فيما تُوضَع بذور 60 ألف نوع من أنواع المحاصيل من جميع أنحاء العالم في القبو لتوفير مخزونٍ احتياطي للبذور الموجودة في البنوك الأخرى، وفق ما قالت صحيفة The Guardian البريطانية.
تفاصيل أوضح عن قبو البذور: أُسِّست المنشأة المقامة تحت الأرض في أرخبيل سفالبارد بالنرويج بتكلفة تسعة ملايين يورو (9.8 مليون دولار) عام 2008 لتكون مخزناً “مُضاداً للفشل”. لكن الوتيرة السريعة غير المتوقعة للاحترار العالمي أدّت إلى ذوبان التربة الصقيعية المحيطة بها.
المسؤولون قالوا إنّ التجديدات التي أجرتها الحكومة النرويجية بتكلفة 20 مليون يورو (21.7 مليون دولار) تعني أنّ القبو آمن أمام التطورات المستقبلية “ومُحكم ضد الماء بشكلٍ كامل”.
دوافع إنشاء قبو البذور: يُؤدّي تدمير الطبيعة إلى فقدان تنوع المحاصيل الحيوي وفقدان أقاربها البريين، في الوقت الذي يعني فيه التأثير الناتج عن الطوارئ المناخية أنّ ثمة حاجة إلى أنواع جديدة للتكيُّف مع التغير المناخي والآفات الزراعية. وقد تتدمر أيضاً بنوك البذور بسبب انقطاع الطاقة والحرب، مثلما حدث في حلب بسوريا، مما يجعل قبو سفالبارد ضرورياً.
تُعتبر الودائع، التي وصلت من 36 مؤسسة يوم الثلاثاء 25 فبراير/شباط 2020، هي الأكثر تنوعاً. إذ تشمل بذور 27 نوعاً من النباتات البرية من أراضي هايغروف المملوكة للأمير تشارلز، فضلاً عن بذور أحد أنواع القرع التي أودعتها قبيلة شيروكي نيشن بالولايات المتحدة.
كذلك أودعت جامعة حيفا بذور القمح ثنائي الحبة، المعروفة باسم “أم القمح” منذ اكتشافها عام 1906، إلى جانب أصناف البطاطا من بيرو ومحاصيل أخرى من منغوليا والمغرب وميانمار ونيوزيلندا. وتحتوي كل عينة على قرابة الـ500 بذرة.
حجم البذور المخزنة في القبو: يضم قبو سفالبارد، المحفور في صخور صلبة، عينات 1050000 نوع من المحاصيل من خمسة آلاف فصيلة. ويمثل هذا خُمسي الأصناف العالمية التي تُقدر بـ2.4 مليون نوع، ويمتلك القبو مساحةً كبيرة لاستضافتها.
قال هانيس ديمبولف، العالم بمنظمة Crop Trust التي تدير القبو إلى جانب مركز Nordic Genetic Resource Centre: “يُعَدُّ تنوُّع المحاصيل أساساً جوهرياً لإنتاج الغذاء. ويُعد قبو سفالبارد منشأة المخزون الاحتياطي الأساسية لبنوك البذور في جميع أنحاء العالم، موفّراً بذلك حمايةً للتنوع البيولوجي الذي يحفظونه”.
إلى ذلك فقد فُقدِت الكثير من أنواع المحاصيل، بما فيها 93% من أنواع الفواكه والخضراوات في الولايات المتحدة.
إذ قال ديمبولف: “لم تكن مشكلة تسرب المياه في نفق المدخل متوقعةً بالتأكيد أثناء بنائه. ولم يعتقد أحد أنّ الصيف سيكون دافئاً بهذه الدرجة. كان إجراء تطوير رئيسي هو الشيء الصحيح الوحيد الذي يجب القيام به، وبالتأكيد زادت الحكومة النرويجية الموارد لضمان أنّه أصبح محكم الإغلاق تماماً”.
فيما قالت هيج نجا أشيم، المتحدثة الرسمية باسم الحكومة النرويجية المالكة للقبو: “إنّ نفق المدخل والتطوير سيؤمنان قبو البذور للمستقبل”.
كانت قد صرّحت لصحيفة The Guardian البريطانية في عام 2017 قائلةً: “وصلت الكثير من المياه إلى بداية النفق… وكان من المفترض أن يعمل القبو دون الحاجة للبشر”. لكن المياه لم تصل إلى أقبية البذور.
مخاطر واجهها القبو: عُزِلَ النفق البالغ طوله 130 متراً عن الماء تماماً، ونُقِلَت معدات التبريد التي تُبقي القبو بدرجة حرارة -18 مئوية إلى مبنى جديد للخدمة؛ لتنطلق حرارة الماكينات إلى الخارج. ويقع القبو على ارتفاع 130 متراً فوق سطح البحر، وهو مُصمَّمٌ ليبقى “بعمر افتراضي لا نهائي تقريباً”.
قال ديمبولف: “من الخطر دائماً القول بأنّ هناك شيئاً مضاداً للفشل أو مُحصّناً تماماً. فعلى مدى 20 أو 30 أو 40 عاماً، سنواصل مراقبة الموقف لمعرفة ما إذا كان من الضروري إجراء أي تطويرات أخرى”.