النحل «يعدّ» من اليسار إلى اليمين
كشفت دراسة للمرة الأولى أن النحل يرتب الأعداد في اتجاه التزايد في الحجم من اليسار إلى اليمين، الأمر الذي يدعم دعماً نظرية ثار حولها جدل واسع، مفادها أن هذا الاتجاه متأصل في جميع الحيوانات، بما في ذلك البشر، حسب ما ذكرته صحيفة (الغارديان) البريطانية.
وتوصلت أبحاث غربية لأنه حتى قبل أن يتعلم الأطفال العد، فإنهم يبدأون في تنظيم كميات متزايدة من اليسار إلى اليمين فيما يسمى «خط الرقم الذهني». ومع ذلك، عثر العلماء على توجه معاكس في الأشخاص المنتمين إلى الثقافات التي تستخدم النص العربي الذي يقرأ من اليمين إلى اليسار.
في هذا الصدد، مارتن جيورفا، الأستاذ في مركز أبحاث الإدراك الحيواني بجامعة بول ساباتير في تولوز بفرنسا: «ما يزال الموضوع قيد المناقشة بين أولئك الذين يعتقدون أن خط الرقم العقلي له طابع فطري وأولئك الذين يقولون إنه ثقافي». ويذكر أن ثمة أدلة حديثة تشير إلى أن الأطفال حديثي الولادة وبعض الحيوانات الفقارية، ينظمون الأعداد من اليسار إلى اليمين.
وكان جيورفا قد تولى قيادة دراسة نشرت، الأسبوع الماضي، في دورية «بروسيدينغز أوف ذي ناشونال أكاديمي أوف ساينسيز»، وكانت تسعى لاكتشاف ما إذا كان الأمر ذاته ينطبق على الحشرات، وذلك من خلال تجربة على النحل.
وفي تصريحات لوكالة «الصحافة الفرنسية»، قال جيورفا: «لقد ثبت بالفعل أن النحل قادر على العد – لما يصل إلى خمسة على الأقل». وأضاف أن النحل يعالج المعلومات كذلك بشكل مختلف في نصفي الدماغ. وقال جيورفا إنه يبدو أن هذه السمة يشاركونها مع البشر، ويُعتقد أنها سبب محتمل لوجود «خط الرقم العقلي».
وأكدت التجربة التي أجراها فريق البروفسور جيورفا هذه الاكتشافات من خلال إثباتها وجود آلية مماثلة في نوع شهير من اللافقاريات هو النحل. وقال جيورفا: «سبق أن توصلنا إلى أن النحل قادر على العدّ، حتى خمسة على الأقل»، وأنه يعالج المعلومات في كلّ من نصفي الكرة المخية بشكل مختلف عن النصف الآخر. وهذا الفارق في المعالجة موجود أيضاً عند البشر، وهو «أحد الأسباب المعطاة لوجود الخط العقلي الرقمي».
وتساءل الباحث باختصار هل يمكن أن يكون دماغ النحل قادراً على تنسيق الأرقام كما يفعل البشر؟ وقال شارحاً: «إذا كنت أستخدم الرقم واحد كمرجع، فإن الرقم ثلاثة سيكون موجوداً على يميني، ولكن إذا كنت أستخدم الرقم خمسة كمرجع، فإن الرقم ثلاثة سيكون على يساري».
«السلاحف» تقود لنظرية جديدة في الحركة
طوّر فريق بحثي من جامعة كوبنهاغن بالدنمارك، بالتعاون مع باحث من مركز «ماكس ديلبروك» للطب الجزيئي في برلين بألمانيا، نظرية جديدة لشرح كيف تتحكم الدوائر العصبية بالعمود الفقري في الحركة، وذلك بعد تجارب أجريت على السلاحف، ونُشرت نتائجها، أمس، في دورية «نيتشر». واقترحت الأبحاث السابقة أن الأعصاب الموجودة في العمود الفقري مرتبة في مجموعات صغيرة مسؤولة عن التحريض على حركة العضلات. ويُعتقد أن بعض المجموعات مسؤولة عن التحكم في «المحرك المثني»، فيما تكون مجموعات أخرى مسؤولة عن التحكم في «المحرك الباسط»، وكان التفكير هو أن السيطرة تنتقل ذهاباً وإياباً بين المجموعتين، مما يسمح بأفعال مثل المشي، ولكن الباحثين تحدوا في دراستهم الجديدة هذا النموذج.
وخلال الدراسة قام الباحثون بتوصيل أقطاب كهربائية بالعمود الفقري للعديد من السلاحف المختبرة لتسجيل النشاط العصبي عندما تتفاعل مع الوخز، الذي تم استخدامه لحث السلاحف على محاكاة المشي في أثناء وضعها في مكانها.
ووجد الباحثون أن «النشاط العصبي لا ينتقل ذهاباً وإياباً بين المجموعات المسؤولة عن التحكم في الثني والبسط». كما وجدوا أن الخلايا العصبية في العمود الفقري المسؤولة عن التحكم في المحركات مرتبة بشكل عشوائي، ويتم تنشيطها في أوقات مختلفة، ووجدوا أيضاً أن نشاط الخلايا العصبية يحدث في أنماط من النشاط الدائري.
