قصف نووي محدود أم حرب عالمية ثالثة، أم التجاهل؟
رفع فولوديمير زيلينسكي والغرب سقف طموحاتهم بعد الانتصارات التي حققتها القوات الأوكرانية في خاركيف، فكيف يمكن أن يكون رد الفعل الروسي في حالة ضاق الخناق على الدب المسلح نووياً؟
الرئيس الأوكراني قام، الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول، بزيارة مفاجئة إلى مدينة إيزيوم في خاركيف، وهي المدينة التي كانت حتى قبل أقل من أسبوع تمثل المعقل الرئيسي لروسيا في المنطقة، وأشرف زيلينسكي على رفع العلم الأوكراني أمام مبنى مجلس البلدية المتفحم تماماً.
كانت القوات الأوكرانية قد حققت اختراقاً في صفوف القوات الروسية من خلال هجوم مضاد خاطف منذ مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، وتوغلت في أراضٍ كانت القوات الروسية تسيطر عليها منذ بدايات الحرب، التي اندلعت يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
الهجوم الأوكراني أجبر القوات الروسية على الانسحاب من منطقة خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، مخلفة وراءها عتاداً عسكرياً ضخماً، في مؤشر على أن الانسحاب جاء مباغتاً ودون خطة، وهي المرة الأولى منذ بداية الهجوم، الذي تصفه موسكو بأنه عملية عسكرية خاصة، بينما يصفه الغرب بأنه غزو، التي تجبر فيها روسيا على الانسحاب من أراضٍ أوكرانية استولت عليها.
صحيح أن روسيا كانت قد سحبت قواتها من محيط العاصمة الأوكرانية كييف وباقي أقاليم ومدن غرب أوكرانيا، وذلك خلال أبريل/نيسان الماضي، لكن موسكو وصفت ذلك بأنه نهاية المرحلة الأولى من عمليتها العسكرية، وأن الجيش الروسي أعاد تمركز قواته في الأقاليم الشرقية والجنوبية، لبدء المرحلة الثانية، وهي السيطرة على إقليم دونباس بالأساس.
هل حدث “انقلاب” في الحرب الأوكرانية؟
يمثل هذا السؤال المنطلق الرئيسي لفهم ما قد تعنيه الانتكاسة الروسية في خاركيف لأكثر من سبب، أولها أن هذه هي المرة الأولى التي تخسر فيها روسيا أراضي سيطرت عليها وتجبر على الانسحاب والتقهقر سريعاً أمام هجوم القوات الأوكرانية، وثانيها أن استمرار هذا النمط على الأرض يفتح الباب أمام احتمال تعرض موسكو لهزيمة عسكرية كبرى تجبرها على الانسحاب من الأراضي الأوكرانية بشكل كامل.
نعم، الرئيس الأوكراني يرفع شعار “النصر”، ويردد أنه لابد من “تحرير كامل الأراضي الأوكرانية”، لكن هذه الشعارات أصبحت الآن مقترنة بتحول عسكري على الأرض لصالح الأوكرانيين، وهو ما يعطي دفعة معنوية هائلة لهم ولداعميهم الأمريكيين والأوروبيين.
وفي هذا السياق، لا أحد يجادل في أن الحرب مواجهة بين روسيا وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، فالأزمة الأوكرانية بالأساس أزمة جيوسياسية يعكسها توصيف كل طرف لطبيعة تلك الحرب. إذ إن موسكو تصفها بأنها “عملية عسكرية خاصة ذات أهداف محددة”، بينما يصفها الغرب بأنها “غزو وعدوان لا مبرر له”.
واختلاف التوصيف هنا يفسر طبيعة الأزمة، فروسيا وزعيمها فلاديمير بوتين يرى في سعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف الناتو تهديداً مباشراً لأمن موسكو القومي، وأيضاً خرقاً لوعدٍ قطعته واشنطن على نفسها، عندما تفكك الاتحاد السوفييتي قبل أكثر من 3 عقود، بألا يتمدد حلف الناتو شرقاً نحو حدود روسيا. أما إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فترى أنه ليس من حق روسيا أن تملي على حلف الناتو وأوكرانيا كيفية التعامل.
على أية حال، بالعودة إلى التغيير الكبير الذي شهدته ساحة المعركة، نجد أن هناك تحفظاً من جانب الأمريكيين تحديداً، والغرب عموماً، في توصيف ما حدث على أنه “انقلاب” في مسار الحرب، أو أن روسيا أصبحت قريبة من التعرض لهزيمة عسكرية تجبرها على الانسحاب من أوكرانيا ورفع الراية البيضاء.
