«قمة طهران» تحدد مصير العملية التركية في سوريا
انعقدت في طهران، أمس (الثلاثاء)، قمة روسية – تركية – إيرانية يُفترض أن يتحدد بموجب نتائجها مسار العملية العسكرية التركية المرتقبة شمال سوريا. وفي حين أكد الأتراك تمسّكهم بالهجوم ضد «قوات سوريا الديمقراطية» التي يعتبرونها إرهابية، كرر الإيرانيون موقفهم المعارض، قائلين إن «أي هجوم عسكري (في شمال سوريا) سيضر بتركيا وسوريا ولن يعود بالنفع أو يخدم إلا الإرهابيين فقط»، حسب ما قال المرشد الإيراني علي خامنئي خلال استقباله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
ورغم أن التركيز في قمة قادة روسيا وتركيا وإيران، انصب على الوضع في سوريا، فإن تشابك الملفات منح القمة أهمية إضافية انعكست في ترتيب جدول الأعمال للرؤساء وفي اتساع دائرة النقاشات لتشمل فضلاً عن العلاقات الثنائية، ملفات إقليمية ودولية على رأسها الموضوع الأوكراني وملف إيران النووي.
واستهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشاطه في طهران بلقاء مع الرئيس إبراهيم رئيسي انتقل بعده الطرفان لعقد اجتماع مع المرشد خامنئي. ثم عقد بوتين اجتماعاً منفصلاً مع إردوغان سبق انطلاق أعمال القمة الثلاثية المخصصة للشأن السوري. ومهّدت موسكو للقمة بتوجيه رسائل إلى الغرب وفقا لتعليق محللين في روسيا رأوا أن تركيز الكرملين على تأكيد عمق العلاقات مع طهران، كان متعمداً في ظل السجالات القائمة حالياً في الغرب حول السياسات الإيرانية والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة لطهران.
وشدد إردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإيراني، على تمسك تركيا بوحدة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تفعيل مسار آستانة للحل السياسي في سوريا.
روسيا تستخدم الغاز” سلاحا” ضد الاتحاد الأوروبي
اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين روسيا الأربعاء باستخدام الغاز” سلاحا” ضد الاتحاد الأوروبي بخفضها الإمدادات بشكل جذري، داعية الدول السبع والعشرين الأعضاء إلى الاستعداد لتوقف كامل.
وأضافت عند تقديمها خطة المفوضية لخفض استهلاك الغاز في دول الاتحاد “روسيا تمارس ابتزازا وتستخدم الغاز سلاحا. وفي حال حصول انقطاع كبير لا بل كامل في امدادات الغاز (الروسية) يحب أن تكون أوروبا مستعدة”.
وطلبت المفوضية الأوروبية الأربعاء من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خفض الطلب على الغاز طوعا بنسبة 15 بالمئة في الأشهر الثمانية المقبلة من أجل تجاوز تقليص الإمدادات الروسية وتريد إقرار تخفيضات إلزامية في حال الضرورة.
وتنص الخطة التي عرضتها المفوضية الأوروبية وستناقشها الدول الأعضاء على ضرورة أن تبذل كل دولة “كل الجهود الممكنة” لخفض استهلاكها الوطني للغاز بما لا يقل عن 15 بالمئة بمعدل وسطي بين آب/اغسطس 2022 وآذار/مارس 2023، مقارنة بالمعدل المسجل في السنوات الخمس الأخيرة خلال الفترة نفسها.
موسكو تُخطر أوروبا بإشعار “القوة القاهرة” بشأن إمدادات الغاز.. هذا ما أبلغت به شركات الطاقة
أخطرت شركة غازبروم الروسية الحكومية العملاقة بعض عملائها الأوروبيين بإشعار “القوة القاهرة”، ما يعني إخلاء مسؤوليتها عن أي نقص في إمدادات الغاز بسبب “ظروف غير عادية”، حسبما نقلت صحيفة The Washington Post الأمريكية.
وجاء إخطار الشركة الروسية يوم الخميس 14 يوليو/تموز 2022، في حين أكدت شركات أوروبية تلقيها الإشعار الذي يخطر الشركات بتفعيل مادة القوة القاهرة بأثر رجعي على إمدادات الغاز منذ 14 يونيو/حزيران المنصرم.
