وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على دواء «أوليبوداز ألفا»، الذي تنتجه شركة «سانوفي» الفرنسية، ويسوق تجارياً تحت اسم «زينبوزيم»، وذلك ليُمنح للأطفال والبالغين المصابين بنقص إنزيم مسؤول عن تحطيم أحد المركبات الدهنية.
ويعاني بعض المرضى من مرض وراثي نادر يتمثل في نقص إنزيم «السفينجوميليناز الحمضي»، المسؤول عن تحطيم مركب «السفينجوميلين الدهني»، الذي يمكن أن يتراكم في الكبد والطحال والرئة والدماغ، ويوفر «زينبوزيم»، بدائل الإنزيم، التي تساعد على علاج المشكلة.
ويعاني مرضى نقص إنزيم «السفينجوميليناز الحمضي» من تضخم في البطن يمكن أن يسبب الألم والقيء وصعوبات التغذية، ولديهم أيضاً اختبارات غير طبيعية للكبد والدم، ويعاني المرضى الأكثر تضرراً من أعراض عصبية عميقة ونادراً ما يستمرون على قيد الحياة بعد سنتين إلى ثلاث سنوات من العمر، وقد يعيش مرضى آخرون حتى مرحلة البلوغ ولكنهم يموتون قبل الأوان بسبب فشل الجهاز التنفسي.
واستندت الموافقة الأميركية على الدواء الذي يقدم لهؤلاء المرضى، إلى دراسة عشوائية محكومة لـ31 مريضاً، إذ ساعد العلاج بـ«زينبوزيم» في تحسين وظائف الرئة وقلل من حجم الكبد والطحال.
وفي التجربة السريرية، عانى 75 في المائة من مرضى الأطفال ونصف المرضى البالغين من ردود فعل سلبية، بما في ذلك الصداع والغثيان والقيء أثناء تلقي العلاج في الوريد.
وتقول كريستين نغوين، من مكتب الأمراض النادرة وطب الأطفال والمسالك البولية والتناسلية في إدارة الغذاء والدواء الأميركية في تقرير نشرته الاثنين شبكة «هيلث داي»: «مرض نقص إنزيم (السفينجوميليناز) الحمضي له تأثير ضار على حياة الناس وهناك حاجة ماسة لزيادة خيارات العلاج للمرضى الذين يعانون من هذا المرض النادر، وأعتقد أن المرضى الذين يعانون من هذا المرض وأسرهم وأطباءهم سيرحبون بهذا التقدم الذي طال انتظاره».
وإلى جانب الولايات المتحدة، تمت الموافقة على الدواء أيضاً في أوروبا واليابان، وتقدر شركة «سانوفي» أنه في جميع المناطق الثلاث، يوجد نحو ألفي شخص مصاب بالمرض يمكن أن يكونوا مؤهلين للعلاج.
وحددت الشركة قائمة أسعار الدواء في الولايات المتحدة بقيمة 7142 دولاراً لكل قارورة، وهو ما يعادل متوسط تكلفة العلاج السنوية بنحو 780.000 دولار سنوياً، ومع هذا العدد القليل من المرضى، ليس من المتوقع أن تحقق الشركة عائدات كبيرة.
علماء يستعينون بسيدة «تشمّ رائحة شلل الرعاش» في تطوير اختبار للمرض
استعان العلماء بسيدة لديها القدرة على «شمّ رائحة مرض باركنسون» في التوصل إلى اختبار يرصد المرض.
ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فإن السيدة التي تدعى جوي ميلن، وتبلغ من العمر 72 عاماً، تمتلك حاسة شم قوية بصورة لم يسبق لها مثيل.
وقبل سنوات، قالت ميلن، التي تعيش في مدينة بيرث باسكوتلندا، إنها لاحظت تغيراً في رائحة زوجها الراحل «ليس» قبل نحو 12 عاماً من إصابته بمرض باركنسون (شلل الرعاش).