زيلينسكي نفسه وصف الانتصارات الأوكرانية بأنها “قد تمثل انفراجة في الحرب المستمرة منذ 6 أشهر، مع إمكانية استعادة المزيد من الأراضي في الشتاء إذا حصلت كييف على أسلحة أقوى”.
ورغم تلك الانتصارات الميدانية التي حققتها القوات الأوكرانية في الشرق، لا يزال واضحاً أن أوكرانيا أبعد ما تكون عن تحقيق “أي انتصار حاسم”، بحسب توصيف أولينيسكي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني نفسه. فالقوات الروسية تسيطر على إقليم دونباس بصورة شبه كاملة، وهو أحد الأهداف الرئيسية للحرب، إن لم يكن هدفها الوحيد الآن من وجهة النظر الروسية، بحسب شبكة CNN الأمريكية.
كيف قد يكون رد الفعل الروسي؟
يرى أغلب المحللين المستقلين أن رد الفعل الروسي على الاختراق الأوكراني في جبهة خاركيف سيكون مرتبطاً بشكل أساسي بمدى استمرارية تلك الاستفاقة العسكرية الأوكرانية في ساحة المعركة من جهة، وانعكاس ذلك على جبهة القتال الرئيسية في دونباس ومنطقة خيرسون في الجنوب من جهة أخرى.
ففي نهاية المطاف، إذا ما استمر تقدم القوات الأوكرانية، التي أصبحت بالفعل قريبة من الحدود الروسية من خلال ما حققته من انتصارات مباغتة في منطقة خاركيف، ووجدت القوات الروسية نفسها في مواجهة شبح الهزيمة العسكرية، كيف يمكن أن يكون رد فعل بوتين؟ روسيا دولة نووية عظمى وتمتلك أسلحة نووية أكثر عدداً وتنوعاً من أي دولة أخرى على الكوكب، بما فيها القوات الأمريكية نفسها، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريوهات أقلها سوءاً يمثل رعباً حقيقياً.
فروسيا يمكنها أن تلجأ إلى استخدام ما يعرف بالأسلحة النووية التكتيكية، وهي قنابل وقذائف ورؤوس نووية صغيرة الحجم، ومنها ما يقول الغرب إن موسكو قد نشرتها بالفعل على الأراضي الأوكرانية، وسيكون الغرض في هذه الحالة هو إدخال الرعب في قلوب الأوكرانيين ودفعهم إلى الاستسلام.
الأسلحة النووية التكتيكية، التي يفضل الخبراء تسميتها بالأسلحة غير الاستراتيجية، عبارة عن قذائف قدرتها التدميرية صغيرة نسبياً، إذ تحمل متفجرات لا تزيد عن عدة أطنان أو أقل. على سبيل المثال القنبلة B61-12 الأمريكية هي سلاح تكتيكي نووي يمكن التحكم في حجم تفجيره ليصبح أقل من ثلث كيلوطن، وهو ما يمثل واحداً إلى خمسين من حجم القوة التفجيرية للقنبلة النووية التي تم إسقاطها على مدينة ناجازاكي اليابانية في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، بحسب تقرير لمجلة The Economist البريطانية. كما أن تفجير مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت عام 2020 نتيجة لانفجار شحنة ضخمة من نيترات الأمونيوم يعطي فكرة ما عما قد يسببه تفجير سلاح نووي تكتيكي.
هذا السيناريو تحديداً حذرت منه روز غوتيمولر، النائبة السابقة للأمين العام لحلف الناتو، بقولها لهيئة الإذاعة البريطانية، إن الخسائر الميدانية في خاركيف قد تدفع بوتين إلى استخدام الأسلحة النووية: “إن التأمل في طريقة تصرف بوتين وزمرته خلال هذه الأزمة يجعلني أخشى أن يردوا الآن بطرق غير متوقعة حقاً قد تبلغ حد استخدام أسلحة الدمار الشامل”.
المسؤولة السابقة في حلف الناتو قالت إن الرد النووي الروسي يمكن أن يتم عبر “ضربة واحدة فوق البحر الأسود، أو ضربة ضد منشأة عسكرية أوكرانية. لإثارة الرعب، ليس فقط في قلوب الأوكرانيين”، بل أيضاً حلفاء كييف. وتابعت: “الهدف هو حث الأوكرانيين المرعوبين على الاستسلام.. حالياً أنا قلقة من هذا السيناريو”.
هل تندلع حرب نووية فعلاً؟
السيناريو الآخر الأكثر رعباً بطبيعة الحال هو اندلاع مواجهة نووية مباشرة بين روسيا وحلف الناتو، وهذا تحديداً ما حذر منه مرة أخرى الرئيس الروسي السابق ديميتري مدفيديف عبر قناته على منصة تليغرام.
