أعلن مجلس الجلوس على العرش في بريطانيا، السبت، 10 سبتمبر/أيلول 2022، تنصيب تشارلز الثالث رسمياً ملكاً للمملكة المتحدة، ليخلف بذلك والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، التي توفيت الخميس، 8 سبتمبر 2022، عن عمر ناهز 96 عاماً.
جاء ذلك مع بدء المراسم الرسمية لتنصيب تشارلز الثالث ملكاً، والتي تُبث مباشرة على شاشات التلفزة للمرة الأولى.
حضر المراسم كبار السياسيين الحاليين والسابقين، بما فيهم رئيسة الوزراء ليز تراس، وخمسة من أسلافها.
تعهد الملك الجديد تشارلز الثالث باتباع “المثال الملهم” لوالدته بعد توليه مهام الملك، وقال: “إنني أدرك تمامًا هذا الإرث العظيم والواجبات والمسؤوليات الجسيمة للسيادة التي انتقلت إلي الآن”.
يتألف المجلس الذي يعلن تشارلز ملكاً للبلاد، من هيئة مستشارين خاصة، يبلغ عدد أعضائها الآن نحو 670 من كبار الساسة، من بينهم رئيسة الوزراء ليز تراس، وتقدم الهيئة المشورة للملوك منذ عصر النورمان.
كما يحضر اللوردات الروحانيون والعلمانيون، أساقفة كنيسة إنجلترا الذين يجلسون في مجلس اللوردات، بمن فيهم رئيس أساقفة كانتربري، إلى جانب أقرانهم العلمانيين في المملكة.
يضم المجلس أيضاً اللورد رئيس بلدية لندن، وكبار موظفي الحكومة والمفوضين الساميين من الدول الأربع عشرة الأخرى، التي يتولى فيها الملك منصب رئيس الدولة، وكذلك اللورد رئيس المجلس، وتتولى النائبة بيني موردنت هذا المنصب حالياً.
تتم دعوة كل المستشارين، لكن لن يتمكن جميعهم من الحضور في ضوء المهلة القصيرة المتاحة. وفي عام 1952، بعد وفاة جورج السادس، حضر 191 عضواً في مجلس خلافة إليزابيث.
يجري المجلس المراسم على جزأين، في الجزء الأول يعلن اللورد رئيس المجلس وفاة الملكة ويقرأ كاتب المجلس، ريتشارد تيلبروك، بصوت عال نص بيان التنصيب.
يوقع على البيان ما يُعرف بحزب المنصة، ويشمل أفراد العائلة المالكة الحاليين، ورئيسة الوزراء، ورئيس أساقفة كانتربري، وإيرل مارشال – دوق نورفولك إدوارد فيتزالان هوارد، العضو الأول في النبلاء المسؤول عن تنظيم احتفالات الدولة.
بمجرد التوقيع على البيان، يدعو اللورد رئيس المجلس إلى التزام الهدوء، ويتعامل المجلس مع الأعمال المتبقية مثل نشر البيان والتوجيهات الخاصة بإطلاق نيران المدفعية عند هايد بارك وبرج لندن.
بعد تنفيذ الجزء الأول، تتم تلاوة البيان من منصة الإعلان، وهي شرفة تطل على فناء فريري في قصر سانت جيمس، من قبل ديفيد وايت، كبير الرسل في إنجلترا، ويتلقى راتباً سنوياً عن دوره في المراسم يبلغ 49 جنيهاً، وتم تحديد هذا الدور في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.
يصاحب البيان تحية بنيران البنادق، ويتوجه الرسل إلى مقر اللورد رئيس بلدية لندن في مدينة لندن؛ حيث يُتلى البيان بعد ذلك في مقر البورصة الملكية، ويُقرأ البيان علناً في العواصم الأخرى بالمملكة المتحدة – إدنبرة وبلفاست وكارديف – وفي أماكن أخرى.