جوي ميلن وزوجها الراحل «ليس» (سكاي نيوز)
وأثارت ملاحظات ميلن اهتمام العلماء، الذين قرروا إخضاعها لاختبارات للتأكد من قدرتها على شم المرض.
وعرض العلماء على ميلن قمصان مجموعة من الأشخاص، بعضهم مصاب بمرض باركنسون، والبعض الآخر سليم، وطلبوا منها شمها وتحديد المرضى بناءً على الرائحة.
واستطاعت ميلن بالفعل تحديد مرضى باركنسون بشكل صحيح بعد شم القمصان، لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن السيدة قالت إن رائحة المرض تفوح من قميص أحد الأشخاص في المجموعة السليمة، ليفاجأ العلماء بعد 8 أشهر بإصابة هذا الشخص بباركنسون.
ويعتقد العلماء أن هذه الرائحة التي تشمها ميلن ناجمة عن تغير كيميائي في زيت الجلد يسببه المرض.
وخلال السنوات الماضية، بحث العلماء فيما إذا كان يمكن تسخير هذه الرائحة للمساعدة في تحديد الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة الصحية.
وأخيراً، حقق الأكاديميون في جامعة مانشستر تقدماً كبيراً من خلال تطوير اختبار يمكنه تحديد الأشخاص المصابين بمرض باركنسون باستخدام قطعة قطنية بسيطة يتم وضعها لدقائق على مؤخرة العنق.
وبعد ذلك، يقوم الباحثون بفحص العينة لتحديد الجزيئات المرتبطة بالمرض في زيت الجلد، للمساعدة في تشخيص ما إذا كان شخص ما مصاباً بالمرض.
وعبّر العلماء عن أملهم في أن تقوم هيئة الخدمات الصحية البريطانية بنشر الاختبار البسيط على نطاق واسع.
ومرض باركنسون هو اضطراب تدريجي يصيب الدماغ والجهاز العصبي المركزي ويمكن أن يُضعف الحركة والكلام. ولا يوجد حالياً اختبار نهائي للمرض، حيث يعتمد التشخيص على أعراض المريض والتاريخ الطبي.
وقالت ميلن إنه «من غير المقبول» تشخيص حالة المصابين بمرض باركنسون بعد إصابتهم بتلف عصبي كبير. وأضافت: «أعتقد أنه يجب اكتشاف المرض في وقت أبكر بكثير. فالتشخيص المبكر يعني علاجاً أكثر فاعلية ونمط حياة أفضل للناس».
يُذكر أن هناك أكثر من 10 ملايين شخص في أنحاء العالم يعانون من مرض باركنسون.
السكري يرتبط بارتفاع معدلات الاكتئاب… ما الفئة العمرية الأكثر تأثراً؟
توصلت دراسة جديدة إلى أن ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض السكري من النوع الثاني يعانون أيضاً من الاكتئاب.
بحثت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ديابيتولوغيا»، في السجلات العامة لـ230 ألفاً و932 مريضاً بالغاً. من هذه السجلات، وجد العلماء أن المستويات المتزايدة من داء السكري من النوع الثاني يمكن أن ترتبط بزيادة معدل الاكتئاب، خصوصاً بين الشباب، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
وجدت بيانات من عام 2017 أن 43 في المائة من الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني يعانون من الاكتئاب، مقارنةً بنسبة 29 في المائة قبل عقد من الزمن.
وأوضح مؤلفو الدراسة أن هذا قد يكون بسبب إصابة المزيد من الأشخاص في العشرينات والثلاثينات من العمر بمرض السكري، حيث يعاني الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً من الاكتئاب بنسبة 50 في المائة أكثر من أولئك الذين تم تشخيصهم فوق سن الخمسين.
يعاني ما يقرب من خمسة ملايين شخص في المملكة المتحدة من مرض السكري، حيث تضاعف التشخيص في السنوات الـ15 الماضية.