إذ وجه مدفيديف، الحليف الوفي للرئيس بوتين وذراع اليمنى، رسالة مباشرة إلى الدول الغربية، الثلاثاء 13 سبتمبر/أيلول، مفادها أن حرباً عالمية ثالثة ومواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا والناتو هي سيناريو وارد، في حال استمر ضخ الأسلحة والدعم العسكري من الغربيين إلى كييف، وهو ما اعتبره مدفيديف “حرباً بالوكالة لإضعاف روسيا”.
وقال مدفيديف إن بلاده ستواصل هجومها بهدف استسلام أوكرانيا، مضيفاً: “الحملة العسكرية ستنتقل عاجلاً أم آجلاً إلى مستوى آخر”. وصرح في حديثه عن الشعوب الغربية: “كل شيء يشتعل من حولهم. سوف يحرقون الأرض حرفياً ويذوّبون الخرسانة. الجميع سيكون في حال سيئة للغاية”. بحسب تحليل لموقع فرانس24.
غوتيمولر، من جانبها، استبعدت استخدام الروس للأنظمة الاستراتيجية المركزية، أو الصواريخ البالستية العابرة للقارات، أو الصواريخ التي يتم إطلاقها من الغواصات، وهي موجهة خصيصاً نحو الولايات المتحدة.
نعم، الوصول إلى مرحلة إطلاق روسيا أسلحتها الاستراتيجية، وهو المصطلح المستخدم للأسلحة النووية، يمثل ولا شك المرحلة الأخيرة في المواجهة الحالية مع الغرب، لكن الجزم باستبعاد هذا السيناريو لا يبدو منطقياً، قياساً على ما وصلت إليه الأمور حتى اليوم.
فقبل أن تندلع الحرب، سواء أكانت “عملية عسكرية” أم “غزواً”، كان هناك فريق من المراقبين والمحللين يرون أنها مستبعدة، وأن بوتين وبايدن سيتوصلان في نهاية المطاف إلى اتفاق يجنب أوروبا والعالم ويلات وتداعيات لا أحد يمكنه توقعها. إذ إنه في نهاية المطاف، كان بوتين يريد ضمانات قانونية ملزمة بأن أوكرانيا لن تنضم لحلف الناتو، والجمهورية السوفييتية السابقة غير مؤهلة أصلاً للانضمام إلى الحلف العسكري الغربي ولا حتى للاتحاد الأوروبي، بشهادة المسؤولين الغربيين أنفسهم، بسبب الفساد المستشري فيها.
لكن الحسابات السياسية والمواقف الداخلية لبعض السياسيين الغربيين، وخصوصاً بايدن ورئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، أدت إلى وصول الأزمة للحظة الانفجار واندلعت الحرب. وهنا لابد من استعادة صرخة زيلينسكي نفسه الغاضبة: “أوكرانيا ليست تايتانيك”، يوم 28 يناير/كانون الثاني الماضي، اعتراضاً على قرار واشنطن ولندن سحب العاملين في سفارتي البلدين لدى كييف.
الآن من يمكنه استبعاد استمرار الإصرار الغربي في محاولة سحق بوتين وإضعاف روسيا للأبد؟ لا أحد بطبيعة الحال، خصوصاً إذا كان الدعم الغربي غير المسبوق لكييف وترسانات الأسلحة المتدفقة قد بدأت تؤتي أكلها أخيراً، وحقق الأوكرانيون انتصارات واضحة في خاركيف. والآن أعلن زيلينسكي ووزير دفاعه أن الهدف هو تحرير إقليم دونباس بالكامل، ويطالبون بالمزيد من الأسلحة الغربية المتطورة.
من يمكنه أن يتوقع رد فعل بوتين إذاً؟ لا أحد. لكن من المهم هنا الأخذ في الاعتبار أن القوات الروسية لم تتعرض للانهيار كما يريد البعض في الغرب، وربما تكون خطوة إقدام الجيش الروسي على استدعاء قوات الاحتياط (أكثر من مليونين ممن قضوا خدمتهم العسكرية خلال السنوات الخمس الماضية) أبرز الأدلة على الضغوط التي تعاني منها روسيا في ساحة المعركة، وهذه الخطوة لم تحدث أصلاً.
