توصل باحثون في المعهد الوطني للأغذية بالجامعة التقنية في الدنمارك، إلى بكتيريا مطورة، يمكن أن تساهم في صناعة حلاوة طبيعية في الزبادي، تغني عن أي إضافات تستخدمها المصانع خلال عملية الإنتاج، أو إضافات قد يستخدمها المستهلك لاحقاً.
وأثناء عملية التصنيع غالباً ما تُضاف الفاكهة أو التوت لتحسين طعم الزبادي، ويُضاف السكر أو المُحليات لزيادة حلاوته. والبكتيريا المطورة التي توصل لها الباحثون، ونُشرت دراسة عنها في العدد الأخير من دورية «مجلة الكيمياء الزراعية والغذائية»، لا تجعل هناك ضرورة لأي إضافات تضعها المصانع، وتحقق في الوقت نفسه رغبة بعض المستهلكين في الحصول على أطعمة طبيعية تحتوي على نسبة أقل من السكر المضاف.
والزبادي هو حليب مخمر، ويحتوي الحليب بشكل طبيعي على حوالي 50 غراماً من السكر (اللاكتوز) لكل لتر، ويتميز سكر الحليب بقلة حلاوته، ولكن عن طريق تكسيره بإنزيمات «اللاكتاز» يتم إطلاق مزيد من السكريات الحلوة (الغلوكوز والغالاكتوز)، فعن طريق تكسير 70 في المائة من السكر في الحليب، يمكن زيادة الحلاوة بما يعادل 20 غراماً لكل لتر من السكر العادي.
ويتم تصنيع إنزيمات اللاكتاز المتوفرة تجارياً والمستخدمة حالياً لتحطيم اللاكتوز في منتجات الألبان، باستخدام الكائنات الحية الدقيقة، والتي تنطوي على عملية مملة ومكلفة، إضافةً إلى ذلك، يؤدي النقل من موقع الشركة المصنعة لمنتجات الألبان إلى زيادة التكاليف.
ومع الحل الذي طوره باحثو جامعة الدنمارك التقنية، فإن بكتيريا حمض اللاكتيك تحتوي على إنزيمات اللاكتاز، وبالتالي فإن استخدام هذه البكتيريا المطورة مباشرة في منتجات الألبان يضيف حلاوة طبيعية، ويقلل تكاليف شراء إنزيمات اللاكتاز ونقلها للمصانع.
واختبرت مجموعة كبيرة من شركات الألبان الدنماركية هذه الطريقة الجديدة بنجاح، والتي يراها محمد الجندي، أستاذ الألبان بكلية الزراعة في جامعة أسيوط (صعيد مصر): «اختراقاً مهماً في صناعة منتجات الألبان». ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «إنزيمات اللاكتاز تمثل جزءاً مهماً ومكلفاً في مكونات الصناعة، والعثور على طريقة تغني عن تلك الأنزيمات، بحيث تكون موجودة في بكتيريا حمض اللاكتيك، يمثل اختراقاً مهماً، فضلاً عن الفوائد الصحية بالحصول على زبادي مُحلَّى بشكل طبيعي، ودون أي إضافات».
وجد فريق من جامعة أبردين الأسكوتلندية أن الناس يحرقون نفس السعرات الحرارية أيا كان توقيت تناول الوجبة الرئيسية خلال اليوم.
لكن رغم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، فقد لاحظ الباحثون أيضاً أن الشهية كانت أقل بشكل ملحوظ بعد وجبات الإفطار الدسمة، مما يسهل الالتزام بنظام غذائي بقية النهار.
وانصب تركيز الباحثين على عالم «التغذية المزمنة» وكيف يتأثر الطعام الذي نتناوله بإيقاعات الساعة الداخلية لأجسامنا، وخلصوا إلى أن المساء يعتبر وقتا سيئا لتناول الطعام لأن ساعة الجسم تحول التمثيل الغذائي لدينا نحو النوم.
وتلخصت التجربة في قيام 30 متطوعا بإعداد وجباتهم اليومية الثلاثة (الإفطار والغذاء والعشاء) لفترة تخطت الشهرين، بإجمالي سعرات حرارية تصل إلى حوالي 1700 سعرا في اليوم. وأمضوا شهرا كاملا يتناولون فطورا دسما باستخدام ما يقرب من نصف السعرات الحرارية اليومية، تليها وجبة غداء أصغر ووجبة مسائية أصغر. وفي الشهر الآخر، تناول المتطوعون وجبتهم الكبيرة في المساء بدلا من الصباح.
بعد ذلك، تم قياس التمثيل الغذائي للمتطوعين بدقة باستخدام «المياه ذات العلامات المزدوجة»، وهي أكثر كثافة من الماء العادي ويمكن تتبعها أثناء خروجها من الجسم. ووجدت النتائج، التي نشرت في مجلة «Cell Metabolism»، أن توقيت الوجبة الكبيرة لا يحدث فرقا في عدد السعرات الحرارية التي تم حرقها، أو معدل الأيض أثناء الراحة، أو مقدار الوزن الذي فقدوه. كان الاختلاف الرئيسي هو مستويات الشهية أو الجوع، والتي تم الحد منها بسبب الإفطار الكبير.
وفي هذا السياق، قالت البروفسور ألكسندرا جونستون في التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية إن هذه الطريقة قد تكون حاسمة في العالم الحقيقي عندما لا يمكن التحكم في كمية الطعام المتاح، مضيفة، أنه «من أجل السيطرة على الشهية، فإن الدراسات تشير إلى أن الإفطار الدسم هو الفائز. إذا كان بإمكانك أن تبدأ يومك بوجبة فطور صحية كبيرة، فمن المرجح أن تحافظ على مستويات النشاط البدني وتحافظ على السيطرة على الشهية لبقية اليوم».
تضمنت وجبات الإفطار في الدراسة العصائر، والزبادي، والبيض، والنقانق، والفطر، جميعها تحتوي على الكثير من البروتين الذي يساعد الناس على الشعور بالشبع.
وقالت البروفسور جونستون إن هناك أفكاراً حول أن شهية الدماغ وأنظمة المكافآت تكون «أكثر تناغما للوجبة الأولى في اليوم» لأنها تكسر الصيام الممتد من الليلة السابقة.
ومع ذلك، فإن النتائج تتعارض مع عادات الأكل لدى غالبية الناس. وقالت البروفسور جونستون إن «الناس تحاول زيادة نومهما إلى الحد الأقصى وليس لديهم وقت في الصباح سواء للتحضير أو للجلوس وتناول وجبة دسمة، وبالتالي، بشكل تلقائي، سيتناولون وجبة أكبر في المساء».