يعقد الملك الجديد الجزء الثاني من مراسم التنصيب، ولكن ليس بالضرورة أن يلي الجزء الأول على الفور، وتحضره هيئة المستشارين الخاصة فقط، ويبدأ بإعلان شخصي من تشارلز يتعلق بوفاة الملكة.
ثم يؤدي الملك اليمين المرتبطة بأمن كنيسة اسكتلندا، وفقاً لما ينص عليه قانون 1707 الذي انضمت بموجبه اسكتلندا إلى إنجلترا وويلز لتشكيل بريطانيا العظمى. ويلتزم كل ملك بهذا الإجراء عند تنصيبه منذ عام 1714، ثم يوقع الملك الجديد نسختين من القسم.
كشفت مصادرة إيران لطائرة مسيّرة بحرية تابعة للبحرية الأمريكية في الخليج، مطلع سبتمبر/أيلول الحالي، عن برنامج “رائد” جديد لوزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، يهدف إلى تعزيز قدراتها على مراقبة مناطق واسعة بمسيّرات جوية وبحرية، فضلاً عن استخدام الذكاء الاصطناعي كذلك، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
البرنامج الأمريكي الجديد الذي يعود لسنة واحدة فقط، يشمل استخدام أنواع عدة من المسيّرات البحرية، المعروفة باسم USV، في المياه المحيطة بشبه الجزيرة العربية وفي الخليج، لجمع بيانات وصور ترسل بعدها إلى مراكز مقامة في المنطقة لتحليلها.
إيران تطارد المسيَّرات الأمريكية
ولم يواجه البرنامج أي مشكلة، إلى أن حاولت البحرية الإيرانية الاستيلاء على ثلاث مسيرات بحرية من طراز Saildrone Explorer، البالغ طولها سبعة أمتار، خلال حادثين وقعا ليل 29-30 أغسطس/آب، والأول من سبتمبر/أيلول.
خلال الحادث الأول في مياه الخليج رُصدت سفينة تابعة للحرس الثوري الإيراني تجر مسيرة، لتفرج عنها لاحقاً، بعدما أرسل زورق دورية أمريكي ومروحية إلى المكان.
في حين صادرت مدمرة إيرانية مسيّرتين من طراز Saildrone Explorer في البحر الأحمر، وحملتهما على متنها، خلال الحادث الثاني.
وسمح وجود سفينتين حربيتين أمريكيتين ومروحيات بإقناع الإيرانيين بإعادتهما في اليوم التالي، بعدما انتزعت منهما كاميرات التصوير، على ما أكد الجيش الأمريكي، وفق وكالة الأنباء الفرنسية.
المسيّرات الأمريكية ستواصل تحليقها
بينما يؤكد الإيرانيون أن هذه المسيّرات كانت موجودة في ممرات بحرية دولية، وهي أرادت بذلك “تجنب وقوع حوادث محتملة”، إلا أن الرواية الأمريكية مختلفة عن ذلك.
حيث قال الأدميرال براد كوبر، قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة الوسطى، إن تصرفات إيران “كانت غير مبررة وغير منسجمة مع تصرف قوة بحرية محترفة”. مضيفاً أن القوات الأمريكية “ستستمر بالتحليق والإبحار والتحرك في أي مكان متاح بموجب القانون الدولي”.
يُشار إلى أن هذه المسيرات البحرية التي تعود لأمريكا، تحمل أجهزة استشعار ورادارات وكاميرات، وتتحكم بها القوة الخاصة 59 في الأسطول الخامس، ومقرها في البحرين. وشُكّلت هذه القوة العام الماضي، لتطوير قدرات المراقبة في هذه المنطقة بفضل المسيرات والذكاء الاصطناعي.
لكن المسيرات الجوية متطورة، وقد أثبتت قدراتها، في حين أن المسيرات المشغلة على سطح البحر حديثة العهد، ومع ذلك فهي “أساسية في المستقبل”، حسبما قال الناطق باسم الأسطول الخامس الكومندان تيم هوكينز، لوكالة فرانس برس.