أزمة الطاقة بين أوروبا وروسيا
تأتي هذه المناورة القانونية في ظل أزمة طاقة متزايدة في أوروبا، حيث تعتمد العديد من الدول على الغاز الروسي، في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا للضغط على موسكو اقتصادياً بسبب الحرب في أوكرانيا.
ومن المتعارف عليه أن بند القوة القاهرة في أي تعاقد يعفي الأطراف من مسؤولية الوفاء بالتزاماتها في الظروف غير العادية والاستثنائية خارج نطاق سيطرة طرف التعاقد، مثل الحروب أو العواصف أو الحرائق.
ومن خلال تفعيل هذا البند، توضح شركة غازبروم أنها لا تتحمل المسؤولية عن عدم إرسال شحنات الغاز المقررة إلى أوروبا بسبب حالة الحرب.
بدورها، أكدت شركة “يونيبير” (Uniper) الألمانية، أكبر مستورد للغاز الروسي، أنها تلقت إشعاراً من شركة غازبروم “تزعم فيه الشركة تفعيل بند القوة القاهرة بأثر رجعي على نقص إمدادات الغاز السابقة والحالية”.
وقال المتحدث باسم الشركة الألمانية: “نعتبر هذا الإشعار غير مبرر، ورفضنا رسمياً ادعاءات القوة القاهرة”.
كما تلقت شركة RWE، أكبر منتج للطاقة في ألمانيا، إشعاراً مماثلاً من الشركة الروسية، لكنها رفضت التعليق على الأمر.
أضرار لحقت بشركات أوروبية
وأثارت المناورة القانونية مخاوفَ بشأن مستقبل إمدادات الغاز الروسي لأوروبا في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات بشأن أمن الطاقة في أوروبا.
كما تضررت شركة يونيبير الألمانية بقوة من نقص إمدادات الغاز، مما تسبب في خسارة الشركة عشرات الملايين يومياً منذ خفضت موسكو إمداداتها منذ يونيو/حزيران الماضي.
في المقابل، ألقت شركة غازبروم باللوم على العقوبات الغربية بسبب حرب روسيا في أوكرانيا، مشيرة إلى عدم عودة المحركات التوربينية التي أرسلتها الشركة للإصلاح في كندا بسبب العقوبات الاقتصادية على روسيا.
إلا أن ألمانيا شككت في أن يكون غياب المحركات التوربينية يسبب هذا النقص الحاد في الإمدادات، وذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية أن كندا أرسلت المحركات التوربينية بالطائرة الأحد، 17 يوليو/تموز، إلى ألمانيا، التي سترسلها بدورها إلى روسيا الأسبوع المقبل.
مستقبل مجهول لإمدادات الغاز من روسيا
وتصاعدت المخاوف في أوروبا خلال الأيام الأخيرة من أن روسيا قد لا تستأنف إمدادات الغاز بعد انتهاء الصيانة المقرر لها يوم الخميس، 21 يوليو/تموز.
في السياق، قالت كارين جان بيير، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، في بيان موجز إخباري الثلاثاء، 19 يوليو/تموز: “تواصل روسيا استخدام الغاز الطبيعي بمثابة سلاح سياسي واقتصادي. أدت نقص إمدادات الطاقة الروسية إلى ضغط كبير على الأسواق، وزيادة الأسعار على المستهلكين، مما يهدد أمن الطاقة العالمي”.
لكن لا يزال غير واضح إن كانت تلك المخاوف مبررة، فإعلان حالة “القوة القاهرة” ما هو إلا مناورة قانونية. في نهاية المطاف، لا يعرف أحد حتى الآن قرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إمدادات الغاز الروسية إلى أوروبا.
كذلك قال فيليب هيلماير، رئيس قسم إمدادات الطاقة المستقبلية في وكالة الطاقة الألمانية: “لن نعرف النوايا الحقيقية لإشعار شركة غازبروم إلا عندما نرى ما سيحدث في نهاية الأسبوع