واستخدم الباحثون النتائج التي توصلوا إليها لإنشاء نموذج جديد للتحكم في حركة الدائرة العصبية الشوكية؛ حيث يُظهر نموذجهم أن الخلايا العصبية التي تم تحديد موقعها بشكل عشوائي، تكون متصلة، ولكن بطريقة تسمح بالتحكم الدائري للخلايا العصبية في حركة العضلات الإيقاعية، مثل تلك المستخدمة في المشي.
ويقول هنريك ليندين، من قسم علم الأعصاب بكلية الصحة والعلوم الطبية بجامعة كوبنهاغن، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره موقع «ميديكال إكسبريس» بالتزامن مع نشر الدراسة: «قيمة ما توصلنا إليه أنه توضيح للمبادئ العصبية الأساسية في الحركة، فعلى الرغم من أن توليد الحركات هو وظيفة أساسية للجهاز العصبي، فإن المبادئ العصبية الأساسية كانت غير واضحة بشكل كبير». ويضيف: «نظراً إلى أن أنشطة العضلات المثنية والباسطة تتناوب في أثناء الحركات الإيقاعية، مثل المشي، كان يُفترض أن الدوائر العصبية المسؤولة تُظهر بالمثل نشاطاً متناوباً، وهو ما أثبتنا أنه غير دقيق، وقدمنا بدلاً من التناوب، نظرية إجراء دوران في الفضاء العصبي؛ حيث يتنقل النشاط العصبي عبر جميع المراحل بشكل مستمر في أثناء السلوك الإيقاعي».
القطط تميِّز بين الكلام الموجه لها والبشر
وجدت دراسة صغيرة أن «القطط قد تغيِّر سلوكها عندما تسمع صوت صاحبها يتحدث بنبرة موجهة إليها، ولكن ليس عند سماع صوت شخص غريب أو صوت مالكها موجهاً إلى شخص آخر». ونُشرت الدراسة التي أُجريت على 16 قطة (الثلاثاء) في مجلة «إدراك الحيوان». وتضيف إلى الأدلة أن «القطط قد تشكل روابط قوية مع أصحابها».
والمعروف أن اللهجة البشرية تختلف باختلاف الشخص الذي يتم توجيه الكلام إليه. وأظهرت الدراسات السابقة أن نغمة الكلام البشري تتغير عند توجيهها إلى القطط، ولكن لا يُعرف الكثير عن رد فعل القطط على ذلك.
وخلال الدراسة الجديدة، قامت شارلوت دي موزون وزملاؤها من جامعة باريس نانتير بفرنسا، بالتحقيق في كيفية استجابة 16 قطة للأصوات المسجلة مسبقاً من كلٍّ من مالكها وأصوات شخص غريب عند قول عبارات بلهجة موجهة إلى القطط وأخرى لآخرين. وصنفوا شدة سلوك القطط التي تتفاعل مع الصوت، مثل تحريك الأذن، واتساع حدقة العين، وتحريك الذيل.
وأظهرت 10 قطط من أصل 16 انخفاضاً في شدة السلوك عندما سمعوا ثلاثة مقاطع صوتية لصوت شخص غريب يناديهم باسمهم، ومع ذلك، عند سماع صوت أصحابها، زادت حدة سلوكهم بشكل ملحوظ مرة أخرى. وأظهرت القطط سلوكيات مثل تحويل آذانها إلى مكبرات صوت، وزيادة الحركة في جميع أنحاء الغرفة، واتساع حدقة العين. ويشير الباحثون إلى أن الارتداد المفاجئ في السلوك يشير إلى أن القطط يمكن أن تميِّز صوت مالكها عن صوت شخص غريب.
وعند سماع صوت مالكها، ولكن يوجه حديثه لشخص آخر، قللت 10 قطط من سلوك الانتباه، ولكن زاد الانتباه بشكل كبير عند سماع نغمة الصوت موجهة للقطة من مالكها، ولم يتم العثور على التغيير في شدة السلوك في حالة ثالثة، عندما كان شخص غريب يتحدث بنبرة موجهة لآخرين وموجهة للقطط.
وخلص الباحثون من ذلك إلى أن «القطط يمكنها التمييز عندما يتحدث صاحبها بنبرة موجهة للقطط، مقارنة بنبرة موجهة لآخرين».
وقد لا يمثل حجم العينة الصغير المستخدم في هذه الدراسة كل سلوك القطط، لكنّ المؤلفين يقترحون أن «البحث المستقبلي يمكن أن يتحقق مما إذا كان يمكن تكرار نتائجهم في المزيد من القطط الاجتماعية التي اعتادت على التفاعل مع الغرباء». ويقترح المؤلفون أن «النتائج التي توصلوا إليها تجلب بُعداً جديداً للعلاقات البشرية بين القطط، حيث من المحتمل أن يعتمد التواصل مع القط على تجربة صوت المتحدث». واستنتجوا أن «العلاقات الفردية مهمة للقطط والبشر لتكوين روابط قوية».