الخلاصة هنا هي أن سيناريو استخدام روسي للأسلحة النووية التكتيكية يظل وارداً حال استمرار الانتصارات الأوكرانية، كما لا يمكن استبعاد اندلاع حرب عالمية ثالثة تنطلق خلالها الأسلحة الاستراتيجية (النووية) ليبدأ عصر الرعب النووي بالفعل، ويتوقف كل ذلك على ما تشهده ساحة المعركة خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
إسرائيل تحذر من “حساسية” الوضع بالضفة.. غانتس: يمكن أن يحدث شيء في الصباح أو بعد الظهر
قال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، إن الواقع بالضفة الغربية بات “أكثر تعقيداً من الماضي”، في إشارة إلى المواجهات شبه اليومية التي تشهدها الضفة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
إذ قال غانتس، الخميس، في المؤتمر السنوي لمعهد سياسة مكافحة الإرهاب في جامعة رايخمان: “كل الساحات نشطة وحساسة، ويمكن أن يحدث شيء ما، في كل منها في الصباح، أو في فترة ما بعد الظهر، ويجب الحفاظ على هذه اليقظة”.
الواقع في الضفة الغربية “معقد”
أضاف، بحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة “معاريف”: “الواقع في الضفة الغربية بات أكثر تعقيداً، ورأينا ذلك في الأشهر الأخيرة”.
أما بشأن المطلب الأمريكي بفحص تعليمات إطلاق النار في الضفة الغربية، فقال: “رئيس أركان الجيش هو من يقرر التعليمات بفتح النار في كل الساحات، سياسة إسرائيل بسيطة جداً: نحن نبذل قصارى جهدنا لتقليل الخسائر (في صفوف الجهات) غير المتورطة من جهة، ونحن ملتزمون بحماية مقاتلينا كلما كان ذلك ممكناً”.
كما أضاف: “لا ينبغي أن يكون هناك تدخل سياسي في التعليمات الخاص بفتح بالنار”. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد قالت الأسبوع الماضي، إن واشنطن ستواصل “الضغط على إسرائيل لتراجع سياساتها وممارساتها بخصوص قواعد الاشتباك (في الضفة الغربية)”.
فيما تشهد الضفة الغربية توتراً ملحوظاً منذ بداية العام الجاري، حيث تتكرر حوادث إطلاق النار من قبل الفلسطينيين على قوات الاحتلال، ويقول الفلسطينيون إن ما يجري هو رد على الاقتحامات الإسرائيلية اليومية للمدن والمخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية.
بشأن الحدود الشمالية مع لبنان وسوريا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي خلال كلمته: “نحن بحاجة إلى مواصلة العمل ضد المؤسسة الإيرانية في سوريا، وضد العناصر الإرهابية الأخرى”.
كما لفت إلى وجود “توتر مع لبنان، فيما يتعلق بمسألة النزاع الحدودي البحري، وعمليات التنقيب عن الغاز. وأضاف: “أعتقد في رأيي أنه في النهاية ستكون هناك حفّارتان، واحدة في إسرائيل وأخرى في الجانب اللبناني، إذا نجح التنقيب هناك”.
غانتس استدرك قائلاً: “السؤال هل سيكون هناك تصعيد في الوسط أم لا؟ ودولة إسرائيل مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع اللبنانيين، اتفاق يخدم البلدين”.
فيما وجَّه تهديداً إلى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قائلاً: “إذا كان يريد الإضرار بالعملية فهو مرحب به، الثمن سيكون لبنان، وآمل من أجله ألا يفعل ذلك”.
الوضع “حساس للغاية”
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إن “الوضع في المناطق الفلسطينية حساس للغاية”. وأضاف في المؤتمر ذاته أن “للأعياد اليهودية الوشيكة، وانتخابات الكنيست (في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني القادم) تأثيراً كبيراً على مجريات الأمور”.
تبدأ إسرائيل، في 26 سبتمبر/أيلول، احتفالات رأس السنة العبرية، ثم يوم الغفران اليهودي، في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وتابع حولاتا: “إسرائيل تريد من السلطة الفلسطينية أن تتصدى بحزم لإحباط العمليات (الهجومية ضدها)”.
كما رأى حولاتا أن الأوضاع في قطاع غزة غير مستقرة، مضيفاً: “إسرائيل تعمل على استتباب الهدوء هناك، ومستعدة من جهة أخرى للتعامل مع إمكانية تدهور الأوضاع”.
ماذا عن تبادل الأسرى مع حماس؟
بشأن مسألة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس قال حولاتا: “نبذل جهوداً كبيرة لبلورة اتفاق إنساني يتيح التوصل إلى صفقة تبادل، وإعادة المحتجزين لدى حماس إلى ذويهم”.
إذ تحتفظ “حماس” في غزة بجنديين إسرائيليين، هما أورون شاؤول وهدار غولدين، بعد أن أسرهما الجناح العسكري للحركة (كتائب القسام)، خلال حرب صيف 2014، فيما تقول إسرائيل إنهما قُتلا وتحتفظ الحركة برفاتهما.