ووفقاً لأحدث بيانات هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، هناك 122 ألفاً و780 شخصاً تحت سن 40 يعانون من مرض السكري من النوع 2، لكن متوسط العمر الذي يتم تشخيص المرض خلاله هو 58.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة البروفسور سانجوي بول، من جامعة «ملبورن»: «تسلط النتائج التي توصلنا إليها الضوء بوضوح على الآثار المترتبة على الصحة العقلية لتطوير مرض السكري من النوع الثاني في سن مبكرة، وأهمية الجهود المبذولة للوقاية من مرض السكري في وقت مبكر من الحياة». وتابع: «يمكن تفسير ارتفاع مخاطر الإصابة بالاكتئاب مع مرض السكري في سن الشباب جزئياً عن طريق زيادة عبء عوامل الخطر الأخرى بما في ذلك السمنة والتدخين».
وقالت الدكتورة فاي رايلي، من «جمعية السكري الخيرية» في المملكة المتحدة، لصحيفة «التايمز»، إن مرض السكري يمكن أن يسبب «ضرراً جسدياً خطيراً» ولكن «غالباً ما يتم التغاضي عن التأثير النفسي للعيش مع هذه الحالة القاسية». وأضافت: «يعاني الكثير من مرضى السكري من النوع الثاني من مشكلات في الصحة العقلية، وتكشف هذه الدراسة أن الاكتئاب لدى الأشخاص المصابين بهذه الحالة أمر شائع ومتزايد».
وتابعت رايلي: «تشير هذه الدراسة أيضاً إلى أن الأشخاص الأصغر سناً المصابين بداء السكري من النوع 2، والذين غالباً ما يعانون من شكل أكثر حدة من الحالة، يكونون أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بأولئك الذين تم تشخيصهم لاحقاً في الحياة».
الأغذية المصنعة وسرطان القولون لدى الرجال
بالنسبة لكثير من الأميركيين، تعدّ الوجبات الفورية أو سابقة التجهيز، وسيلة سهلة ومريحة لتناول الطعام لدرجة تدفعهم إلى تجاهل أضرارها الصحية.
غير أن هذه النظرة قد تتغير في ضوء دراسة جديدة أجريت في جامعتي تافتس وهارفارد بالولايات المتحدة، وأثبتت أن الإفراط في استهلاك الأغذية المصنعة، يزيد من احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، لا سيما لدى الرجال.
وفي إطار الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية البريطانية «بي إم جي»، تبين أن الرجال الذين يستهلكون كميات كبيرة من الأغذية المصنعة تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بنسبة 29 في المائة، وهو ثالث أكبر أنواع السرطان شيوعاً في الولايات المتحدة، ولم يرصد الباحثون وجود العلاقة السببية نفسها لدى النساء.
وشملت الدراسة أكثر من 200 ألف متطوع، من بينهم 159 ألفاً و907 من النساء و46 ألفاً و341 من الرجال، وأجريت على مدار أكثر من 25 عاماً. وخلال التجربة، كان المتطوعون يقدمون استبيانات كل أربع سنوات بشأن معدلات استهلاكهم لنحو 130 صنفاً غذائياً. وكان المشاركون يُصنفون حسب معدلات استهلاكهم للأغذية المصنعة.
وتبين خلال الدراسة، أن الفئة الأكثر استهلاكاً للحوم المصنعة كانت هي الأكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
ونقل الموقع الإلكتروني «ميديكال إكسبريس» المتخصص في الأبحاث الطبية عن الباحث لو وانج من كلية فريدمان للعلوم والسياسات الغذائية في جامعة تافتس قوله، إن «اللحوم المصنعة تندرج تحت فئة الأطعمة فائقة التصنيع، وهي مسبب قوي لسرطان القولون والمستقيم، كما أنها تحتوي على نسبة عالية من السكريات وكميات أقل من الألياف؛ وهو ما يؤدي إلى زيادة الوزن والسمنة، وهي من الأسباب المعروفة أيضاً للإصابة بهذا النوع من السرطان».