الكشف عن `` بواعث الميثان الفائقة '' على الأرض: حددت وكالة ناسا أكثر من 50 منطقة في آسيا الوسطى والشرق الأوسط والولايات المتحدة تضخ مستويات غير مسبوقة من غازات الاحتباس الحراري
حددت أداة مدارية تابعة لوكالة ناسا أكثر من 50 منطقة "فائقة الانبعاث" في جميع أنحاء العالم تضخ مستويات غير مسبوقة من الميثان. وتشمل قائمة الجناة الرئيسيين تركمانستان (أعلى اليمين في الصورة) ، التي تنتج أعمدة تمتد لأكثر من 20 ميلاً (32 كم) ، وإيران (في الصورة على اليسار) ونيو مكسيكو ، الولايات المتحدة الأمريكية. تحقيقات الغبار المعدنية السطحية للأرض ، أو "EMIT" (في أسفل اليمين) ، هو مقياس طيفي محمول في الفضاء يقيس الطاقة الشمسية المنعكسة من الأرض بمئات الأطوال الموجية للضوء من المرئي إلى نطاق الأشعة تحت الحمراء. والغرض منه بشكل أساسي هو التقدم في دراسات الغبار المحمول جواً وتأثيراته على تغير المناخ ، لكن علماء ناسا اكتشفوا أنه بإمكانه أيضًا اكتشاف المناطق التي يتم فيها إنتاج كميات كبيرة من الميثان.
أعلنت هيئة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أمس جهاز قياس الطيف التصويري الذي وضعته الهيئة في المدار حول الأرض لتطوير دراسات الغبار المحمول في الجو وتأثيراته على تغير المناخ، قد أثبت كفاءة في وظيفة هامة لعلوم الأرض، وهي اكتشاف الانبعاثات الهائلة لغاز الميثان في جميع أنحاء العالم، وهو أحد أهم الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وبحسب «رويترز» فقد قالت «ناسا» إن الجهاز حدد ما يزيد عن 50 من «بواعث الميثان الفائقة» في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب غربي الولايات المتحدة منذ تركيبه في يوليو (تموز) على متن محطة الفضاء الدولية.
تشمل بواعث الميثان الفائقة، التي تم الكشف عن بعضها مؤخراً والبعض الآخر معروف سلفاً، منشآت ضخمة للنفط والغاز ومدافن قمامة كبيرة.
كان قد تم بناء مقياس الطيف التصويري أساساً لتحديد التركيب المعدني للغبار المتصاعد في الغلاف الجوي من صحاري الأرض والمناطق القاحلة الأخرى عن طريق قياس الأطوال الموجية للضوء المنعكس من سطح التربة في تلك المناطق.
وستساعد الدراسة، التي تحمل اسم «دراسة الغبار المعدني لسطح الأرض»، العلماء على تحديد صحة أو خطأ احتمال أن يكون الغبار المحمول جواً في أجزاء مختلفة من العالم يمتص حرارة الشمس أو يؤدي لانحرافها، مما يسهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب أو تبريده.
واتضح أن الميثان يمتص ضوء الأشعة تحت الحمراء بأسلوب فريد يمكن للجهاز اكتشافه بسهولة، حسبما قال العلماء في مختبر الدفع النفاث التابع لـ«ناسا» بالقرب من لوس أنجليس، الذي تم فيه تصميم الجهاز وصناعته.
أخبار ذات صلة
دعوة لتقصي «جدري القردة» في مومياوات الحيوانات الفرعونية
دعا باحثون من جامعتي ولاية نيويورك الأميركية وأسوان المصرية، إلى البحث عن تاريخ فيروس «جدري القردة» في مومياوات الحيوانات الفرعونية.
وقال الباحثون في رسالة مشتركة نشرتها دورية «ذا لانسيت ميكروب» في عددها الصادر في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، إن البحث عن فيروس «جدري القردة» في مومياوات الحيوانات، هو أجدى من البحث عنه في المومياوات البشرية.
وأوضحوا في رسالتهم التي تضمنت ملاحظات على دراسة نشرتها الدورية نفسها في أغسطس (آب) الماضي، وتضمنت مقترحاً من فريق بحثي مصري – أميركي مشترك بالبحث عن الفيروس في المومياوات البشرية، أن فيروس «جدري القردة» هو حيواني المنشأ، ثم تطور لاحقاً ليصيب الإنسان، بينما الجدري هو أحد مسببات الأمراض البشرية حصرياً ولا يصيب الحيوانات؛ لذلك فإن الأولى عند البحث عن فيروس حيواني النشأ، أن نتجه إلى مومياوات الحيوانات. وأضاف الباحثون في رسالتهم إلى أن واقعة عثور فريق بحثي من مركز أبحاث المناطق المدارية بمعهد البيئة والاستدامة بجامعة كاليفورنيا، على المادة الوراثية للفيروس في عينات تاريخية من حيوان السنجاب الأفريقي، والتي تم الاستناد إليها في الدراسة لترجيح احتمالية العثور على المادة الوراثية للفيروس في المومياوات البشرية، تدعم وجهة نظرهم بأن مومياوات الحيوانات قد تكون الخيار الأهم لمثل هذا الجهد البحثي.
وكان الفريق البحثي من مركز أبحاث المناطق المدارية بمعهد البيئة والاستدامة بجامعة كاليفورنيا، قد فحص نحو ألف عينة متحفية من السنجاب الأفريقي (Funisciurus sp)، تعود إلى عام 1899، وعثر في بعضها على المادة الوراثية لـ«جدري القردة»؛ وهو ما دفع الباحثون إلى القول، إن فيروس «جدري القردة» وُجد في البشر والحيوانات المضيفة قبل الإعلان لأول مرة عن اكتشافه في عام 1958.
وقالوا، إنه لا يوجد مبرر لرفض إجراء مثل هذه الدراسات، بدعوى أن عدوى «جدري القردة» من دون أعراض يمكن أن تعقد ربط هذا المرض بالتاريخ المصري القديم.
وأضافوا، أن الفريق البحثي الأميركي عندما عثر على المادة الوراثية لفيروس «جدري القردة» في عينات (السنجاب الأفريقي)، لم يلاحظوا أي آفات جلدية واضحة أثناء جمع العينات.
واتفق فرانشيسكو ماريا جالاسي، من كلية الآثار بجامعة فليندرز الأسترالية ومركز أبحاث «فاباب» بإيطاليا، مع ما جاء في مضمون هذه الرسالة، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن التقنيات الحديثة التي تسمح باسترداد المادة الوراثية، من عينات مضى عليها آلاف السنين، لا سيما إذا كانت من نوعية «الدي إن إيه»، تجعل من مومياوات الحيوانات مادة ثرية للأبحاث.
وفيروس «جدري القردة» مادته الوراثية «دي إن إيه»؛ لذلك فإنه في حال أصاب أي حيوان تم تحنيطه، يمكن استرداد تلك المادة الوراثية بالتقنيات الحديثة.
ولم تحظ مومياوات الحيوانات، حتى الآن بنفس قدر الاهتمام الذي منح للمومياوات البشرية، ولكن بمجرد دراستها جيداً، يمكن أن تفتح الباب لفهم الأمراض حيوانية المنشأ، كما يؤكد جالاسي.