كما تحتفظ الحركة بمدنيين إسرائيليين هما أبرا منغستو وهشام السيد، بعدما دخلا القطاع في ظروف غامضة، في سبتمبر/أيلول، وديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
بينما ترفض “حماس” بشكل متواصل تقديم معلومات حول الإسرائيليين الأسرى لديها، إلا أن الجناح العسكري للحركة عرض لأول مرة، في يونيو/حزيران الماضي، مشاهد مصورة للإسرائيلي هشام السيد، مُمدداً على سرير، وموصولاً بجهاز تنفس اصطناعي.
فيما يبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية نحو 4650، بحسب بيانات فلسطينية رسمية.
ترامب أراد “منح الضفة للعاهل الأردني”! صحيفة إسرائيلية: الملك عبد الله أصيب بالصدمة بعد هذا العرض
كشفت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، تسريبات من كتاب سيُطرح قريباً، تقول إنَّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قدّم لملك الأردن عبد الله الثاني عرضاً بمنحه “السيطرة الكاملة” على الضفة الغربية في عام 2018.
الصحيفة نقلت عن مقتطف من كتاب “المُقسِّم: دونالد ترامب في البيت الأبيض 2017-2021” (The Divider: Trump in the White House 2017-2021)، بقلم الصحفي في نيويورك تايمز، بيتر بيكر، والصحفية سوزان جلاسر من نيويوركر؛ حيث قالا إن عرض ترامب قُدم إلى الملك الأردني في يناير/كانون الثاني 2018.
لكن التسريبات لم تذكر ما إذا كانت إسرائيل ورئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو على علم باقتراح ترامب.
وفي محادثة مع صديق أمريكي، قال إن العاهل الأردني “ظن أنه أصيب بنوبة قلبية” عندما قُدِّم له عرض الرئيس الأمريكي السابق. ونقل الكتاب عن الملك قوله: “لم أستطِع التنفس. وشعرت بالصدمة”.
الأردن والضفة الغربية
يشار إلى أن الأردن حكم الضفة الغربية من عام 1948 حتى احتلت القوات الإسرائيلية المنطقة في حرب الأيام الستة عام 1967.
وفي عام 1970، مع تنامي الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأردن، ومع وجود عدد كبير من الفلسطينيين في الأردن، نمت دعوات الجماعات الفلسطينية لإطاحة النظام الملكي إلى ما صار يُعرَف الآن باسم “أيلول الأسود”.
وخلال “أيلول الأسود” نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية، تحت إشراف الزعيم الراحل ياسر عرفات، وجماعات فدائية فلسطينية أخرى؛ انتفاضة ضد الأردن والملك حسين، الذي حكم في ذلك الوقت.
وتضمنت تلك الحرب الأهلية، التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، معارك عنيفة بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين، الذين حاولوا حتى اغتيال الملك مرتين، لكن دون جدوى.
من جانب آخر، وبحسب تقارير نقلتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعتقد أنه “يقدم خدمة للملك الأردني”.
رسالة “سرية” من ترامب من إلى نتنياهو
وفي سياق متصل، كانت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية نفسها، كشفت منتصف أغسطس/آب الماضي، عن رسالة “سرية” وجهها ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، يتعهد فيها بتأييد ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية.
حسب الصحيفة، فإن الرسالة لم يتم الإعلان أو الكشف عنها مسبقاً، وتبلغ ثلاث صفحات، وتحمل تاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2020، مشيرة إلى أن نتنياهو تلقاها قبل يومين من إعلان ترامب عن خطته المعروفة بـ”صفقة القرن” لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي رفضها الفلسطينيون بالكامل.
وأشارت “جيروزاليم بوست” إلى أن ترامب عرض في رسالته بعض تفاصيل رؤيته للتسوية، ويشمل ذلك أن إسرائيل “ستكون قادرة على بسط السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، كما هو محدد في الخريطة المدرجة بالخطة (صفقة القرن)، إذا وافق نتنياهو على دولة فلسطينية في الأراضي المتبقية على تلك الخريطة”.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب طلب من نتنياهو تبني “السياسات الموضحة في الرؤية، فيما يتعلق بأراضي الضفة الغربية التي تم تحديدها على أنها ستصبح جزءاً من دولة فلسطينية مستقبلية”.
ولم تُعلن إدارة ترامب، خلال ولايته، علانية، منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الضم، التي لاقت انتقادات حادة من الفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي.
كانت خطة ترامب تنص على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على قطاع غزة، وأجزاء (غير مترابطة جغرافياً) من الضفة الغربية، دون سيطرة على المعابر المؤدية إليها.