منذ مطلع العام الجاري، نشرت البحرية الأمريكية وشركاؤها الإقليميون مسيّرات بطيئة كهذه، من طراز Saildrone مثلاً، وزوارق سريعة تعمل بالبطارية من طراز Mantas T-12.
إلى جانب مسيّرة Mantas T-12 مجهزة بشراع وأجنحة وأجهزة استشعار وكاميرات عدة. وهي مصممة لقضاء عام كامل في البحر لنقل البيانات عبر الأقمار الاصطناعية.
في السياق، تشغل شركة Saildrone، ومقرها في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، حوالي 100 مسيرة في العالم، لحساب زبائن بينهم وزارة الدفاع الأمريكية، ومعاهد متخصصة بعلم المحيطات، ومصالح أرصاد جوية، ومجموعات تدرس مصائد الأسماك والتلوث.
وقالت الناطقة باسم الشركة سوزان راين “بعد مسح كامل لأنتاركتيكا في 2019، وبعد الإبحار في عين إعصار من الفئة الرابعة، العام الماضي، لم تعد هناك أي بيئة بحرية لا يمكن لمسيّرتنا أن تعمل في إطارها”.
التحرّكات الإيرانية تحت المجهر
على صعيد عمل هذه المسيرات، كان الناطق باسم الأسطول الخامس الكومندان تيم هوكينز، صرّح لفرانس برس بأن المسيرات تجمع معلومات “لتحسين مراقبتنا للبحار المحيطة، وتعزيز ردعنا الإقليمي”، لكن التحركات الإيرانية هي الهدف الرئيسي على الأرجح، حسب الوكالة ذاتها.
بدورها، تقوم إيران بدوريات في المنطقة، وقد اعترضت واحتجزت سفناً تجارية أجنبية، وضايقت سفناً تابعة للبحرية الأمريكية في مواجهات متوترة عدة في السنوات الأخيرة.
بينما تسعى البحرية الأمريكية إلى منع إيران من إرسال أسلحة بحراً إلى المتمردين الحوثيين في اليمن وجماعات أخرى، وتساعد كذلك على تطبيق العقوبات المفروضة على طهران.
وقال هوكينز إن الهدف الأساسي هو أخذ المعلومات التي تجمعها كل المسيرات على أنواعها جواً وبراً وبحراً، وتحليلها بسرعة بواسطة الذكاء الاصطناعي.
جدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي يساعد في رصد التحركات غير الاعتيادية الواردة في البيانات التي جمعتها المسيرات، والتي قد تفوق المراقبين من البشر، في حين أضاف هوكينز أن البحرية الأمريكية “تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي لرصد أمور تحتاج إلى انتباه أكبر”.
“كل شيء على العلن”
من جانب آخر، أبدى هوكينز تعجبه من إقدام الإيرانيين على محاولة اعتراض بعض هذه المسيرات، “على الرغم من مرور عام على بدء هذا البرنامج”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة تقوم بكل شيء في العلن”.
يشار إلى أن البرنامج المذكور أُعلن عنه، في سبتمبر/أيلول العام الماضي، بينما نظّم الأسطول الخامس للمناورات البحرية الدولية 2022، في فبراير/شباط الماضي، بمشاركة 10 دول وأكثر من 80 مسيّرة USV لاختبارها في الخليج.
واختارت الولايات المتحدة أن يكون مقر القوة الخاصة 59 في منطقة الخليج، بدلاً من مناطق أخرى فيها تحديات أقل.
ويفيد الجيش الأمريكي أن جزءاً من البرنامج يقوم على تطوير تكتيكات وقواعد لتشغيل هذه المسيرات، بما يشمل معرفة كيفية التعامل مع دول مثل إيران تحاول إخراجها من البحر.
حتى الآن تشغل الولايات المتحدة هذه المسيرات مع سفن مأهولة، تكون على مسافة قريبة، للتدخل في حال حصول حادث من هذا النوع. بينما أكد مسؤول أمريكي “لا يمكن لأحد إخراج أي شيء من البحر يحمل علم بلد آخر. هو ملك سيادي لبلدنا وعليهم إعادته”، حسب فرانس برس.
