج بسبب تدافع الحشود. وقامت السلطات السعودية بعدة أعمال بناء للوصول إلى شوارع أوسع وبوابات إلكترونية وخط سكة حديد عالي السرعة.
من المفترض على جميع المسلمين القادرين جسديًا وماليًا آداء الركن الخامس من الإسلام وهو الحج مرة واحدة على الأقل في العمر. حافظت المملكة العربية السعودية على القيود للحد من انتشار الفيروس هذا العام، مع إلزامية التطعيم ضدّ الفيروس وحضور أقل من الحجاج.