كما تدعو إلى إقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في ضواحي القدس الشرقية دون السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، مع ضم إسرائيل كل المستوطنات الإسرائيلية وحتى بلدات فلسطينية في عمق الضفة الغربية.
وفشلت الخطة، بسبب رفض الفلسطينيين القاطع لها. ولم تورد صحيفة “جيروزاليم بوست” نسخة من رسالة ترامب وإنما نشرت مقتطفات منها، دون أي تأكيد لصحتها أو لفحواها من مكتب نتنياهو أو الرئيس الأمريكي السابق.
في المقابل، لم تتبنَّ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، خطة ترامب، وأعلنت دعمها لفكرة “حل الدولتين” القاضية بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.
القبض على 6 رجال يُشتبه في ضلوعهم في اغتصاب وقتل شقيقتين في ولاية أوتار براديش الهندية
قالت الشرطة في شمال الهند إنها ألقت القبض على ستة رجال يشتبه في ضلوعهم في اغتصاب وقتل شقيقتين مراهقتين تنتميان إلى مجتمع محلي يشهد عنفا ممنهجا ضد النساء.
وخرجت احتجاجات حاشدة في ولاية أوتار براديش للمطالبة بتحقيق العدالة للفتاتين.
واتهم المتظاهرون الحكومة المحلية بالمسؤولية عن انهيار القانون والنظام.
وعُثر على جثتي الفتاتين معلقتين على شجرة بالقرب من حقل قصب، على بعد كيلو متر واحد من مسكنهما.
وقالت عائلة الضحيتين إن رجالاً على متن دراجات نارية اقتادوا الفتاتين قسراً خارج منزلهما.
وتشهد الهند ارتفاعا مطردا في جرائم العنف ضد النساء، لاسيما ولاية أوتار براديش التي سجلت أعلى معدل لهذه الجرائم في البلاد خلال العام الماضي.
الجيش الإسرائيلي يبقي على حالة التأهب بعد يوم من مقتل أحد ضباطه شمال الضفة الغربية
ما يزال الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب على خطوط التماس بين الخط الأخضر ومناطق الضفة الغربية المحتلة.
وقرر الجيش الإسرائيلي عدم تغيير قواعد الاشتباك المسلَح، وذلك عقب مقتل أحد ضباطه، أمس الأربعاء، أثناء اشتباك دام على حاجز عسكري في محافظة جنين شمالي الضفة، أسفر عن مقتل فلسطينيين أيضا.
وقرر المسؤولون الإسرائيليون إغلاق المعبر الذي جرى قربه الاشتباك المسلح، وإغلاقَ معبر سالم أيضا شمالي الضفة الغربية، فيما منع أصحاب التصاريح من بلدة كفر دان من الدخول إلى إسرائيل صباح اليوم الخميس.
وكانت وسائل اعلام إسرائيلية قد نقلت، الأربعاء، عن مصدر أمني إسرائيلي القول إن ثمة فرصة كبيرة أن يقوم الجيش بشن عملية واسعة النطاق خلال الساعات الثمانية والأربعين القادمة في جنين.
وشهدت بلدة كفر دان اقتحامات من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء عملية مسح هندسي تحضيرا لهدم منزل منفذي عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري، أمس الأربعاء، أسفرت عن مقتل مراهق فلسطيني.
انهيار عمارة اللويبدة: فرق الإنقاذ تتمكن من انتشال رضيعة من بين الأنقاض بعد أكثر من 30 ساعة
تمكنت فرق الإنقاذ في الأردن من انتشال طفلة رضيعة من تحت أنقاض عمارة سكنية، انهارت يوم الثلاثاء الماضي، في منطقة جبل اللويبدة بالعاصمة عمان.
ونشر الدفاع المدني الأردني، في تغريدة على تويتر مساء أمس، مقطعا مصورا يوثق للحظة انتشال الطفلة ملاك (4 أشهر) من تحت أنقاض العقار المنهار.
ونجحت فرق الدفاع المدني في انتشال الطفلة ملاك بعد مرور 30 ساعة على انهيار العقار، الذي تسبب في وفاة 10 أشخاص وإصابة 10 آخرين.
انهيار عمارة اللويبدة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 10 قتلى و 10 مصابين
ارتفعت حصيلة وفيات انهيار عمارة اللويبدة في العاصمة عمّان إلى 10 أشخاص.
وقالت مديرية الأمن العام الأردنية، في بيان صحفي، إن فرق الإنقاذ تمكنت من إخراج جثة عاشرة من تحت الأنقاض؛ لترتفع حصيلة الضحايا إلى عشر وفيات وعشر إصابات.