تدخلات سياسية وآراء علنية.. أي نوع من الملوك سيكون الملك تشارلز الثالث؟
آخر الأخبار
إعلان تشارلز الثالث ملكاً لبريطانيا في مراسم تاريخية
- العالم يواسي البريطانيين ويشاركهم حزنهم
- أبرز التحديات التي تواجه ملك بريطانيا الجديد
- إمبراطور اليابان يعتزم حضور جنازة إليزابيث الثانية
-
إعلان الملك تشارلز الثالث رسميا ملكا لبريطانيا
النسخة الورقية
السبت – 13 صفر 1444 هـ – 10 سبتمبر 2022 مـ – رقم العدد15992
اجتماع هيئة الجلوس على العرش يبدأ بالإعلان رسميا عن وفاة الملكة إليزابيث الثانية
لانطلاق اجتماع هيئة الجلوس على العرش في قصر “سانت جيمس” ببريطانيا
رئيسة الوزراء البريطانية تصل إلى قصر سانت جيمس
وصلت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إلى اجتماع هيئة الجلوس على العرش في قصر سانت جيمس.
وتولت روس مهام عملها كرئيسة للوزراء يوم الثلاثاء ، وعينتها الملكة الراحلة في بالمورال والآن ، أصبحت جزءًا من الحفل الذي يعين خليفة الملكة، الملك تشارلز الثالث.
كما وصل إلى قصر سانت جيمس، رؤساء الوزراء السابقين: بويس جونسون و تريزا ماي وجوردون براون وتوني بلير.
ما أهمية اجتماع هيئة الجلوس على العرش؟
أصبح تشارلز بالفعل ملكا بشكل تلقائي فور وفاة والدته، لذلك فإن مشاركة هيئة الجلوس على العرش في مراسم التتويج اليوم السبت ستكون رمزية واحتفالية، حيث ستعلن رسميًا عن اسم الملك الجديد.
وسيحضر مراسم تتويج تشارلز الثالث ملكا على المملكة المتحدة، أعضاء المجلس الملكي الخاص، الذي يضمَ مجموعة من كبار السياسيين الذين يقدمون المشورة رسميًا للملك، ويضمَ المجلس الملكي الخاص مجموعتين من الأعضاء، وسيحضر تشارلز مراسم التتويج التي سيقيمها له أعضاء المجموعة الثانية فقط من المجلس.
وتشمل مراسم الإعلان عن اسم الملك الجديد ، قسمين : القسم الأول لن يحضره الملك تشارلز، و سيتم فيه اطلاع أعضاء المجموعة الأولى من المجلس الملكي الخاص على وثيقة إعلان وفاة الملكة، وسيستمعون أيضا إلى الإعلان عن اسم الملك الجديد، وسيتابعون كذلك عملية توقيع وثيقة توقَع وتُقرأ من شرفة القصر تحتوي على اسم الملك الجديد، وسيُقرأ نصَ تلك الوثيقة أيضًا في كلَ من بلفاست عاصمة إيرلندا الشمالية وكارديف عاصمة ويلز وإدنبره عاصمة أسكتلندا، وهي المقاطعات التي تتشكَل منها المملكة المتحدة، بالإضافة إلى إنجلترا.
وسيشهد القسم الثاني من الاجتماع، الذى سيحضره الملك تشارلز الثالث، تصريحا بقبوله التتويج، وسيكون بمقدور الملك تشارلز الثالث أيضا ، إن رغب في ذلك، أن يقدَم اعتراضا على أيَ جزء من نصَ القسم الذي سيُطلب منه اداؤه .
وجدير بالذكر أن مراسم تتويج تشارلز الثالث رسميا على عرش المملكة المتحدة لن تُجرى إلا بعد مرور عدَة أشهر من الآن، فقد امتدت الفترة الزمنية الفاصلة بين وفاة والد الملكة إليزابيث الثانية وبين يوم تتويجها في يونيو/ حزيران 1953 إلى حوالي 16 شهرًا.