ووسّعت فرق الإنقاذ في الأردن من عملياتِها في البحث عن محاصرين تحت أنقاض المبنى السكني المنهار في منطقة اللويبدة في العاصمة عمّان.
وقرَّر المدَّعي العام في عمَّان توقيف 3 أشخاص على ذمة قضية انهيار المبنى، وهم أحد ورثة مالك البناء (وهو ابنه المشرف عليه)، ومتعهد الصيانة، وفني الصّيانة، وإيداعهم أحد مراكز الإصلاح والتَّأهيل.
السعودية تصدر حكما بالسجن لمدة 50 عاما بحق اثنين من قبيلة الحويطات رفضا الإخلاء بسبب مشروع مدينة نيوم
أفادت تقارير حقوقية بأن محكمة سعودية قضت، الشهر الماضي، بالسجن لمدة 50 عاما على شخصين من عائلة الحويطات؛ لمعارضتهم الترحيل القسري من منازلهم لتنفيذ مشروع نيوم.
وقالت مؤسسة القسط الحقوقية إن الحكم قد صدر عن محكمة الاستئناف الجزائية المتخصصة، بحق عبد الإله الحويطي وعبدالله دخيل الحويطي، اللذيْن تضامنا مع أقارب لهما رفضوا مغادرة منازلهم في مناطق تريد السلطات استخدامها ضمن المشروع.
وشمل الحكم حظر سفر الاثنين لمدة 50 عامًا، لرفضهم إجبار قبيلتهم على إخلاء منازلهم، في محافظة تبوك شمال غرب السعودية.
وتغطي المدينة، التي أعلن عنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، مساحة تزيد عن 26500 كيلومتر مربع، ما يجعلها أكبر من الكويت أو إسرائيل.
ويزعم مطوروها أن نيوم ستكون موجودة بالكامل خارج حدود النظام القضائي السعودي الحالي، وأنه سيحكمها نظام قانوني مستقل يصوغه المستثمرون.
ويعد مشروع إنشاء مدينة نيوم، البالغة قيمته 500 مليار دولار، جزءا من رؤية المملكة 2030 الهادفة لوقف اعتماد اقتصاد البلاد على النفط .
اقرأ أيضا:
“نيوم” السعودية تغضب قبيلة الحويطات: ما القصة؟
روسيا وأوكرانيا: كييف تُقول إنها عثرت على نحو ألف جثة في مدينة إيزيوم بعد تحريرها
أفاد مستشار حكومي أوكراني بالعثور على ما يقرب من ألف جثة في مدينة إيزيوم التي تم تحريرها مؤخرا من أيدي القوات الروسية.
وقال مستشار وزير الداخلية الأوكراني، أنطون هيراشينكو، لبي بي سي إن عدد القتلى كان أكبر من عدد القتلى في بلدة بوتشا، التي ارتكبت فيها القوات الروسية فظائع ضدَ السكان.
ولم يتم الإعلان رسميا عن أعداد القتلى في إيزيوم أو التحقَق من الأرقام بشكل مستقل.
وكان هيراشينكو قد رافق، أمس الأربعاء،الرئيس زيلينسكي الذي تفقَد مدينة إيزيوم التي تضررت بشدة من جرَاء القصف الروسي.
وقال هيراشينكو إن القوات الأوكرانية عثرت على ما يقرب من خمسين جثة تحت أنقاض أحد المباني.
أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بمقتل الفتى عدي طراد صلاح، فجر اليوم الخميس، خلال مواجهات مع القوات الإسرائيلية في قرية كفر دان قرب مدينة جنين شمالي الضفة الغربية.
وأضافت وزارة الصحة أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا برصاص الجيش الإسرائيلي، منذ بداية العام، في الأراضي الفلسطينية ارتفع إلى 149 بينهم 34 من محافظة جنين.
وقالت مصادر محلية فلسطينية إن مواجهات عنيفة اندلعت في كفر دان بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للبلدة ومداهمة منازل ذوي الشابين أحمد وعبد الرحمن عابد، اللذيْن قتلا، أمس الأربعاء، قرب حاجز الجلمة العسكري، شمال جنين، بعد تنفيذهما عملية إطلاق نار قتل فيها ضابط إسرائيلي.
وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية أخضعت ذوي الشابين لتحقيق ميداني، كما اعتقلت الشاب أحمد عباد، وهو ابن عم أحد الشابين.
كأس العالم 2022: العفو الدولية تقول إن غالبية المشجعين يؤيدون تقديم الفيفا تعويضات للعمال الوافدين في قطر
قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الخميس، إن غالبية مشجعي كرة القدم من 15 دولة سيدعمون تعويض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) العمال الوافدين في قطر عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال استعدادات البلاد لبطولة كأس العالم 2022.
وأظهر استطلاع أجرته شركة (يوجوف) لآراء أكثر من 17 ألف مشجع من 15 دولة، عشر منها أوروبية، بتكليف من منظمة العفو الدولية، أن نحو 75 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع سيؤيدون الاقتراح بينما يعارضه عشرة بالمئة.
كما قال 67 بالمئة من المشاركين، أي أكثر من الثلثين، إن اتحادات كرة القدم الوطنية يجب أن تتحدث علنا عن قضايا حقوق الإنسان المتعلقة بكأس العالم في قطر وكذلك المطالبة بتعويض العمال الوافدين.
وقال رئيس برنامج العدالة الاقتصادية والاجتماعية في منظمة العفو الدولية، ستيف كوكبيرن، “الناس متحدون في جميع أنحاء العالم في رغبتهم في رؤية الفيفا يتقدم ويعوض عن المعاناة التي تحملها العمال المهاجرون في قطر”.
وأضاف “لا يمكن إلغاء الماضي، لكن برنامجا للتعويض يمثل طريقة واضحة وبسيطة يمكن للفيفا وقطر بواسطتها أن يقدما على الأقل قدرا من التعويض لمئات الآلاف من العمال الذين جعلوا إقامة هذه البطولة ممكنة”.
وكانت منظمة العفو وجماعات حقوقية أخرى قد دعت الفيفا، في مايو/ أيار الفائت، إلى تخصيص 440 مليون دولار لتعويض العمال الوافدين في قطر عن انتهاكات حقوق الإنسان.
وقال الفيفا في نفس الشهر إنه يقيّم اقتراح منظمة العفو وإنه عوَّض بالفعل عددا من العمال، الذين حصلوا على 22.6 مليون دولار اعتبارا من ديسمبر كانون الأول 2021.
وكانت حكومة حكومة قطر قد قالت إن العمل لا يزال جاريا على تطوير النظام الخاص بالعمل لديها لكنها نفت تقريرا لمنظمة العفو الدولية لعام 2021 يقول إن آلاف العمال الوافدين لا يزالون يتعرضون للاستغلال.
واشنطن تقرر حجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر بسبب حقوق الإنسان
قال مسؤولون أمريكيون، مساء أمس، إن إدارة الرئيس جو بايدن قررت حجب 130 مليون دولار من المساعدات العسكرية الأجنبية عن مصر؛ بسبب عدم وفائها بشروط تتعلق بحقوق الإنسان، لكنها سمحت ببعض الأموال بسبب جزمها أن القاهرة أحرزت تقدما على صعيد الاعتقالات السياسية.
وأضاف المسؤولون أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، قرر أن القاهرة حققت بعض التقدم بشأن الاعتقالات السياسية والإجراءات القانونية واجبة الاتباع عن طريق إطلاق سراح مئات السجناء.
وضغطت جماعات حقوقية من أجل حجب كامل حصة المساعدات التي ربطها الكونجرس الأمريكي بشروط والبالغة 300 مليون دولار.
وعزت الجماعات الحقوقية ذلك إلى انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في ظل حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشمل التعذيب والاختفاءات القسرية.
وتمثل المساعدات التي قرر بلينكن حجبها عشرة بالمئة من 1.3 مليار دولار تخصص لمصر سنويا. وقال مسؤول إن محامي وزارة الخارجية قرروا أن نسبة عشرة بالمئة هي الحد الأقصى الذي يمكن حجبه هذا العام.
وستسمح واشنطن بالإفراج عن 75 مليون دولار لمصر، مشيرة إلى التقدم المحرز على صعيد الاعتقالات السياسية والإجراءات القانونية الواجبة، بما في ذلك إطلاق سراح نحو 500 معتقل سياسي هذا العام.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية إن القاهرة ستتلقى 95 مليون دولار أخرى بموجب استثناء قانوني يتعلق بتمويل مكافحة الإرهاب وأمن الحدود و”منع الانتشار”.
وقال أحد كبار مسؤولي الوزارة في إفادة للصحفيين “النهج المتبع هنا يعكس مخاوف الإدارة إزاء حقوق الإنسان والحريات الأساسية في مصر، مع السعي في الوقت نفسه للحفاظ على التفاعل والحوار الذي أجريناه على مدار العشرين شهرا الماضية”.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن العلاقة مع مصر معقدة. وتعد الدولة العربية الأكثر سكانا حليفا أساسيا ولا تزال واشنطن ملتزمة بدعمها “لاحتياجاتها الدفاعية المشروعة”